<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد غراهام باركر في عام 1946. تلقى تعليمه في كلية مالفيرن قبل أن يلتحق بكلية سانت جون بجامعة كامبريدج، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآثار وعلم الإنسان عام 1968. ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج عام 1973، وكانت أطروحته بعنوان “الاقتصاد والرعي في وسط إيطاليا: دراسة أثرية”.
مسيرته المهنية
بدأ باركر مسيرته المهنية في مجال الآثار في سبعينيات القرن الماضي، وسرعان ما أصبح شخصية بارزة في هذا المجال. تركزت أبحاثه بشكل أساسي على العصر البرونزي الإيطالي، ولكنه قدم أيضًا مساهمات كبيرة في فهمنا لتاريخ ما قبل التاريخ الأوروبي بشكل عام. عمل باركر في عدد من المؤسسات المرموقة، بما في ذلك جامعة ليستر وجامعة كامبريدج.
أبرز المناصب التي شغلها:
- أستاذ علم الآثار في جامعة ليستر.
- أستاذ الآثار الكلاسيكية وما قبل التاريخ في جامعة كامبريدج.
- زميل في كلية سانت جون بجامعة كامبريدج.
أبحاثه وإسهاماته
تتميز أبحاث غراهام باركر بمنهجها الشامل والمتعدد التخصصات. فهو يجمع بين الأدلة الأثرية والبيانات البيئية والتاريخية لإعادة بناء الماضي. كان رائداً في استخدام التقنيات العلمية في علم الآثار، مثل تحليل النظائر المستقرة وعلم الآثار النباتي، لفهم النظم الغذائية القديمة والبيئات البشرية.
من أبرز مجالات بحثه:
- العصر البرونزي الإيطالي: قام باركر بحفريات واسعة النطاق في مواقع العصر البرونزي في إيطاليا، مما أدى إلى اكتشافات مهمة حول المجتمعات التي عاشت في تلك الفترة. ركز بشكل خاص على دراسة التنظيم الاجتماعي والاقتصادي، وأنماط الاستيطان، والتغيرات البيئية.
- علم الآثار البيئي: ساهم باركر بشكل كبير في تطوير علم الآثار البيئي، وهو مجال يدرس العلاقة بين البشر والبيئة في الماضي. استخدم أساليب علم الآثار البيئي لفهم تأثير الأنشطة البشرية على المناظر الطبيعية، وكيف تكيفت المجتمعات القديمة مع التغيرات البيئية.
- تاريخ البحر الأبيض المتوسط: قدم باركر رؤى قيمة حول تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الروماني. استكشف موضوعات مثل انتشار الزراعة، وتطور الحضارات، والتفاعلات بين الثقافات المختلفة.
أمثلة على مشاريعه البحثية:
- مشروع وادي سانتا في إيطاليا: قاد باركر مشروعًا متعدد السنوات للتحقيق في تاريخ الاستيطان والزراعة في وادي سانتا بإيطاليا. كشف المشروع عن أدلة على الاستيطان البشري يعود إلى العصر الحجري القديم، وقدم معلومات مفصلة عن تطور الزراعة في المنطقة.
- مشروع المستوطنة المحصنة في مونيلي: أجرى باركر حفريات في مستوطنة مونيلي المحصنة في صقلية، والتي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي. ساعدت الحفريات في فهم التنظيم الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات التي عاشت في المستوطنة.
مؤلفاته
نشر غراهام باركر العديد من الكتب والمقالات العلمية حول علم الآثار وتاريخ ما قبل التاريخ. تعتبر أعماله مرجعًا أساسيًا للباحثين والطلاب في هذا المجال.
من أبرز مؤلفاته:
- The Archaeology of the Italian Bronze Age (1981)
- Prehistoric Farming in Europe (1985)
- Landscape and Settlement in Southern Italy (1989)
- A Mediterranean Valley: Landscape Archaeology and Annales History in the Biferno Valley (1995)
- The Etruscans (2004) بالاشتراك مع توم راسموسن
- The Worlds of the Past: A Global History of Archaeology (2005)
- Beyond Farming: Ecological Approaches to Social Inequality (2006)
- The Agricultural Revolution in Prehistory: Why did Foragers Become Farmers? (2009)
- Global History of Archaeology (2018)
جوائز وتكريمات
تقديراً لمساهماته البارزة في علم الآثار، حصل غراهام باركر على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- انتخابه زميلًا في الأكاديمية البريطانية.
- حصوله على جائزة جمعية الآثار للتميز في علم الآثار.
تأثيره وإرثه
ترك غراهام باركر بصمة واضحة في مجال علم الآثار. ألهم عمله أجيالًا من علماء الآثار، وساهم في تطوير فهمنا لتاريخ ما قبل التاريخ الأوروبي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. يُذكر باركر بصرامته العلمية، ومنهجه متعدد التخصصات، وقدرته على التواصل مع جمهور واسع.
خاتمة
يُعد غراهام باركر شخصية بارزة في علم الآثار، اشتهر بعمله على العصر البرونزي الإيطالي وإسهاماته في علم الآثار البيئي وتاريخ البحر الأبيض المتوسط. من خلال أبحاثه ومؤلفاته، قدم باركر رؤى قيمة حول الماضي، وألهم العديد من الباحثين والطلاب في هذا المجال. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من علماء الآثار.