أصل الكلمة ومعناها
كلمة “شاهرود” فارسية الأصل، تتكون من مقطعين: “شاه” وتعني “ملك” أو “شاه”، و “رود” وتعني “نهر” أو “وتر” أو “لحن”. وبالتالي، يمكن تفسير “شاهرود” على أنها “نهر الشاه” أو “وتر الشاه” أو “لحن الشاه”، مما يعكس مكانة هذا العود وأهميته في الموسيقى الفارسية والعثمانية.
الشاهرود في “سورنامه همايون”
“سورنامه همايون” هو كتاب مصور يوثق احتفالات الزفاف الملكي للأمير العثماني مراد الثالث في عام 1582. يضم الكتاب مجموعة كبيرة من الرسوم التوضيحية التي تصور جوانب مختلفة من الاحتفالات، بما في ذلك الموسيقى والرقص. تظهر آلة الشاهرود في بعض هذه الرسوم، مما يوفر لنا معلومات قيمة حول شكلها واستخدامها في ذلك الوقت.
وصف الشاهرود
من خلال الصور الموجودة في “سورنامه همايون”، يمكننا استنتاج بعض الخصائص الرئيسية للشاهرود:
- قصير العنق: يتميز الشاهرود بعنق قصير نسبيًا مقارنة بالعود التقليدي.
- يشبه العود: يشبه الشاهرود في شكله العام العود، ولكن مع بعض الاختلافات الطفيفة في الحجم والشكل.
- عدد الأوتار: لم يتم تحديد عدد الأوتار بدقة في المصادر المتاحة، ولكن يُرجح أنه كان يحتوي على عدد مماثل من الأوتار للعود التقليدي، أي حوالي 11 أو 12 وترًا.
- طريقة العزف: يُعتقد أن الشاهرود كان يُعزف عليه باستخدام ريشة، مثل العود.
الفرق بين الشاهرود والعود
على الرغم من التشابه الكبير بين الشاهرود والعود، إلا أن هناك بعض الاختلافات الطفيفة التي تميزهما عن بعضهما البعض:
- طول العنق: يعتبر العنق القصير للشاهرود أبرز ما يميزه عن العود التقليدي ذي العنق الأطول.
- الحجم: قد يكون الشاهرود أصغر حجمًا قليلاً من العود التقليدي.
- الصوت: قد يختلف صوت الشاهرود قليلاً عن صوت العود بسبب الاختلافات في الحجم وشكل العنق.
استخدامات الشاهرود
من غير الواضح تمامًا ما هي الاستخدامات المحددة للشاهرود، ولكن يُرجح أنه كان يُستخدم في مجموعة متنوعة من السياقات الموسيقية، بما في ذلك:
- الموسيقى الكلاسيكية الفارسية والعثمانية: ربما كان الشاهرود يُستخدم كجزء من الفرق الموسيقية التي تعزف الموسيقى الكلاسيكية في البلاط الملكي والمناسبات الرسمية.
- الموسيقى الشعبية: ربما كان الشاهرود يُستخدم أيضًا في الموسيقى الشعبية، حيث كان يُعزف عليه في المنازل والمقاهي والأماكن العامة الأخرى.
- المصاحبة الغنائية: ربما كان الشاهرود يُستخدم لمصاحبة المغنين في الأغاني والموشحات.
أهمية الشاهرود
على الرغم من أن الشاهرود ليس آلة معروفة على نطاق واسع اليوم، إلا أنه يحمل أهمية تاريخية وثقافية كبيرة. فهو يمثل جزءًا من التراث الموسيقي الفارسي والعثماني، ويوفر لنا لمحة عن تطور آلات العود في الماضي. كما أن وجود صور للشاهرود في “سورنامه همايون” يدل على مكانة هذه الآلة وأهميتها في البلاط العثماني في القرن السادس عشر.
الشاهرود في الأدب والفنون
لا تتوفر معلومات كثيرة حول ذكر الشاهرود في الأدب والفنون، ولكن من الممكن أن يكون قد ورد ذكره في بعض القصائد والأغاني والمؤلفات الموسيقية القديمة. يتطلب العثور على هذه الإشارات إجراء المزيد من البحوث والدراسات المتخصصة.
إعادة إحياء الشاهرود
نظرًا لقلة المعلومات المتوفرة عن الشاهرود، وندرة وجود نماذج حقيقية لهذه الآلة، فإن إعادة إحيائها يمثل تحديًا كبيرًا. ومع ذلك، فإن بعض صانعي الآلات الموسيقية والموسيقيين قد يبدون اهتمامًا بإعادة بناء الشاهرود بناءً على الصور والوصف الموجود في “سورنامه همايون” وغيرها من المصادر التاريخية.
التحديات التي تواجه إعادة إحياء الشاهرود
تشمل التحديات التي تواجه إعادة إحياء الشاهرود ما يلي:
- قلة المعلومات: المعلومات المتوفرة عن الشاهرود محدودة، مما يجعل من الصعب إعادة بناء الآلة بدقة.
- عدم وجود نماذج حقيقية: لا توجد نماذج حقيقية للشاهرود يمكن دراستها وفحصها.
- صعوبة الحصول على المواد: قد يكون من الصعب الحصول على المواد المناسبة لصنع الشاهرود، خاصة إذا كانت المواد المستخدمة في الماضي غير متوفرة اليوم.
الجهود المبذولة لإحياء التراث الموسيقي
هناك العديد من الجهود المبذولة لإحياء التراث الموسيقي الفارسي والعثماني، بما في ذلك:
- البحث والدراسة: يقوم الباحثون والمؤرخون بدراسة المصادر التاريخية والمخطوطات القديمة للعثور على معلومات حول الآلات الموسيقية القديمة.
- إعادة بناء الآلات: يقوم صانعو الآلات الموسيقية بإعادة بناء الآلات القديمة بناءً على المعلومات المتوفرة.
- الأداء الموسيقي: يقوم الموسيقيون بأداء الموسيقى القديمة باستخدام الآلات المعاد بناؤها.
- التسجيل والنشر: يتم تسجيل ونشر الموسيقى القديمة للحفاظ عليها وإتاحتها للجمهور.
مستقبل الشاهرود
مستقبل الشاهرود غير واضح، ولكن من الممكن أن يتم إحياء هذه الآلة في المستقبل القريب. إذا تمكن صانعو الآلات الموسيقية والموسيقيون من إعادة بناء الشاهرود، فقد يصبح جزءًا من المشهد الموسيقي المعاصر، ويساهم في إثراء التراث الموسيقي الفارسي والعثماني.
خاتمة
الشاهرود آلة عود تاريخية قصيرة العنق، ظهرت في العصر العثماني، وتحديداً في القرن السادس عشر. على الرغم من قلة المعلومات المتوفرة عنها، إلا أنها تمثل جزءًا مهمًا من التراث الموسيقي الفارسي والعثماني. إن إعادة إحياء الشاهرود يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه قد يكون ممكنًا من خلال البحث والدراسة والجهود المشتركة بين صانعي الآلات الموسيقية والموسيقيين.