<![CDATA[
أوروبا
تعتبر أوروبا مهد اللوثرية، حيث انطلقت الحركة في ألمانيا في عام 1517. اليوم، تظل اللوثرية قوة رئيسية في العديد من البلدان الأوروبية، وخاصة في الدول الاسكندنافية وألمانيا. تشمل الدول التي لديها أكبر عدد من اللوثريين في أوروبا ألمانيا والسويد والنرويج والدنمارك وفنلندا. في هذه البلدان، غالبًا ما تكون الكنائس اللوثرية هي الكنائس الوطنية أو المؤسسية.
في ألمانيا، على الرغم من تراجع عدد المنتسبين إلى الكنائس البروتستانتية في السنوات الأخيرة، لا تزال الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا (EKD) هي الكنيسة البروتستانتية الرئيسية، والتي تضم العديد من الكنائس اللوثرية المتحدة. في دول الشمال الأوروبي، تتمتع الكنائس اللوثرية بتاريخ طويل من التأثير الثقافي والسياسي، ولا تزال تلعب دورًا هامًا في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مجتمعات لوثرية أصغر في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك في فرنسا والمملكة المتحدة وروسيا. غالبًا ما تمثل هذه المجتمعات تراثًا تاريخيًا أو تأثيرًا هجريًا.
أمريكا الشمالية
في أمريكا الشمالية، تعتبر الولايات المتحدة موطنًا لأكبر عدد من اللوثريين في العالم خارج أوروبا. وصل اللوثريون إلى أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر، واستقروا في البداية في المستعمرات البريطانية. على مر السنين، تطورت اللوثرية في الولايات المتحدة، مع العديد من الطوائف المختلفة، بما في ذلك الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في أمريكا (ELCA) والسينودس اللوثري في ميسوري (LCMS).
الكنيسة اللوثرية الإنجيلية في أمريكا (ELCA) هي أكبر طائفة لوثرية في الولايات المتحدة، وهي معروفة بمواقفها الليبرالية نسبيًا فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية. السينودس اللوثري في ميسوري (LCMS) هو طائفة أكثر تحفظًا، وهي معروفة بتركيزها على اللاهوت التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، توجد طوائف لوثرية أخرى في الولايات المتحدة، بما في ذلك كنيسة اللوثرية في أمريكا (LCA) والكنيسة البروتستانتية اللوثرية في أمريكا (APLA).
في كندا، توجد أيضًا مجتمعات لوثرية كبيرة، مع تركيز في المقاطعات الغربية. غالبًا ما تتعاون الكنائس اللوثرية في كندا مع الكنائس اللوثرية في الولايات المتحدة في المسائل اللاهوتية والاجتماعية.
أفريقيا
شهدت اللوثرية نموًا كبيرًا في أفريقيا في القرنين العشرين والحادي والعشرين. يمثل اللوثريون الآن جزءًا كبيرًا من السكان المسيحيين في العديد من البلدان الأفريقية. وصلت اللوثرية إلى أفريقيا في البداية من خلال المبشرين الأوروبيين، ولكنها نمت بشكل كبير من خلال القيادة الأفريقية.
تضم تنزانيا وإثيوبيا وناميبيا أكبر عدد من اللوثريين في أفريقيا. في تنزانيا، تعتبر الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في تنزانيا (ELCT) واحدة من أكبر الطوائف المسيحية في البلاد. في إثيوبيا، نمت الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في إثيوبيا (ELLA) بشكل كبير في السنوات الأخيرة. في ناميبيا، تلعب الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ناميبيا (ELCIN) دورًا هامًا في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مجتمعات لوثرية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، بما في ذلك في مدغشقر وزامبيا وجنوب أفريقيا. غالبًا ما تركز الكنائس اللوثرية في أفريقيا على القضايا الاجتماعية، مثل الفقر والتعليم والرعاية الصحية.
آسيا
توجد مجتمعات لوثرية في جميع أنحاء آسيا، على الرغم من أنها أصغر نسبيًا من تلك الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا. وصلت اللوثرية إلى آسيا في البداية من خلال المبشرين الأوروبيين، ولكنها اكتسبت أيضًا شعبية بين السكان المحليين.
تشمل الدول التي لديها أكبر عدد من اللوثريين في آسيا إندونيسيا والهند. في إندونيسيا، توجد العديد من الكنائس اللوثرية، بما في ذلك الكنيسة المسيحية البروتستانتية في باتاك (GKPS). في الهند، توجد الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الهند (UELCI) والكنائس اللوثرية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مجتمعات لوثرية في العديد من البلدان الآسيوية الأخرى، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين. غالبًا ما تواجه الكنائس اللوثرية في آسيا تحديات فريدة، مثل التمييز الديني والقضايا الاجتماعية.
أمريكا الجنوبية
تنتشر اللوثرية في أمريكا الجنوبية، على الرغم من أنها ليست كبيرة مثل وجودها في القارات الأخرى. وصل اللوثريون إلى أمريكا الجنوبية في البداية من خلال المهاجرين الأوروبيين، وخاصة من ألمانيا. اليوم، توجد مجتمعات لوثرية كبيرة في البرازيل والأرجنتين.
