تاريخ الجمعية وتأسيسها
تأسست الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري في وقت كانت فيه مهنة تقويم العمود الفقري تشهد انقسامات داخلية عميقة حول نطاق الممارسة والمبادئ الأساسية. ظهرت الجمعية كرد فعل على ما اعتبرته تمثيلاً غير كافٍ للأقليات داخل المنظمات القائمة، ورغبة في تعزيز نموذج أكثر شمولاً وتنوعًا لتقويم العمود الفقري. كان المؤسسون يهدفون إلى إنشاء منصة يمكن من خلالها للأفراد من جميع الخلفيات الحصول على الدعم والموارد اللازمة للنجاح في هذا المجال.
ركزت الجمعية في سنواتها الأولى على تجنيد الأعضاء من خلفيات متنوعة، وتنظيم المؤتمرات وورش العمل، وتوفير فرص الإرشاد والتطوير المهني. سعت NACM أيضًا إلى التأثير على السياسات التعليمية والتنظيمية المتعلقة بتقويم العمود الفقري، بهدف ضمان أن تكون المهنة منفتحة ومتاحة للجميع.
المواقف المثيرة للجدل
على الرغم من أهدافها النبيلة المعلنة، واجهت الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري انتقادات بسبب مواقفها بشأن بعض جوانب تقويم العمود الفقري. على وجه الخصوص، اتُهمت NACM بالترويج لمفاهيم “مقومة فرعية” تعتبرها العديد من المنظمات المهنية الرئيسية غير علمية وغير متوافقة مع أفضل الممارسات القائمة على الأدلة. تشير “المقومة الفرعية” إلى مجموعة من المعتقدات والممارسات داخل تقويم العمود الفقري التي تركز بشكل كبير على مفهوم “الخلع الفقري” باعتباره السبب الجذري لجميع الأمراض تقريبًا، وغالبًا ما تتضمن علاجات لا تدعمها الأدلة العلمية.
أحد المجالات الرئيسية للخلاف يتعلق باستخدام الأشعة السينية لتحديد “الخلع الفقري”. غالبًا ما يستخدم المقومون الفرعيون الأشعة السينية لتحديد حتى أدق التشوهات في العمود الفقري، معتقدين أن هذه التشوهات يمكن أن تؤثر على وظيفة الأعصاب وتسبب مجموعة واسعة من المشاكل الصحية. ومع ذلك، يرى العديد من المقومين الأكثر اعتدالًا أن استخدام الأشعة السينية يجب أن يقتصر على الحالات التي توجد فيها مؤشرات سريرية محددة، وأن التركيز يجب أن يكون على التشخيص الدقيق والعلاج القائم على الأدلة لحالات العضلات والعظام.
بالإضافة إلى ذلك، انتقدت NACM بسبب دعمها لاستخدام تقويم العمود الفقري لعلاج مجموعة واسعة من الحالات الصحية، بما في ذلك الحالات التي لا تتعلق بشكل مباشر بالجهاز العضلي الهيكلي. يرى العديد من المقومين أن نطاق ممارسة تقويم العمود الفقري يجب أن يقتصر على علاج مشاكل العمود الفقري والمفاصل والأنسجة الرخوة المحيطة بها. ومع ذلك، يجادل المقومون الفرعيون بأن تقويم العمود الفقري يمكن أن يكون فعالاً في علاج مجموعة واسعة من الحالات الصحية، بما في ذلك الربو والصداع النصفي وحتى مشاكل الجهاز الهضمي.
تأثير الجمعية وإرثها
على الرغم من الجدل المحيط بها، لعبت الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري دورًا مهمًا في تعزيز التنوع والشمول داخل مهنة تقويم العمود الفقري. ساهمت الجمعية في زيادة الوعي بقضايا الأقليات، ووفرت الدعم والموارد للأفراد من خلفيات متنوعة، وشجعت على إجراء مناقشة أكثر انفتاحًا حول نطاق ممارسة تقويم العمود الفقري.
