نشأته وتعليمه
ولد خورخي ليبراتو أوروسا سافينو في كاراكاس، فنزويلا، في 28 أغسطس 1942. تلقى تعليمه المبكر في مدارس كاثوليكية في كاراكاس، ثم التحق بالمعهد الإكليريكي في كاراكاس لدراسة اللاهوت. أكمل دراساته اللاهوتية في جامعة القديس توما الأكويني البابوية في روما، حيث حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت العقائدي. رسّم كاهنًا في عام 1967، ومنذ ذلك الحين كرّس حياته لخدمة الكنيسة الكاثوليكية.
مسيرته الكهنوتية
بعد عودته إلى فنزويلا، شغل أوروسا سافينو مناصب مختلفة في الكنيسة الكاثوليكية. عمل أستاذًا للاهوت في المعهد الإكليريكي في كاراكاس، وكان أيضًا راعيًا للعديد من الكنائس في كاراكاس. في عام 1982، عُيّن أسقفًا مساعدًا لكاراكاس، وفي عام 1990، رُقّي إلى منصب رئيس أساقفة فالنسيا في فنزويلا. خلال فترة وجوده كرئيس أساقفة فالنسيا، عمل أوروسا سافينو على تعزيز التعليم المسيحي، ودعم المؤسسات الخيرية، والدفاع عن حقوق الإنسان.
رئيس أساقفة كاراكاس
في عام 2005، عُيّن خورخي ليبراتو أوروسا سافينو رئيسًا لأساقفة كاراكاس، وهو المنصب الأهم في الكنيسة الكاثوليكية في فنزويلا. بصفته رئيس أساقفة كاراكاس، واجه أوروسا سافينو تحديات كبيرة، بما في ذلك الفقر المتزايد، والجريمة، والاستقطاب السياسي. كان أوروسا سافينو من أشد المنتقدين لحكومة الرئيس هوغو شافيز، واتهمها بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان. دعا أوروسا سافينو الفنزويليين إلى الدفاع عن حريتهم وحقوقهم، والعمل من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا.
مواقفه وآراؤه
كان خورخي ليبراتو أوروسا سافينو معروفًا بمواقفه المحافظة وآرائه الصريحة حول القضايا السياسية والاجتماعية. كان مدافعًا قويًا عن الحياة، وعارض الإجهاض وزواج المثليين. كما كان مدافعًا عن حقوق الإنسان، وانتقد انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا. كان أوروسا سافينو أيضًا من أشد المنتقدين للاشتراكية، ودعا إلى نظام اقتصادي أكثر حرية وإنصافًا.
فيما يتعلق بالشؤون السياسية، كان أوروسا سافينو من أشد المنتقدين لحكومة هوغو شافيز ومن ثم حكومة نيكولاس مادورو. اتهم الحكومتين بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان، كما دعا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. أثارت انتقاداته للحكومة جدلاً واسعًا، لكنه بقي ثابتًا في مواقفه.
على الصعيد الاجتماعي، كان أوروسا سافينو مدافعًا عن القيم العائلية التقليدية. عارض زواج المثليين والإجهاض، ودعا إلى حماية حقوق الأطفال. كما كان مدافعًا عن الفقراء والمهمشين، ودعا إلى نظام اقتصادي أكثر عدلاً وإنصافًا.
دوره في الأزمة الفنزويلية
خلال الأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية التي شهدتها فنزويلا في السنوات الأخيرة، لعب خورخي ليبراتو أوروسا سافينو دورًا بارزًا. انتقد بشدة حكومة نيكولاس مادورو، ودعا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. كما دعا إلى حل سلمي للأزمة، ودعا إلى الحوار بين الحكومة والمعارضة. كما انتقد تدخل القوى الأجنبية في الشؤون الفنزويلية.
كان أوروسا سافينو أيضًا منخرطًا في تقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين. ساعد في تنظيم حملات لجمع التبرعات للمحتاجين، وقدم الدعم للمهاجرين الفنزويليين في البلدان الأخرى. كما دعا إلى حلول طويلة الأجل للأزمة الفنزويلية، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والسياسية.
تكريمه
تقديرًا لخدماته للكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الفنزويلي، حصل خورخي ليبراتو أوروسا سافينو على العديد من الجوائز والأوسمة. في عام 2006، عينه البابا بنديكت السادس عشر كاردينالًا. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات في فنزويلا وخارجها.
وفاته
توفي الكاردينال خورخي ليبراتو أوروسا سافينو في كاراكاس في 23 سبتمبر 2021، عن عمر يناهز 79 عامًا، إثر إصابته بمضاعفات فيروس كورونا. وقد أعرب العديد من الشخصيات الدينية والسياسية في فنزويلا وخارجها عن حزنهم لوفاته، مشيدين بجهوده في خدمة الكنيسة والمجتمع.
إرثه
ترك خورخي ليبراتو أوروسا سافينو إرثًا دائمًا في الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الفنزويلي. كان شخصية مؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية، ولعب دورًا مهمًا في حياة الفنزويليين. سيتم تذكره لمواقفه المحافظة، وآرائه الصريحة، ودفاعه عن حقوق الإنسان، وجهوده في خدمة الفقراء والمهمشين.
خاتمة
كان خورخي ليبراتو أوروسا سافينو شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية في فنزويلا وأمريكا اللاتينية. شغل منصب رئيس أساقفة كاراكاس، وعُرف بمواقفه المحافظة وآرائه الصريحة حول القضايا السياسية والاجتماعية. لعب دورًا مهمًا في حياة الفنزويليين، وسيتم تذكره لمواقفه القوية ودفاعه عن حقوق الإنسان وجهوده في خدمة المجتمع.