<![CDATA[
مقدمة
هربرت إيرا لندن (6 مارس 1939 – 10 نوفمبر 2018) كان ناشطًا ومعلقًا ومؤلفًا وأكاديميًا أمريكيًا محافظًا. اشتهر بدفاعه عن القيم التقليدية، ومساهماته في الحوار السياسي والثقافي، وانتقاده للاتجاهات الليبرالية في التعليم والمجتمع. كان لندن شخصية بارزة في الحركة المحافظة الأمريكية لعقود، وترك إرثًا كبيرًا من الكتابات والمحاضرات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الأفكار المحافظة.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد هربرت لندن في مدينة نيويورك ونشأ فيها. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا عام 1960، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة كولومبيا أيضًا. كان تعليمه في كولومبيا له تأثير كبير على مسيرته الفكرية، حيث تعرض لأفكار متنوعة وشخصيات مؤثرة شكلت وجهة نظره المحافظة.
مسيرته الأكاديمية
بدأ هربرت لندن مسيرته الأكاديمية في جامعة نيويورك، حيث عمل أستاذاً للغة الإنجليزية. شغل فيما بعد منصب أستاذ ورئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة نيويورك. خلال فترة عمله في جامعة نيويورك، كان لندن شخصية بارزة في الحرم الجامعي، حيث شارك في العديد من المناقشات والمحاضرات حول مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك السياسة والثقافة والتعليم. عرف عنه أسلوبه الفكري المثير للاهتمام وقدرته على تحدي الافتراضات السائدة.
نشاطه السياسي
كان هربرت لندن ناشطًا محافظًا بارزًا، وشارك في العديد من المنظمات والمبادرات السياسية. كان زميلًا بارزًا في معهد هدسون، وهو مركز أبحاث محافظ، وكتب على نطاق واسع عن السياسة والثقافة والقضايا الاجتماعية. كان لندن مدافعًا قويًا عن القيم التقليدية، مثل الأسرة والوطنية والمسؤولية الفردية. انتقد بشدة الاتجاهات الليبرالية في التعليم والمجتمع، وجادل بأنها تقوض القيم الأساسية التي تقوم عليها الحضارة الغربية.
ترشح لندن لمنصب المراقب المالي لمدينة نيويورك في عام 1993، لكنه خسر في الانتخابات. على الرغم من خسارته، استمر في المشاركة في السياسة، وتقديم المشورة للمرشحين وكتابة المقالات والافتتاحيات حول القضايا السياسية.
مؤلفاته
كتب هربرت لندن العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات. تشمل بعض أعماله البارزة:
- “هل نحن منتهون؟: نهاية الحضارة الغربية” (Are We Doomed?: The Historic Decline of America)
- “المحافظون الجدد: نهاية العصر الذهبي” (The Overheated Decade)
- “الحياة بعد النظرية” (Life After Theory)
غالبًا ما استكشفت كتابات لندن موضوعات مثل تراجع الحضارة الغربية، وأخطار الليبرالية، وأهمية القيم التقليدية. تميزت أعماله بأسلوبه الجدلي وموقفه النقدي تجاه الاتجاهات السائدة في الفكر والثقافة.
مساهماته في الحوار الثقافي
لعب هربرت لندن دورًا مهمًا في الحوار الثقافي الأمريكي، حيث شارك في العديد من المناقشات والجدالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات. كان منتقدًا صريحًا للتصحيح السياسي والتعددية الثقافية، وجادل بأنهما يقوضان المعايير التقليدية للحقيقة والجمال. دافع عن أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الغربي، وجادل بأنه ضروري للحفاظ على الحضارة.
ظهر لندن بانتظام في البرامج الإخبارية والتلفزيونية، حيث قدم تعليقات حول القضايا السياسية والثقافية. كان معروفًا بذكائه الحاد وقدرته على التعبير عن آرائه بطريقة مقنعة ومثيرة للاهتمام.
انتقاداته للتعليم
كان هربرت لندن ناقدًا قويًا للتعليم الأمريكي، وجادل بأنه فشل في تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها للنجاح في القرن الحادي والعشرين. انتقد بشدة التركيز على التفكير النقدي والمهارات بدلاً من المعرفة بالمحتوى، وجادل بأنه يقوض قدرة الطلاب على التفكير بوضوح وفعالية. دعا إلى العودة إلى المناهج الدراسية التقليدية التي تركز على دراسة الأدب والتاريخ والفلسفة.
كما انتقد لندن دور الجامعات في تعزيز الأيديولوجيات الليبرالية، وجادل بأنها أصبحت منصات للدعاية السياسية بدلاً من أماكن للبحث الحر والاستعلام. دعا إلى مزيد من التنوع الفكري في الجامعات، وجادل بأنه ضروري لضمان قدرة الطلاب على التعرض لمجموعة واسعة من وجهات النظر.
مواقفه حول القضايا الاجتماعية
اتخذ هربرت لندن مواقف محافظة بشأن مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية. كان معارضًا للإجهاض، ودعا إلى حماية حقوق الجنين. كان مؤيدًا للزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وعارض زواج المثليين. كان مدافعًا قويًا عن الحق في حمل السلاح، وعارض قوانين مراقبة الأسلحة.
غالبًا ما تعرضت مواقف لندن حول القضايا الاجتماعية لانتقادات من الليبراليين، الذين اتهموه بعدم الحساسية والتحيز. ومع ذلك، دافع لندن عن مواقفه على أساس أنها تستند إلى القيم الأخلاقية والدينية التقليدية.
إرثه
ترك هربرت لندن إرثًا كبيرًا من الكتابات والمحاضرات والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الأفكار المحافظة. كان شخصية بارزة في الحركة المحافظة الأمريكية لعقود، ولعب دورًا مهمًا في تشكيل الحوار السياسي والثقافي في البلاد. على الرغم من أن آرائه غالبًا ما كانت مثيرة للجدل، إلا أنه كان محاورًا فكريًا محترمًا ومثيرًا للاهتمام، وسيتم تذكره لمساهماته في الحياة الفكرية الأمريكية.
وفاته
توفي هربرت لندن في 10 نوفمبر 2018 عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه زوجته وأطفاله وأحفاده.
خاتمة
كان هربرت لندن شخصية مؤثرة في الحركة المحافظة الأمريكية، وأكاديميًا لامعًا وكاتبًا غزير الإنتاج. ساهم بشكل كبير في الحوار السياسي والثقافي، وترك إرثًا دائمًا من الكتابات والأفكار التي ستستمر في إلهام وتحدي الأجيال القادمة. من خلال كتاباته ومحاضراته ونشاطه، سعى لندن إلى تعزيز القيم التقليدية، والدفاع عن الحضارة الغربية، وتحسين التعليم في أمريكا. على الرغم من أن آرائه قد لا تكون مقبولة من قبل الجميع، إلا أن تأثيره على الحياة الفكرية الأمريكية لا يمكن إنكاره.