<![CDATA[
بابا نويل (Santa Claus) – الولايات المتحدة الأمريكية
بابا نويل، المعروف أيضًا باسم سانتا كلوز، هو أشهر شخصية مرتبطة بعيد الميلاد في العالم الغربي. يشتهر بمظهره المميز: رجل عجوز بشارب ولحية بيضاء كثيفة، يرتدي بدلة حمراء وبيضاء، ويحمل حقيبة مليئة بالهدايا. يعود أصل بابا نويل إلى القديس نيكولاس، أسقف ميرا في القرن الرابع الميلادي، والذي كان يشتهر بكرمه وعطفه على الفقراء والأطفال. انتقلت قصص القديس نيكولاس إلى أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر، وتطورت مع مرور الوقت لتصبح بابا نويل كما نعرفه اليوم. يعيش بابا نويل، وفقًا للتقاليد، في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وقزمه الذين يساعدونه في صناعة الهدايا. في ليلة عيد الميلاد، يقوم بابا نويل بركوب مزلقة تجرها الرنة، ويقوم بزيارة المنازل عبر المداخن لتوزيع الهدايا على الأطفال الذين كانوا “جيدين” على مدار العام.
سانتا كلوز (Santa Claus) – بريطانيا
في بريطانيا، يتشابه سانتا كلوز مع نظيره الأمريكي في المظهر والوظيفة، إلا أن له بعض الاختلافات الطفيفة في التقاليد. غالبًا ما يشار إليه باسم “الأب عيد الميلاد” (Father Christmas). يرجع تاريخ هذه الشخصية إلى العصور الوسطى، حيث كان يُنظر إليه على أنه رمز للفرح والبهجة في فترة عيد الميلاد. على عكس بابا نويل الأمريكي الذي يدخل المنازل عبر المداخن، غالبًا ما يترك سانتا كلوز البريطاني هداياه تحت شجرة عيد الميلاد أو في الجوارب المعلقة. يختلف أيضًا مكان إقامة سانتا كلوز، فبينما يعتقد البعض أنه يعيش في القطب الشمالي، يعتقد آخرون أنه يعيش في بريطانيا أو في مكان سحري آخر.
بايبر نويل (Père Noël) – فرنسا
في فرنسا، يُعرف مُقدم هدايا عيد الميلاد باسم بايبر نويل. يتشابه باير نويل مع بابا نويل في العديد من الجوانب، لكنه يتميز ببعض الاختلافات في المظهر والتقاليد. يرتدي باير نويل عادةً ثوبًا أحمر اللون مع قبعة حمراء، ويضع هداياه في الأحذية أو يتركها تحت شجرة عيد الميلاد. في بعض المناطق الفرنسية، يرافقه شخصية أخرى تُعرف باسم “بير فوارد” (Père Fouettard)، وهي شخصية تعاقب الأطفال الذين كانوا سيئين. يعود أصل باير نويل إلى العصور الوسطى، ويعتقد البعض أنه مستوحى من القديس نيكولاس أيضًا. يزور باير نويل المنازل الفرنسية في ليلة عيد الميلاد، ويقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال الذين كانوا جيدين خلال العام.
سان نيكولاس (Sinterklaas) – هولندا وبلجيكا
في هولندا وبلجيكا، يُعرف مُقدم الهدايا باسم سان نيكولاس. يعود أصل هذه الشخصية إلى القديس نيكولاس، أسقف ميرا. يختلف سان نيكولاس عن بابا نويل في المظهر والتقاليد. يرتدي سان نيكولاس رداءً أسقفيًا أحمر اللون، ويحمل عصا أسقفية، ويرتدي قبعة أسقفية. يركب سان نيكولاس حصانًا أبيضًا ويرافقه مساعدون يُعرفون باسم “زوارت بيتر” (Zwarte Piet)، وهم شخصيات ترتدي ملابس ملونة وتساعد سان نيكولاس في توزيع الهدايا. يصل سان نيكولاس إلى هولندا وبلجيكا في منتصف نوفمبر على متن باخرة من إسبانيا، ثم يقوم بزيارة الأطفال في المنازل لتوزيع الهدايا والحلوى.
كلامبوس (Krampus) – النمسا، ألمانيا، المجر، وسلوفينيا
على عكس الشخصيات السابقة التي تجلب الهدايا للأطفال، يمثل كلامبوس الجانب المظلم من عيد الميلاد. هو شيطان يظهر في تقاليد الدول الأوروبية الوسطى مثل النمسا وألمانيا والمجر وسلوفينيا. يشتهر كلامبوس بمظهره المخيف: وحش بشعر أسود أو بني، مع قرون طويلة، وأنياب حادة، ولسان طويل. يعاقب كلامبوس الأطفال الذين كانوا سيئين خلال العام، بينما يكافئ القديس نيكولاس الأطفال الجيدين. في أوائل ديسمبر، تشهد بعض المدن والبلدات احتفالات “كلامبوسناخت” (Krampusnacht)، حيث يرتدي الناس أزياء كلامبوس ويشاركون في مسيرات مخيفة.
بيلسنيكل (Belsnickel) – ألمانيا
في أجزاء من ألمانيا، تظهر شخصية بيلسنيكل خلال فترة عيد الميلاد. يرتدي بيلسنيكل ملابس مصنوعة من الفراء، ويحمل عصا أو مكنسة. يزور بيلسنيكل المنازل قبل عيد الميلاد لتقييم سلوك الأطفال. يكافئ الأطفال الجيدين بالحلويات، ويعاقب الأطفال السيئين بالضرب أو التحذير. يختلف بيلسنيكل عن بابا نويل في أنه لا يجلب الهدايا، بل يمثل اختبارًا لسلوك الأطفال.
يول (Yule Lads) – أيسلندا
في أيسلندا، يوجد 13 يول لاد (Yule Lads)، وهم سلسلة من الرجال الأشقياء الذين يأتون إلى المنازل خلال 13 ليلة قبل عيد الميلاد. لكل يول لاد شخصية مختلفة وسلوك خاص. على سبيل المثال، “ستوفور” (Stúfur) هو سارق الأطباق الصغيرة، و”جاتافارتور” (Gáttaþefur) لديه حاسة شم قوية للطعام. يضع الأطفال الأيسلنديون أحذيتهم في النوافذ، ويقوم اليول لاد بوضع الهدايا في الأحذية الجيدة، والبطاطا في الأحذية السيئة.
ببيفانا (Befana) – إيطاليا
في إيطاليا، تحتفل العائلات بـ ببيفانا في 6 يناير، وهو يوم عيد الغطاس. ببيفانا هي ساحرة طيبة المظهر، تطير على مكنستها في جميع أنحاء إيطاليا لتوزيع الهدايا على الأطفال. تدخل ببيفانا المنازل عبر المدخنة أو النافذة، وتترك الهدايا في الجوارب المعلقة. تملأ الجوارب بالحلوى للأطفال الجيدين، وبالفحم للأطفال السيئين.
السيد فروست (Father Frost) – روسيا وشرق أوروبا
في روسيا وبعض دول شرق أوروبا، تُعرف شخصية مُقدم الهدايا باسم ديدا مروز (Ded Moroz) أو “السيد فروست”. يظهر السيد فروست كرجل عجوز بلحية بيضاء طويلة، ويرتدي معطفًا طويلًا أحمر أو أزرق، وقبعة من الفرو. يرافقه حفيدته، “سنغورتشكا” (Snegurochka) أو “فتاة الثلج”. يزور السيد فروست الأطفال في ليلة رأس السنة، ويضع الهدايا تحت شجرة رأس السنة بدلاً من شجرة عيد الميلاد. يعود أصل السيد فروست إلى الأساطير السلافية القديمة، حيث كان يمثل روح الشتاء.
تشيسكلي (Chiski) – جورجيا
في جورجيا، تُعرف شخصية مُقدم الهدايا باسم تشيسكلي. يرتدي تشيسكلي ثيابًا بيضاء، ويحمل حقيبة مليئة بالهدايا. يزور تشيسكلي الأطفال في ليلة رأس السنة، ويقوم بتوزيع الهدايا. تختلف تقاليد تشيسكلي من منطقة إلى أخرى في جورجيا، لكنه يمثل دائمًا رمزًا للفرح والبهجة في فترة الأعياد.
هوشيجيا سان (Hoteiosho) – اليابان
في اليابان، يعتبر هوشيجيا سان مُقدم الهدايا التقليدي. يتميز بمظهره الغريب: راهب بوذي مع عينين في الجزء الخلفي من رأسه. يعتقد أنه يراقب الأطفال ويلاحظ سلوكهم. يأتي هوشيجيا سان خلال فترة رأس السنة الجديدة، ويقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال. على الرغم من أن عيد الميلاد ليس عطلة رسمية في اليابان، إلا أن بعض العائلات تحتفل به وتتبنى تقاليد هوشيجيا سان.
خاتمة
تُظهر قائمة مُقدمي الهدايا هذه التنوع الثقافي والتقاليد الغنية المرتبطة بفترة الأعياد الشتوية حول العالم. سواء كان بابا نويل أو سانتا كلوز، أو بايبر نويل، أو سان نيكولاس، أو أي شخصية أخرى، فإنهم جميعًا يمثلون رمزًا للعطاء والفرح والسعادة في قلوب الأطفال والكبار على حد سواء. تختلف هذه الشخصيات في أشكالها وأسمائها وتقاليدها، لكنها تجتمع في مهمة واحدة وهي جلب البهجة في موسم الأعياد. إن فهم هذه الشخصيات وتقاليدها يساعدنا على تقدير التنوع الثقافي والاحتفال بروح العطاء التي تجمعنا جميعًا.