<![CDATA[
نشأته
ولد جوزيف فلينتوف بيرى في 13 مايو 1856 في مدينة ستيفنز بوينت بولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة الأمريكية. كان والده، جون بيرى، مزارعًا وتاجرًا، ووالدته، إليزابيث فلينتوف، ربة منزل. تلقى بيرى تعليمه المبكر في المدارس العامة في ستيفنز بوينت. تميز بيرى بذكائه وحبه للتعليم منذ صغره. كان مولعًا بالقراءة، وخاصةً الكتاب المقدس والأعمال الدينية الأخرى. التحق بكلية ويسكونسن الوسطى في عام 1873، وتخرج منها عام 1877 بدرجة البكالوريوس في الآداب. خلال دراسته الجامعية، شارك بنشاط في الأنشطة الطلابية، بما في ذلك المناظرات والأعمال التطوعية. تأثر بيرى بشدة بالإيمان المسيحي، وقرر أن يكرس حياته للخدمة الدينية.
مسيرته الدينية المبكرة
بعد تخرجه من الكلية، بدأ بيرى مسيرته الدينية كواعظ متجول في ولاية ويسكونسن. في عام 1878، انضم إلى مؤتمر ويسكونسن التابع لكنيسة الأسقفية الميثودية. خدم في عدة كنائس في ولاية ويسكونسن، بما في ذلك كنيسة ستيفنز بوينت وكنيسة مدينتي جرين باي. أظهر بيرى موهبة كبيرة في الوعظ والقيادة، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة في مجتمعه. كان معروفًا بوعظه المفعم بالحيوية والإخلاص، وبقدرته على التواصل مع الناس من جميع الخلفيات. في عام 1884، تزوج من إيما لويز كوتشران، وأنجبا طفلين.
الخدمة في الخارج
في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، شعر بيرى بدعوة للخدمة في الخارج. في عام 1889، أُرسل إلى اليابان كـ مبشر من قبل كنيسة الأسقفية الميثودية. خدم في اليابان لمدة 15 عامًا، حيث أسس العديد من المدارس والكنائس والمستشفيات. كان بيرى يتقن اللغة اليابانية، وتعلم عادات وتقاليد الشعب الياباني. لعب دورًا هامًا في نشر الإنجيل وتعزيز التعليم في اليابان. أثناء وجوده في اليابان، واجه بيرى العديد من التحديات، بما في ذلك صعوبة التكيف مع الثقافة اليابانية المختلفة، والقيود المفروضة على المبشرين. ومع ذلك، ظل ملتزمًا بعمله، وأحدث فرقًا كبيرًا في حياة العديد من الناس.
خلال فترة وجوده في اليابان، شغل بيرى مناصب قيادية متعددة داخل كنيسة الأسقفية الميثودية. شغل منصب سكرتير البعثة اليابانية من عام 1893 إلى عام 1900. كما شغل منصب رئيس مؤتمر اليابان من عام 1900 إلى عام 1904. خلال فترة رئاسته، عمل بيرى على توحيد الكنائس الميثودية في اليابان، وتأسيس نظام تعليمي قوي. ساهمت قيادته وجهوده في نمو الكنيسة الميثودية في اليابان.
العودة إلى الولايات المتحدة والأسقفية
في عام 1904، عاد بيرى إلى الولايات المتحدة. في نفس العام، تم انتخابه أسقفًا في كنيسة الأسقفية الميثودية. كان انتخابه بمثابة اعتراف بجهوده الكبيرة في الخدمة الدينية، سواء في الولايات المتحدة أو في الخارج. أصبح مسؤولاً عن الإشراف على الكنائس في منطقة واسعة، والتي شملت العديد من الولايات الغربية. بصفته أسقفًا، قام بيرى بزيارة الكنائس بانتظام، والوعظ، وتقديم المشورة للكهنة والعاملين في الكنيسة. عمل على تعزيز التعليم والتبشير، وبناء مجتمعات كنسية قوية. كان معروفًا بأسلوبه القيادي الودود والمتعاطف، وبقدرته على إلهام الآخرين. أثناء فترة عمله كأسقف، واجه بيرى العديد من التحديات، بما في ذلك قضايا التمويل، والعلاقات بين الكنائس المختلفة، والتغيرات الاجتماعية.
شغل منصب الأسقف لمدة 27 عامًا، حتى وفاته عام 1931. خلال هذه الفترة، لعب دورًا هامًا في تطوير كنيسة الأسقفية الميثودية. سعى بيرى إلى تعزيز الوحدة بين مختلف فروع الكنيسة، وتعزيز التبشير في جميع أنحاء العالم. كان له تأثير كبير على حياة الآلاف من الناس.
إرثه
ترك جوزيف فلينتوف بيرى إرثًا دائمًا كـ رجل دين ومبشر وقائد كنسي. عُرف بتفانيه في الخدمة، والتزامه بالإنجيل، وقدرته على إلهام الآخرين. يُذكر لعمله التبشيري في اليابان، وقيادته للكنيسة الأسقفية الميثودية في الولايات المتحدة. لقد ترك بصمة واضحة على الكنيسة والمجتمع ككل. أسهم في بناء مؤسسات تعليمية ودينية، وعمل على نشر السلام والعدالة. تُعد حياته مثالًا على التفاني والإخلاص، ويُحتفى به كشخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الميثودية.
أعماله وكتاباته
بالإضافة إلى عمله كواعظ وأسقف، كان بيرى كاتبًا غزير الإنتاج. نشر العديد من المقالات والكتب حول اللاهوت والتبشير والحياة المسيحية. كانت كتاباته تعكس إيمانه العميق، ورؤيته الثاقبة، والتزامه بالعدالة الاجتماعية. من بين أعماله البارزة:
- “اليابان الجديدة” (New Japan): كتاب يتناول تجربته في اليابان وعمله التبشيري هناك.
- “الإنجيل والتبشير” (The Gospel and Missions): كتاب يناقش أهمية التبشير في العصر الحديث.
- العديد من المقالات والمواعظ التي نشرت في مجلات دينية مختلفة.
ساهمت كتاباته في تعزيز الوعي بالقضايا الدينية، وتعزيز النقاش حول دور الكنيسة في المجتمع.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى حياته المهنية، كان جوزيف بيرى رجل عائلة. كان متزوجًا من إيما كوتشران، وأنجبا طفلين. عُرف بعلاقته الوثيقة بعائلته، وحرصه على قضاء الوقت معهم. كان يتمتع بالعديد من الهوايات، بما في ذلك القراءة والسفر. كان مهتمًا بالفنون والثقافة، وحضر العديد من الفعاليات الثقافية.
توفي جوزيف فلينتوف بيرى في 11 فبراير 1931 في مدينة أوسويغو بولاية نيويورك. خلال حياته، ترك إرثًا غنيًا من الخدمة والتفاني والإلهام. تُذكر حياته كدليل على قوة الإيمان، وأهمية العمل الصالح، وقدرة الفرد على إحداث فرق في العالم.
خاتمة
كان جوزيف فلينتوف بيرى شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الميثودية. بدأ حياته كواعظ متجول، ثم أصبح مبشرًا في اليابان، وأخيرًا أسقفًا في الولايات المتحدة. ترك إرثًا دائمًا من الخدمة والتفاني، وألهم الآلاف من الناس خلال حياته. كان معروفًا بوعظه المفعم بالحيوية، وقيادته القوية، والتزامه بالإنجيل. تعتبر حياته مثالًا على قوة الإيمان، وأهمية العمل الصالح، وقدرة الفرد على إحداث فرق في العالم.