تاريخ تصنيف بليس الببليوغرافي
بدأ هنري بليس العمل على نظام التصنيف الخاص به في أواخر القرن التاسع عشر، مستوحى من أوجه القصور التي لاحظها في أنظمة التصنيف الموجودة، مثل نظام ديوي العشري (DDC) ونظام مكتبة الكونغرس (LCC). شعر بليس أن هذه الأنظمة غالبًا ما كانت تعسفية وغير متسقة، مما يجعل من الصعب على المستخدمين تحديد موقع المواد ذات الصلة بسهولة.
نشر بليس النسخة الأولى من نظام التصنيف الخاص به، بعنوان “تنظيم المعرفة في المكتبات وتصنيف الموضوعات”، في عام 1933. تبع ذلك مجلد ثانٍ في عام 1935. استمر بليس في تحسين وتوسيع نظام التصنيف الخاص به حتى وفاته في عام 1955. منذ ذلك الحين، تم الحفاظ على نظام BC وتحديثه من قبل جمعية تصنيف بليس.
المبادئ الأساسية لتصنيف بليس
يعتمد تصنيف بليس الببليوغرافي على عدة مبادئ أساسية:
- التنظيم العلمي: يسعى نظام BC إلى عكس التنظيم المنطقي والطبيعي للمعرفة، وترتيب الموضوعات وفقًا لعلاقاتها المتبادلة.
- التدرج الهرمي: يستخدم نظام BC هيكلًا هرميًا، حيث يتم تقسيم الموضوعات الواسعة إلى موضوعات فرعية أكثر تحديدًا. يسمح هذا الهيكل بتصنيف دقيق للمواد المكتبية على مستويات مختلفة من التفصيل.
- التجميع المكاني: يهدف نظام BC إلى تجميع الموضوعات ذات الصلة معًا، مما يسهل على المستخدمين اكتشاف المواد ذات الصلة.
- المرونة: تم تصميم نظام BC ليكون مرنًا وقابلاً للتكيف، مما يسمح للمكتبات بتخصيص النظام ليناسب احتياجاتها الخاصة.
- الاستيعاب: يتميز نظام BC بقدرته على استيعاب مجالات المعرفة الجديدة والمستجدة.
بنية تصنيف بليس
يستخدم نظام BC تدوينًا أبجديًا رقميًا لتخصيص الرموز للموضوعات المختلفة. يتكون التدوين من سلسلة من الحروف والأرقام، حيث تمثل كل شخصية مستوى مختلفًا من التفصيل في التسلسل الهرمي للتصنيف.
ينقسم نظام BC إلى عدة فئات رئيسية، ممثلة بالحروف الأولى من الأبجدية. فيما يلي بعض الفئات الرئيسية في نظام BC:
- A: الفلسفة والعلوم الإنسانية العامة
- B: الفيزياء
- C: الكيمياء
- D: علم الأحياء
- E: علم النبات
- F: علم الحيوان
- G: علم الأرض
- H: الأنثروبولوجيا
- I: علم النفس
- J: التعليم
- K: الجغرافيا
- L: التاريخ
- M: العلوم السياسية
- N: الاقتصاد
- O: القانون
- P: الدين
- Q: الفنون
- R: الأدب
- S: اللغات
- T: التكنولوجيا
- U: الزراعة
- V: الطب
- W: الهندسة
- X: إدارة الأعمال
- Y: علم الاجتماع
- Z: الببليوغرافيا وعلم المكتبات
داخل كل فئة رئيسية، يتم تقسيم الموضوعات بشكل أكبر إلى موضوعات فرعية باستخدام مزيج من الحروف والأرقام. على سبيل المثال، يمكن تصنيف كتاب عن علم الفلك تحت الفئة B (الفيزياء) ثم تقسيمه بشكل أكبر باستخدام أرقام وحروف إضافية لتحديد الموضوع المحدد، مثل B700 لعلم الفلك العام أو B730 لفيزياء الفلك.
مزايا وعيوب تصنيف بليس
مثل أي نظام تصنيف، يتمتع نظام بليس الببليوغرافي بمزايا وعيوب:
المزايا:
- المنطقية والبديهية: يعتبر نظام BC أكثر منطقية وبديهية من بعض أنظمة التصنيف الأخرى، مما يسهل على المستخدمين فهم وتنفيذ.
- المرونة: يسمح نظام BC بدرجة عالية من المرونة، مما يسمح للمكتبات بتخصيص النظام ليناسب احتياجاتها الخاصة.