ومع ذلك، فإن إرث NACM معقد بسبب مواقفها المتعلقة بأسس وممارسات تقويم العمود الفقري. يرى البعض أن الجمعية ساهمت في إضعاف مصداقية المهنة من خلال الترويج لمفاهيم غير علمية، بينما يرى البعض الآخر أنها دافعت ببساطة عن وجهة نظر مختلفة داخل المهنة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن NACM كان لها تأثير كبير على مهنة تقويم العمود الفقري.
الخلافات الداخلية والانقسامات
شهدت الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري خلافات داخلية وانقسامات حول العديد من القضايا، بما في ذلك:
- نطاق الممارسة: كان هناك خلاف كبير حول نطاق ممارسة تقويم العمود الفقري، حيث يرى البعض أنه يجب أن يقتصر على علاج مشاكل العضلات والعظام، بينما يرى البعض الآخر أنه يمكن أن يكون فعالاً في علاج مجموعة واسعة من الحالات الصحية.
- استخدام الأشعة السينية: كان هناك خلاف حول استخدام الأشعة السينية لتحديد “الخلع الفقري”، حيث يرى البعض أنه أداة ضرورية للتشخيص، بينما يرى البعض الآخر أنه يجب أن يقتصر على الحالات التي توجد فيها مؤشرات سريرية محددة.
- المبادئ الأساسية لتقويم العمود الفقري: كان هناك خلاف حول المبادئ الأساسية لتقويم العمود الفقري، حيث يرى البعض أن “الخلع الفقري” هو السبب الجذري لجميع الأمراض تقريبًا، بينما يرى البعض الآخر أن التركيز يجب أن يكون على التشخيص الدقيق والعلاج القائم على الأدلة لحالات العضلات والعظام.
أدت هذه الخلافات الداخلية والانقسامات إلى تراجع نفوذ الجمعية وتأثيرها في نهاية المطاف.
الوضع الحالي للجمعية
لا تزال حالة الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري غير واضحة تمامًا. لم تكن هناك تحديثات رسمية أو أنشطة ظاهرة للعيان منذ عدة سنوات. ومع ذلك، لا يزال من الممكن العثور على معلومات حول الجمعية ومواقفها على الإنترنت، مما يشير إلى أن بعض الأفراد أو المجموعات قد يستمرون في دعم مبادئها. بغض النظر عن وضعها الحالي، تظل NACM جزءًا مهمًا من تاريخ تقويم العمود الفقري، حيث تمثل فترة من الجدل والانقسام داخل المهنة.
دروس مستفادة
يمكن استخلاص العديد من الدروس من تجربة الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري، بما في ذلك:
- أهمية التنوع والشمول: من المهم تعزيز التنوع والشمول داخل جميع المهن، بما في ذلك تقويم العمود الفقري. يمكن أن يؤدي التنوع إلى وجهات نظر جديدة وأساليب مبتكرة، في حين أن الشمول يمكن أن يضمن حصول جميع الأفراد على فرص متساوية للنجاح.
- أهمية الأدلة العلمية: من المهم أن تستند ممارسة تقويم العمود الفقري إلى الأدلة العلمية. يجب على المقومين استخدام التشخيص الدقيق والعلاج القائم على الأدلة لحالات العضلات والعظام.
- أهمية الوحدة المهنية: من المهم أن تعمل مهنة تقويم العمود الفقري كوحدة واحدة. يمكن أن تؤدي الخلافات الداخلية والانقسامات إلى إضعاف مصداقية المهنة وتأثيرها.
خاتمة
كانت الجمعية الوطنية لطب تقويم العمود الفقري (NACM) جمعية أقليات في مجال تقويم العمود الفقري تأسست عام 1984. على الرغم من أن الجمعية تهدف إلى تعزيز التنوع والشمول داخل المهنة، إلا أنها واجهت انتقادات بسبب مواقفها المتعلقة بأسس وممارسات تقويم العمود الفقري. يمكن استخلاص العديد من الدروس من تجربة NACM، بما في ذلك أهمية التنوع والشمول، وأهمية الأدلة العلمية، وأهمية الوحدة المهنية.