في البرازيل، توجد الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في البرازيل (IECLB) وهي أكبر طائفة لوثرية في أمريكا الجنوبية. في الأرجنتين، توجد الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأرجنتين (IELA) والكنائس اللوثرية الأخرى. غالبًا ما تعمل الكنائس اللوثرية في أمريكا الجنوبية على دعم المجتمعات المحلية وتقديم الخدمات الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، توجد مجتمعات لوثرية أصغر في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، بما في ذلك في تشيلي وبوليفيا وأوروغواي. غالبًا ما تمثل هذه المجتمعات تراثًا تاريخيًا أو تأثيرًا هجريًا.
أوقيانوسيا
توجد مجتمعات لوثرية في أوقيانوسيا، وخاصة في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة. وصلت اللوثرية إلى أوقيانوسيا في البداية من خلال المهاجرين الأوروبيين والمبشرين. اليوم، تلعب الكنائس اللوثرية دورًا هامًا في العديد من المجتمعات.
في أستراليا، توجد الكنيسة اللوثرية في أستراليا (LCA)، وهي طائفة لوثرية رئيسية. في بابوا غينيا الجديدة، توجد الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بابوا غينيا الجديدة (ELC-PNG)، وهي أكبر طائفة مسيحية في البلاد. غالبًا ما تركز الكنائس اللوثرية في أوقيانوسيا على القضايا الاجتماعية والروحانية.
العوامل المؤثرة في انتشار اللوثرية
هناك العديد من العوامل التي ساهمت في انتشار اللوثرية في جميع أنحاء العالم. أولاً، لعبت البعثات التبشيرية دورًا هامًا في نشر الإيمان اللوثري. أرسلت الكنائس اللوثرية المبشرين إلى جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تأسيس كنائس جديدة في مناطق مختلفة.
ثانيًا، لعبت الهجرة دورًا في انتشار اللوثرية. هاجر اللوثريون من أوروبا إلى أمريكا الشمالية وأستراليا وأمريكا الجنوبية، مما أدى إلى تأسيس مجتمعات لوثرية جديدة في هذه المناطق.
ثالثًا، ساهمت العولمة في انتشار اللوثرية. سهلت العولمة التواصل بين الكنائس اللوثرية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تبادل الأفكار والموارد. بالإضافة إلى ذلك، أدت العولمة إلى زيادة الهجرة والسفر، مما أدى إلى انتشار اللوثرية إلى مناطق جديدة.
رابعًا، ساهمت المبادئ اللاهوتية اللوثرية في انتشارها. يؤكد اللوثريون على أهمية الإيمان وحده، والنعمة وحدها، والكتاب المقدس وحده. تلاقي هذه المبادئ صدى لدى العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، مما يجعل اللوثرية جذابة.
التحديات التي تواجه اللوثرية
تواجه اللوثرية العديد من التحديات في جميع أنحاء العالم. أولاً، تواجه اللوثرية تحديات تتعلق بالعلمانية. في العديد من البلدان، تتزايد العلمانية، مما يؤدي إلى تراجع الإقبال على الدين بشكل عام. يجب على الكنائس اللوثرية أن تجد طرقًا للتفاعل مع العلمنة والتأكيد على أهمية الإيمان في حياة الناس.
ثانيًا، تواجه اللوثرية تحديات تتعلق بالتنوع. تختلف الكنائس اللوثرية في جميع أنحاء العالم في ثقافتها وتقاليدها. يجب على الكنائس اللوثرية أن تعمل معًا لتعزيز الوحدة والتنوع في جميع أنحاء العالم.
ثالثًا، تواجه اللوثرية تحديات تتعلق بالقضايا الاجتماعية. يجب على الكنائس اللوثرية أن تتعامل مع القضايا الاجتماعية الهامة، مثل الفقر والعدالة الاجتماعية والتمييز. يجب على الكنائس اللوثرية أن تجد طرقًا للوقوف إلى جانب المحرومين والعمل من أجل عالم أكثر عدلاً.
اللوثرية والمستقبل
تستمر اللوثرية في التطور والتكيف مع التغييرات في العالم. تسعى الكنائس اللوثرية إلى إيجاد طرق جديدة للوصول إلى الناس والتفاعل معهم. كما أنها تعمل على تعزيز الوحدة والتنوع في جميع أنحاء العالم. من المتوقع أن تستمر اللوثرية في لعب دور هام في العالم في المستقبل، حيث أنها تقدم رسالة أمل وإيمان للعالم.
يبدو مستقبل اللوثرية واعدًا على الرغم من التحديات. مع استمرار النمو في أفريقيا وآسيا، من المرجح أن يصبح عدد اللوثريين في العالم أكبر. مع التزامها بالتعليم والخدمة الاجتماعية، من المتوقع أن تستمر اللوثرية في إحداث تأثير إيجابي على العالم.
خاتمة
اللوثرية حركة عالمية لها وجود في جميع القارات المأهولة بالسكان. من مهدها في أوروبا، انتشرت اللوثرية إلى أمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا. على الرغم من مواجهة تحديات مختلفة في مناطق مختلفة، إلا أن اللوثرية لا تزال تلعب دورًا هامًا في حياة الملايين من الناس حول العالم. بفضل تأكيدها على الإيمان والنعمة والكتاب المقدس، تستمر اللوثرية في التأثير على المجتمعات من خلال التعليم والخدمة الاجتماعية والتبشير. ومن المتوقع أن يستمر هذا التأثير في النمو مع تطور اللوثرية لتلبية احتياجات العالم المتغيرة.