خلفية التأسيس
في يوليو 1977، أطاح الجنرال ضياء الحق بحكومة رئيس الوزراء المنتخب ذو الفقار علي بوتو في انقلاب عسكري. فرض ضياء الحق الأحكام العرفية، وعلق الدستور، وحظر الأحزاب السياسية، وقام بسجن العديد من القادة السياسيين، بمن فيهم ذو الفقار علي بوتو نفسه. أثارت هذه الإجراءات موجة من الغضب والاستياء بين مختلف القوى السياسية في البلاد.
في مواجهة هذا القمع، بدأت الأحزاب السياسية المعارضة في البحث عن طرق للتعاون والتنسيق فيما بينها لمواجهة النظام العسكري. أدت هذه الجهود إلى تشكيل حركة استعادة الديمقراطية في فبراير 1981.
الأهداف الرئيسية
كان الهدف الرئيسي لحركة استعادة الديمقراطية هو إنهاء الحكم العسكري وإعادة الديمقراطية إلى باكستان. شملت الأهداف الأخرى للحركة ما يلي:
- رفع الأحكام العرفية.
- إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.
- إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
- استعادة دستور عام 1973.
- حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية.
الأحزاب المشاركة
تألفت حركة استعادة الديمقراطية من مجموعة واسعة من الأحزاب السياسية ذات الأيديولوجيات المختلفة. شملت الأحزاب الرئيسية المشاركة في الحركة ما يلي:
- حزب الشعب الباكستاني (PPP): بقيادة بي نظير بوتو، ابنة ذو الفقار علي بوتو.
- حزب عوامي الوطني (ANP): حزب يساري يمثل البشتون.
- جمعية علماء الإسلام (JUI): حزب إسلامي.
- الحزب الوطني الباكستاني (PNP): حزب قومي بلوشي.
- تحريك الاستقلال (TI): حزب إسلامي معتدل.
استراتيجيات الحركة
تبنت حركة استعادة الديمقراطية استراتيجيات مختلفة لتحقيق أهدافها، بما في ذلك:
- المظاهرات والاحتجاجات: نظمت الحركة مظاهرات واحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، شارك فيها الآلاف من الأشخاص.
- الإضرابات العامة: دعت الحركة إلى إضرابات عامة لتعطيل الأنشطة الاقتصادية والضغط على الحكومة.
- العصيان المدني: دعت الحركة إلى العصيان المدني لرفض التعاون مع النظام العسكري.
- المفاوضات: حاولت الحركة التفاوض مع الحكومة العسكرية، لكن هذه المفاوضات لم تثمر عن نتائج ملموسة.
التحديات التي واجهت الحركة
واجهت حركة استعادة الديمقراطية العديد من التحديات، بما في ذلك:
- القمع الحكومي: واجهت الحركة قمعًا شديدًا من قبل الحكومة العسكرية، التي استخدمت القوة المفرطة لقمع المظاهرات والاحتجاجات. تم اعتقال وسجن العديد من قادة وأعضاء الحركة.
- الانقسامات الداخلية: عانت الحركة من انقسامات داخلية بسبب الاختلافات الأيديولوجية بين الأحزاب المشاركة. أضعفت هذه الانقسامات قدرة الحركة على العمل كوحدة متماسكة.
- الدعم الشعبي المحدود: لم تحظ الحركة بدعم شعبي واسع النطاق، خاصة في المناطق الريفية.
أهم الأحداث
شهدت حركة استعادة الديمقراطية العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك:
- حركة عام 1983: كانت هذه الحركة أكبر وأهم حركة احتجاجية نظمتها حركة استعادة الديمقراطية. اندلعت الحركة في إقليم السند وامتدت إلى أجزاء أخرى من البلاد. واجهت الحركة قمعًا شديدًا من قبل الحكومة، وأسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص.
- عودة بي نظير بوتو: في عام 1986، عادت بي نظير بوتو إلى باكستان بعد سنوات من المنفى. استقبلها حشود ضخمة من المؤيدين، مما أدى إلى تنشيط حركة استعادة الديمقراطية.
- وفاة ضياء الحق: في عام 1988، توفي الجنرال ضياء الحق في حادث تحطم طائرة. فتحت وفاته الطريق أمام إجراء انتخابات عامة.
نتائج الحركة
على الرغم من التحديات التي واجهتها، لعبت حركة استعادة الديمقراطية دورًا هامًا في إنهاء الحكم العسكري وإعادة الديمقراطية إلى باكستان. ساهمت الحركة في:
- خلق وعي سياسي: ساهمت الحركة في خلق وعي سياسي بين الناس حول أهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- الضغط على الحكومة العسكرية: مارست الحركة ضغوطًا كبيرة على الحكومة العسكرية، مما أجبرتها على تقديم تنازلات.
- تهيئة الظروف للتحول الديمقراطي: ساهمت الحركة في تهيئة الظروف للتحول الديمقراطي في باكستان.
تأثير الحركة على السياسة الباكستانية
كان لحركة استعادة الديمقراطية تأثير كبير على السياسة الباكستانية. أدت الحركة إلى:
- تنشيط الأحزاب السياسية: ساهمت الحركة في تنشيط الأحزاب السياسية وإعادة تنظيمها.
- تعزيز المجتمع المدني: ساهمت الحركة في تعزيز المجتمع المدني وتمكين منظمات المجتمع المدني.
- زيادة المشاركة السياسية: ساهمت الحركة في زيادة المشاركة السياسية بين الناس، وخاصة الشباب.
إرث الحركة
لا تزال حركة استعادة الديمقراطية تعتبر علامة فارقة في تاريخ باكستان. يُنظر إلى الحركة على أنها رمز للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. لا يزال إرث الحركة يلهم الناشطين السياسيين والمدافعين عن الديمقراطية في باكستان.
خاتمة
كانت حركة استعادة الديمقراطية تحالفًا سياسيًا هامًا في باكستان لعب دورًا حاسمًا في إنهاء الحكم العسكري وإعادة الديمقراطية. على الرغم من التحديات التي واجهتها، تمكنت الحركة من خلق وعي سياسي، والضغط على الحكومة العسكرية، وتهيئة الظروف للتحول الديمقراطي. لا يزال إرث الحركة يلهم الناشطين السياسيين والمدافعين عن الديمقراطية في باكستان.