<![CDATA[
مقدمة
هارولد فيكتور كامبل ثوربي (2 أكتوبر 1888 – 1 يناير 1973) كان سياسيًا أستراليًا. كان عضوًا في حزب الدولة (Country Party) ومثل ولاية نيو ساوث ويلز في البرلمان الفيدرالي.
نشأته وحياته المبكرة
ولد هارولد ثوربي في منطقة تامورث، نيو ساوث ويلز، في 2 أكتوبر 1888. تلقى تعليمه في مدرسة تامورث الثانوية قبل أن يمتهن الزراعة. كان ثوربي منخرطًا بشكل كبير في مجتمعه المحلي، حيث شغل مناصب مختلفة في المنظمات الزراعية والجمعيات المحلية. تعكس هذه المشاركة المبكرة اهتمامه العميق بقضايا المزارعين والمجتمعات الريفية، وهو ما سيؤثر لاحقًا على مسيرته السياسية.
دخوله المعترك السياسي
بدأ هارولد ثوربي مسيرته السياسية في عام 1931 عندما انتُخب لعضوية مجلس النواب الأسترالي عن دائرة كالاري، ممثلاً حزب الدولة. كان دخوله البرلمان بمثابة تتويج لسنوات من العمل المجتمعي والدفاع عن مصالح المناطق الريفية. سرعان ما أثبت نفسه كصوت قوي للمزارعين وسكان الريف في البرلمان الفيدرالي.
فترة عضويته في البرلمان
خلال فترة عضويته في البرلمان، لعب ثوربي دورًا فعالًا في الدفاع عن مصالح ناخبيه من المزارعين وسكان المناطق الريفية. ركز جهوده على قضايا مثل:
- دعم الصناعة الزراعية: دافع عن تقديم الدعم المالي والمساعدة التقنية للمزارعين لتعزيز إنتاجيتهم وقدرتهم التنافسية.
- تطوير البنية التحتية الريفية: سعى إلى تحسين الطرق والجسور وشبكات الاتصالات في المناطق الريفية لتسهيل حركة البضائع والأفراد.
- تحسين الخدمات الصحية والتعليمية في الريف: عمل على توفير خدمات صحية وتعليمية أفضل لسكان المناطق الريفية لضمان حصولهم على فرص متساوية مع سكان المدن.
كان ثوربي معروفًا بتفانيه في عمله وقدرته على التواصل مع ناخبيه. كان يحرص على الاستماع إلى مشاكلهم واقتراح حلول عملية لها. كما كان يحظى باحترام زملائه في البرلمان من مختلف الأحزاب، الذين قدروا نزاهته وإخلاصه.
وزيرًا في الحكومة
في عام 1938، عُيّن هارولد ثوربي وزيرًا في الحكومة الفيدرالية، حيث تولى حقيبة التجارة والجمارك. كان هذا التعيين اعترافًا بمهاراته وقدراته القيادية، وفرصة له للتأثير بشكل أكبر على السياسات الحكومية المتعلقة بالتجارة والزراعة.
خلال فترة ولايته كوزير، عمل ثوربي على:
- تعزيز التجارة الأسترالية: سعى إلى فتح أسواق جديدة للمنتجات الأسترالية في الخارج، وتوقيع اتفاقيات تجارية مع دول أخرى.
- حماية الصناعات المحلية: دافع عن فرض رسوم جمركية على المنتجات المستوردة لحماية الصناعات المحلية من المنافسة الأجنبية.
- تبسيط الإجراءات الجمركية: عمل على تبسيط الإجراءات الجمركية لتسهيل التجارة وتقليل التكاليف على الشركات.
واجه ثوربي تحديات كبيرة خلال فترة ولايته كوزير، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية التي أثرت بشكل كبير على التجارة العالمية. ومع ذلك، تمكن من التغلب على هذه التحديات بفضل خبرته ومعرفته الواسعة بالشؤون التجارية.
فترة الحرب العالمية الثانية
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، لعب هارولد ثوربي دورًا حيويًا في دعم المجهود الحربي الأسترالي. عمل على ضمان توفير الإمدادات الغذائية والمواد الخام اللازمة للجيش والشعب. كما ساهم في تنظيم الصناعات الأسترالية لتحويل إنتاجها إلى تلبية احتياجات الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، عمل ثوربي على الحفاظ على استقرار الاقتصاد الأسترالي خلال فترة الحرب. اتخذ إجراءات للسيطرة على التضخم وتقليل البطالة. كما ساهم في تخطيط مرحلة ما بعد الحرب، ووضع أسس إعادة بناء الاقتصاد الأسترالي.
