<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد نيقولا تشيونغ جين سوك في سيول، كوريا، في 7 ديسمبر 1931. بعد الانتهاء من تعليمه الابتدائي، التحق بمدرسة سانت جوزيف الثانوية في سيول. ثم درس اللاهوت في جامعة كوريا الكاثوليكية، وتخرج منها عام 1954.
الكهنوت
تمت رسامة تشيونغ كاهنًا في 18 مارس 1961. بعد رسامته، عمل كقس مساعد في أبرشية تشونغبايدونغ. في عام 1964، أصبح رئيسًا لمكتب الأبرشية الكاثوليكية. شغل بعد ذلك منصب مستشار روحي لحركة الطلاب الكاثوليك في سيول من عام 1965 إلى عام 1968. في عام 1966، تم إرساله للدراسة في الخارج في جامعة مونستر بألمانيا، حيث تخصص في التربية.
الأسقفية
في 25 يونيو 1970، عينه البابا بولس السادس أسقفًا لمدينة تشونغجو. تلقى تكريسه الأسقفي في 3 أكتوبر التالي من الكاردينال ستيفن كيم سو هوان، مع الأسقفين المساعدين غابرييل لي غاب سو ويوسف كيونغ غاب رئيساً مشاركاً للتكريس. شغل تشيونغ منصب رئيس أساقفة سيول في 3 أبريل 1998، خلفًا للكاردينال ستيفن كيم سو هوان.
الكاردينالية
تم تعيين نيقولا تشيونغ جين سوك كاردينالًا من قبل البابا بنديكتوس السادس عشر في 24 مارس 2006، وحصل على لقب كاردينال سانتا ماريا إمبولي. وشارك في المجمع الانتخابي البابوي لعام 2013 الذي انتخب البابا فرانسيس.
رئيس الأساقفة الفخري
استقال الكاردينال تشيونغ من منصبه كرئيس أساقفة سيول في 10 مايو 2012، وخلفه أندرو يوم سو جونغ. ظل نشطًا في الكنيسة الكاثوليكية في كوريا، وشارك في العديد من الفعاليات والمناسبات الدينية.
مواقفه وآراؤه
كان الكاردينال تشيونغ محافظًا بشكل عام في مواقفه اللاهوتية والاجتماعية. عارض بشدة الإجهاض والموت الرحيم، ودعا إلى حماية الحياة من الحمل حتى الموت الطبيعي. كما كان مدافعًا قويًا عن الزواج التقليدي بين رجل وامرأة. علاوة على ذلك، كان منخرطًا بعمق في قضايا العدالة الاجتماعية، وخاصة دعم الفقراء والمهمشين في المجتمع الكوري.
كان تشيونغ مدافعًا قويًا عن الحوار بين الأديان وتعزيز السلام والمصالحة في شبه الجزيرة الكورية. شارك في العديد من المبادرات لتعزيز التفاهم والتعاون بين الأديان المختلفة، وخاصة بين المسيحية والبوذية والكونفوشيوسية.
أعماله وإنجازاته
خلال فترة ولايته كرئيس أساقفة سيول، أشرف الكاردينال تشيونغ على نمو وتطور الكنيسة الكاثوليكية في كوريا. قام بتأسيس العديد من المؤسسات والبرامج الجديدة لخدمة احتياجات الشعب الكوري، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الرعاية الاجتماعية. كما قام بتوسيع نطاق الأنشطة التعليمية والرعوية للكنيسة، وعمل على تعزيز مشاركة العلمانيين في حياة الكنيسة.
لعب دورًا حاسمًا في تنظيم الزيارة التاريخية للبابا يوحنا بولس الثاني إلى كوريا في عام 1984، والتي كانت أول زيارة يقوم بها بابا إلى كوريا. كما لعب دورًا رائدًا في الترويج للحوار والمصالحة بين الكوريتين، ودعا إلى حل سلمي للنزاعات في شبه الجزيرة الكورية.
حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لخدمته للكنيسة والمجتمع الكوري، بما في ذلك جائزة موغونغ للخدمة العامة وجائزة كوريا الوطنية للمواطنة.
- التربية والتعليم: دعم الكاردينال تشيونغ تطوير المدارس الكاثوليكية وتحسين جودة التعليم في كوريا.
- الرعاية الصحية: ساهم في توسيع نطاق الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الكاثوليكية في سيول والمناطق المحيطة بها.
- الخدمات الاجتماعية: أنشأ ودعم العديد من مراكز الرعاية الاجتماعية لمساعدة المحتاجين والفقراء.
- السلام والمصالحة: عمل على تعزيز الحوار بين الكوريتين وتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.
كما ساهم في ترجمة العديد من الكتب الدينية إلى اللغة الكورية، مما جعلها في متناول نطاق أوسع من الجمهور. وشجع الدراسات اللاهوتية وإنتاج الأدبيات الدينية لتعميق الإيمان الكاثوليكي في كوريا.
وفاته
توفي الكاردينال نيقولا تشيونغ جين سوك في 27 أبريل 2021 في سيول عن عمر يناهز 89 عامًا. أقيمت جنازته في كاتدرائية ميونغدونغ في سيول، وحضرها العديد من الشخصيات البارزة من الكنيسة والحكومة والمجتمع الكوري. تم دفنه في مقبرة الأساقفة في سيول.
إرثه
يُذكر الكاردينال نيقولا تشيونغ جين سوك كزعيم ديني بارز لعب دورًا حاسمًا في نمو وتطور الكنيسة الكاثوليكية في كوريا. كرس حياته لخدمة الكنيسة والمجتمع الكوري، وترك إرثًا دائمًا من الإيمان والخدمة والعدالة الاجتماعية.
خاتمة
كان نيقولا تشيونغ جين سوك كاردينالًا كوريًا جنوبيًا بارزًا ترك بصمة واضحة في الكنيسة الكاثوليكية في كوريا. من خلال تفانيه في الخدمة ورؤيته اللاهوتية وجهوده في تعزيز العدالة الاجتماعية، سيظل شخصية محورية في تاريخ الكاثوليكية الكورية. سيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة من المؤمنين والباحثين عن الحقيقة.