- التجميع المكاني: يجمع نظام BC الموضوعات ذات الصلة معًا، مما يسهل على المستخدمين اكتشاف المواد ذات الصلة.
- الاستيعاب: يتميز نظام BC بقدرته على استيعاب مجالات المعرفة الجديدة والمستجدة.
العيوب:
- التعقيد: يمكن أن يكون نظام BC معقدًا وصعب الفهم في البداية، خاصة بالنسبة للمستخدمين الجدد في النظام.
- قلة الاستخدام: نظام BC أقل استخدامًا على نطاق واسع من بعض أنظمة التصنيف الأخرى، مثل نظام ديوي العشري ونظام مكتبة الكونغرس. هذا يعني أن هناك عددًا أقل من المكتبات التي تستخدم نظام BC، وقد يكون من الصعب العثور على متخصصين لديهم خبرة في النظام.
- التحديثات: قد تتطلب التحديثات المنتظمة للنظام جهدًا وموارد.
تطبيق تصنيف بليس
على الرغم من أن تصنيف بليس الببليوغرافي ليس شائعًا مثل نظام ديوي العشري أو نظام مكتبة الكونغرس، إلا أنه لا يزال مستخدمًا من قبل عدد من المكتبات في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المملكة المتحدة وأستراليا. غالبًا ما تستخدم المكتبات التي تختار استخدام نظام BC النظام بسبب مرونته وقدرته على التكيف مع الاحتياجات المحددة للمكتبة.
بالإضافة إلى استخدامه في المكتبات، يمكن أيضًا استخدام نظام BC لتنظيم المعلومات في البيئات الأخرى، مثل الأرشيفات والمتاحف وقواعد البيانات.
التطورات الحديثة في تصنيف بليس
خضع تصنيف بليس الببليوغرافي لعدة تحديثات وتعديلات على مر السنين للحفاظ على ملاءمته وتحديثه. تتضمن بعض التطورات الحديثة ما يلي:
- تصنيف بليس الحديث (BC2): تم تطوير BC2 في التسعينيات وهو أحدث إصدار من نظام BC. يتضمن BC2 عددًا من التحسينات والميزات الجديدة، بما في ذلك تدوين أكثر منطقية وهيكل أكثر مرونة.
- النسخة الإلكترونية: تتوفر نسخة إلكترونية من BC2، مما يسهل على المكتبات الوصول إلى النظام واستخدامه.
- الدعم عبر الإنترنت: تقدم جمعية تصنيف بليس الدعم عبر الإنترنت للمكتبات التي تستخدم نظام BC، بما في ذلك التدريب والوثائق.
تهدف هذه التطورات إلى جعل نظام BC أكثر سهولة في الاستخدام وفعالية للمكتبات في القرن الحادي والعشرين.
تصنيف بليس مقابل أنظمة التصنيف الأخرى
يختلف تصنيف بليس الببليوغرافي عن أنظمة التصنيف الأخرى مثل نظام ديوي العشري (DDC) ونظام مكتبة الكونغرس (LCC) في عدة جوانب:
- التنظيم: يركز BC على التنظيم المنطقي للمعرفة، بينما قد تكون الأنظمة الأخرى أكثر عملية أو تاريخية في تنظيمها.
- المرونة: يعتبر BC أكثر مرونة من DDC و LCC، مما يسمح للمكتبات بتخصيصه بشكل أكبر.
- التعقيد: يمكن أن يكون BC أكثر تعقيدًا في البداية من DDC، ولكنه يوفر دقة أكبر في التصنيف.
- الاستخدام: DDC و LCC أكثر استخدامًا على نطاق واسع من BC.
يعتمد اختيار نظام التصنيف المناسب على احتياجات المكتبة ومواردها الفردية.
خاتمة
تصنيف بليس الببليوغرافي هو نظام تصنيف مكتبات فريد وقيم يقدم مزايا عديدة، بما في ذلك المنطقية والمرونة والقدرة على استيعاب المعرفة الجديدة. على الرغم من أنه ليس شائعًا مثل بعض الأنظمة الأخرى، إلا أنه يظل خيارًا قابلاً للتطبيق للمكتبات التي تبحث عن نظام تصنيف دقيق وقابل للتكيف. إن فهم المبادئ الأساسية والبنية والمزايا والعيوب لـ BC يمكن أن يساعد أمناء المكتبات وغيرهم من متخصصي المعلومات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اختيار وتنفيذ نظام التصنيف المناسب لاحتياجاتهم.