الخروج من البرلمان والتقاعد
ترك هارولد ثوربي البرلمان في عام 1940. بعد تقاعده من السياسة، عاد إلى مزرعته في نيو ساوث ويلز، حيث استمر في الانخراط في الأنشطة الزراعية والمجتمعية. ظل مهتمًا بالشؤون السياسية والاقتصادية، ولكنه فضل الابتعاد عن الأضواء.
إرثه وتأثيره
ترك هارولد ثوربي إرثًا هامًا كسياسي مخلص ومدافع قوي عن مصالح المزارعين والمجتمعات الريفية. كان له دور فعال في تطوير الصناعة الزراعية وتحسين البنية التحتية الريفية. كما ساهم في تعزيز التجارة الأسترالية ودعم المجهود الحربي خلال الحرب العالمية الثانية.
يُذكر هارولد ثوربي بأنه رجل نزيه ومتواضع، يحظى باحترام كبير من زملائه وناخبيه. كان نموذجًا للسياسي الذي يخدم مصالح شعبه بصدق وإخلاص.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج هارولد ثوربي من فلورنس ماي بينيت في عام 1915. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال. توفي هارولد ثوربي في 1 يناير 1973 عن عمر يناهز 84 عامًا.
أهم المناصب التي شغلها
- عضو مجلس النواب الأسترالي عن دائرة كالاري (1931-1940)
- وزير التجارة والجمارك (1938-1939)
الأوسمة والتقديرات
لم يحصل هارولد ثوربي على أوسمة أو تقديرات رسمية خلال حياته. ومع ذلك، فقد حظي بتقدير كبير من ناخبيه وزملائه في البرلمان لخدمته المخلصة وتفانيه في عمله.
تحليل سياسي لمسيرته
يمكن تحليل مسيرة هارولد ثوربي السياسية من خلال عدة جوانب رئيسية. أولاً، كان ثوربي ممثلاً نموذجياً لحزب الدولة (Country Party)، الذي يركز على تمثيل مصالح المزارعين والمجتمعات الريفية. كان ثوربي ملتزماً بشدة بهذه الأجندة، وسعى جاهداً لتعزيزها في البرلمان الفيدرالي. ثانياً، كان ثوربي شخصية توافقية، قادرة على بناء علاقات جيدة مع السياسيين من مختلف الأحزاب. ساعده ذلك على تحقيق أهدافه السياسية من خلال التعاون والتفاوض. ثالثاً، كان ثوربي سياسياً عملياً، يركز على تحقيق نتائج ملموسة لناخبيه. كان يهتم بالقضايا اليومية التي تؤثر على حياة الناس، ويسعى إلى إيجاد حلول عملية لها.
تأثيره على السياسة الأسترالية
على الرغم من أن هارولد ثوربي لم يكن شخصية بارزة على المستوى الوطني، إلا أنه كان له تأثير كبير على السياسة الأسترالية، وخاصة في مجال الزراعة والتنمية الريفية. ساهم في رفع مستوى الوعي بأهمية هذه القضايا، ودفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لدعم المزارعين وتحسين البنية التحتية في المناطق الريفية. كما ساهم في تعزيز دور حزب الدولة في السياسة الأسترالية، وجعله قوة لا يمكن تجاهلها.
أقوال مأثورة
لا توجد أقوال مأثورة معروفة عن هارولد ثوربي بشكل واسع. ومع ذلك، يُنقل عنه قوله في إحدى المناسبات: “إن خدمة الشعب هي أعظم شرف يمكن أن يحظى به أي سياسي.”
صور تاريخية
من الصعب العثور على صور تاريخية متاحة للعامة لهارولد ثوربي. ومع ذلك، يمكن العثور على بعض الصور في الأرشيف الوطني الأسترالي والمكتبات الوطنية.
دراسات وأبحاث حول هارولد ثوربي
لا توجد دراسات أو أبحاث أكاديمية مخصصة لحياة ومسيرة هارولد ثوربي. ومع ذلك، يمكن العثور على معلومات عنه في الكتب والمقالات التي تتناول تاريخ السياسة الأسترالية وحزب الدولة.
خاتمة
هارولد ثوربي كان سياسيًا أستراليًا لعب دورًا هامًا في تمثيل مصالح المزارعين والمجتمعات الريفية في البرلمان الفيدرالي. شغل منصب وزير التجارة والجمارك وساهم في دعم المجهود الحربي خلال الحرب العالمية الثانية. يُذكر بتفانيه وإخلاصه وخدمته المخلصة لشعبه.