نشأته وحياته المبكرة
ولد روبرت باريش في كولومبوس، جورجيا. بدأ مسيرته المهنية في سن مبكرة كممثل طفل، حيث ظهر في العديد من الأفلام الصامتة والناطقة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. شملت أدواره المبكرة أدوارًا في أفلام مثل “كل الهدوء على الجبهة الغربية” (All Quiet on the Western Front) عام 1930، حيث لعب دور الجندي الصغير، وفيلم “جولة في عالم الجريمة” (Our Gang) عام 1927، مما جعله يتمتع بخبرة واسعة في مجال السينما منذ صغره.
مسيرته المهنية كمونتير
في الأربعينيات، انتقل باريش إلى العمل كمونتير، حيث سرعان ما أثبت نفسه كموهبة بارزة. فاز بجائزة الأوسكار لأفضل مونتاج عن فيلم “الجسد والروح” (Body and Soul) عام 1947، وهو فيلم ملاكمة درامي من إخراج روبرت روسين. يعتبر مونتاجه في هذا الفيلم مبتكرًا ومؤثرًا، حيث استخدم تقنيات ديناميكية لخلق إحساس بالتوتر والإثارة. عمل باريش أيضًا كمونتير في العديد من الأفلام البارزة الأخرى، بما في ذلك “كل رجال الملك” (All the King’s Men) عام 1949 و “لا أحد يعيش للأبد” (Nobody Lives Forever) عام 1946.
مسيرته المهنية كمخرج
في الخمسينيات، بدأ باريش مسيرته المهنية كمخرج. أخرج العديد من الأفلام في أنواع مختلفة، بما في ذلك أفلام الإثارة والحركة والدراما. تشمل أفلامه البارزة “أغنية النار” (Cry Danger) عام 1951، وهو فيلم نوير يتميز بأداء قوي من ديكي مور، و”النجمة” (The Purple Plain) عام 1954، وهو فيلم حرب تدور أحداثه في بورما خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم جريجوري بيك في دور طيار يعاني من صدمة نفسية. أخرج أيضًا فيلم “الرحلة الأخيرة” (The Wonderful Country) عام 1959، وهو فيلم غربي من بطولة روبرت ميتشوم.
تميزت أفلام باريش بأسلوب بصري قوي وسرد قصصي فعال. كان لديه موهبة في استخلاص أداءات قوية من الممثلين، وغالبًا ما تعامل مع مواضيع معقدة في أفلامه. على الرغم من أنه لم يحقق أبدًا شهرة كبيرة كمخرج، إلا أنه يعتبر شخصية محترمة في صناعة السينما.
أفلامه كمخرج
- أغنية النار (Cry Danger) (1951)
- المهمة السرية (The Secret of Convict Lake) (1951)
- اللقاء في سان لويس (Assignment – Paris!) (1952)
- عذاب هيلين (Rough Shoot) أو تيريزا (Teresa) (1953)
- النجمة (The Purple Plain) (1954)
- إطلاق النار الأول (Lucy Gallant) (1955)
- لا تبتعد عن البحر (Fire Down Below) (1957)
- الكلب المجنون (The Madcap of the Navy) أو Campanadas a medianoche (1957)
- الرحلة الأخيرة (The Wonderful Country) (1959)
- تريومف في سبارتاكوس (Triumph of Spartacus) أو I sette gladiatori (1962)
- مفتاح (The Key Witness) (1960)
- ابحث عن السعادة (In the French Style) (1963)
- حملة الأشرار (A Town Called Bastard) (1971)
- يوم عيد الفصح (The Marseille Contract) أو Un contract à Marseille (1974)
- ملائكة شارلي (Charlie’s Angels) (حلقة واحدة، 1976)
- ابنة الشيطان (Devil’s Daughter) (1991)
أعماله كمونتير
- ماري من اسكتلندا (Mary of Scotland) (1936) (غير معتمد)
- بستاني (Winterset) (1936) (غير معتمد)
- من الآن فصاعدا (Now and Forever) (1934) (غير معتمد)
- الروح والجسد (Body and Soul) (1947)
- يوميات كاهن القرية (Le Journal d’un curé de campagne) (1951) (محرر النسخة الإنجليزية)
- جميع رجال الملك (All the King’s Men) (1949)
- لا أحد يعيش للأبد (Nobody Lives Forever) (1946)
- دبلوم في الموت (A Double Life) (1947)
حياته الشخصية
تزوج باريش أربع مرات. تزوج من الممثلة جان سيمونز عام 1950، وانفصلا عام 1960. كان لديه ابنة مع سيمونز تدعى تريسي باريش. تزوج لاحقًا من أنثيا سيلك، ثم من كاثلين ووودز، وأخيراً من فيليسيتي جراي.
وفاته
توفي روبرت باريش في 4 ديسمبر 1995 في ساوثهامبتون، نيويورك، عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه إرثًا هامًا في صناعة السينما، كفنان متعدد المواهب ساهم بشكل كبير في مجالات المونتاج والإخراج.
جوائز وترشيحات
- جائزة الأوسكار لأفضل مونتاج عن فيلم “الجسد والروح” (1947) – فاز
خاتمة
كان روبرت باريش شخصية بارزة في تاريخ السينما الأمريكية، حيث أثرى الصناعة بموهبته كمونتير ومخرج وممثل. على الرغم من أن اسمه قد لا يكون مألوفًا لدى الكثيرين اليوم، إلا أن إسهاماته في صناعة السينما لا تزال ذات قيمة وأهمية. من خلال عمله في أفلام كلاسيكية مثل “الجسد والروح” و”النجمة”، ترك باريش بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما.