أهمية البوهيري
تحمل البوهيري أهمية كبيرة في ثقافة الماوري لعدة أسباب:
- الترحيب بالضيوف: تعتبر البوهيري وسيلة للتعبير عن الترحيب الحار بالضيوف وإظهار الاحترام والتقدير لهم.
- الحماية الروحية: تهدف البوهيري إلى حماية الزائرين من الأرواح الشريرة وإعدادهم لدخول منطقة الماوري.
- بناء العلاقات: تساعد البوهيري على بناء علاقات قوية بين الزائرين وشعب الماوري من خلال تبادل التحية والكلمات الطيبة.
- الحفاظ على التقاليد: تعتبر البوهيري جزءًا هامًا من التراث الثقافي للماوري، وتساهم في الحفاظ على هذه التقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة.
مكونات البوهيري
تتكون البوهيري من عدة مراحل رئيسية، لكل منها دورها وأهميتها في الاحتفالية:
- الوايرو (Wero): يمثل الوايرو تحديًا رمزيًا للزائرين. يقوم محارب ماوري بوضع غصن نبات (عادةً ما يكون غصنًا من نبات الهاريكيكي) على الأرض. إذا التقطه الزائر، فهذا يعني قبوله للتحدي ودخوله بسلام.
- الكرانجاها (Karanga): هي نداء أو صرخة ترحيبية تقوم بها امرأة ماورية ذات مكانة رفيعة. يعتبر الكرانجاها بمثابة دعوة للزائرين للتقدم والتعبير عن نواياهم الحسنة.
- الوايكوريرو (Waikorero): هي سلسلة من الخطابات الرسمية التي يلقيها المتحدثون باسم الماوري والمتحدثون باسم الزائرين. يتم خلال هذه الخطابات تبادل التحية والثناء والتعبير عن الاحترام المتبادل.
- الواييتا (Waiata): هي أغنية أو ترنيمة تقليدية تغنى خلال البوهيري. تعبر الواييتا عن المشاعر والأفكار المراد توصيلها للزائرين، وقد تكون أغنية ترحيبية أو أغنية تتحدث عن تاريخ الماوري وأرضهم.
- الهونجي (Hongi): هي تحية تقليدية يقوم فيها شخصان بلمس أنوفهما وجبهتيهما معًا. يعتبر الهونجي تبادلًا لأنفاس الحياة (ها)، ويرمز إلى الوحدة والترابط بين الشخصين.
- الهاكاري (Hākari): هي وليمة أو وجبة طعام تُقدم للزائرين بعد انتهاء الاحتفالية الرسمية. يعتبر الهاكاري فرصة للاحتفال بالترحيب بالضيوف وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
تفاصيل إضافية حول المراحل
الوايرو (Wero):
يعتبر الوايرو بمثابة اختبار لشجاعة ونوايا الزائرين. المحارب الذي يضع الغصن على الأرض يمثل تحديًا رمزيًا، وإذا التقطه الزائر، فهذا يعني أنه يأتي بسلام وأنه مستعد لمواجهة أي تحديات قد تواجهه في أرض الماوري. غالبًا ما يكون المحارب مسلحًا بسلاح تقليدي، ويقوم بحركات تعبر عن القوة والسيطرة.
الكرانجاها (Karanga):
المرأة التي تقوم بالكرانجاها عادةً ما تكون امرأة ذات مكانة اجتماعية عالية في مجتمع الماوري، مثل رئيسة القبيلة أو امرأة مسنة ذات حكمة. صوتها القوي والمؤثر يهدف إلى جذب انتباه الزائرين وإعلان وصولهم إلى أرض الماوري. الكرانجاها ليست مجرد صرخة، بل هي نداء روحي يربط الزائرين بأجداد الماوري.
الوايكوريرو (Waikorero):
الخطب التي تُلقى خلال الوايكوريرو تتسم بالبلاغة والفصاحة. المتحدثون الماوريون يستخدمون لغة رمزية وشعرية لنقل رسائلهم، وغالبًا ما يشيرون إلى تاريخ الماوري وأساطيرهم. المتحدثون باسم الزائرين يردون على هذه الخطب بكلمات تعبر عن الاحترام والتقدير لشعب الماوري وثقافتهم.
الواييتا (Waiata):
الأغاني التي تغنى خلال البوهيري غالبًا ما تكون ذات معانٍ عميقة. قد تكون أغاني ترحيبية تعبر عن الفرح بقدوم الزائرين، أو أغاني تتحدث عن تاريخ الماوري وأرضهم وأجدادهم. بعض الأغاني قد تكون ذات طابع ديني أو روحي، وتهدف إلى ربط الزائرين بالعالم الروحي للماوري.
الهونجي (Hongi):
يعتبر الهونجي من أكثر اللحظات المؤثرة في البوهيري. من خلال لمس الأنف والجبهة، يتبادل الشخصان أنفاس الحياة، مما يرمز إلى الوحدة والترابط. الهونجي ليس مجرد تحية، بل هو تعبير عن الاحترام العميق والمودة المتبادلة.
الهاكاري (Hākari):
الوليمة التي تُقدم بعد البوهيري تعتبر فرصة للاحتفال بالترحيب بالضيوف وتعزيز العلاقات الاجتماعية. الطعام الذي يُقدم غالبًا ما يكون تقليديًا، ويشمل أطباقًا مثل الهانجي (Hāngi)، وهو طعام مطبوخ في حفرة في الأرض، والكومارا (Kūmara)، وهو نوع من البطاطا الحلوة، والكاي موانا (Kai Moana)، وهو المأكولات البحرية.
البوهيري في العصر الحديث
على الرغم من التغيرات التي طرأت على المجتمع الحديث، لا تزال البوهيري تحتفظ بأهميتها وقيمتها في ثقافة الماوري. تُستخدم البوهيري اليوم في مجموعة متنوعة من المناسبات، بما في ذلك:
- استقبال رؤساء الدول وكبار الشخصيات.
- افتتاح المباني الجديدة.
- الترحيب بالضيوف في المؤتمرات والفعاليات.
- الاحتفال بالمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف والتخرج.
كما يتم استخدام البوهيري في السياحة، حيث تقدم للزائرين فرصة للتعرف على ثقافة الماوري والتفاعل معها بشكل مباشر. تعتبر البوهيري تجربة فريدة ومميزة تترك انطباعًا دائمًا لدى الزائرين.
التحديات والمستقبل
تواجه البوهيري بعض التحديات في العصر الحديث، بما في ذلك الحفاظ على أصالة التقاليد في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية، وضمان مشاركة الشباب في هذه التقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة. ومع ذلك، هناك جهود كبيرة تُبذل للحفاظ على البوهيري وتعزيزها، وذلك من خلال:
- تعليم الأطفال والشباب عن ثقافة الماوري وأهمية البوهيري.
- تشجيع مشاركة الشباب في احتفالات البوهيري.
- توثيق تاريخ وتقاليد البوهيري ونشرها على نطاق واسع.
- دعم الفنانين والحرفيين الذين يعملون على الحفاظ على الفنون والحرف التقليدية المرتبطة بالبوهيري.
من خلال هذه الجهود، يمكن ضمان استمرار البوهيري كجزء حيوي من ثقافة الماوري في المستقبل.
خاتمة
تعتبر البوهيري احتفالية ترحيبية ماورية تقليدية تحمل أهمية ثقافية وروحية عميقة. تتكون البوهيري من عدة مراحل رئيسية، بما في ذلك الوايرو والكرانجاها والوايكوريرو والواييتا والهونجي والهاكاري. تهدف البوهيري إلى الترحيب بالضيوف وحمايتهم روحيًا وبناء العلاقات والحفاظ على التقاليد. لا تزال البوهيري تحتفظ بأهميتها في العصر الحديث، وتُستخدم في مجموعة متنوعة من المناسبات. هناك جهود كبيرة تُبذل للحفاظ على البوهيري وتعزيزها لضمان استمرارها كجزء حيوي من ثقافة الماوري في المستقبل.