مقدمة
الشبكة الأنجليكانية في كندا (ANiC) هي تجمع للكنائس الأنجليكانية في كندا والولايات المتحدة. تأسست في عام 2005 تحت قيادة الكنيسة الأنجليكانية النيجيرية، وهي الآن جزء من الزمالة الأنجليكانية العالمية المجددة (GAFCON). تمثل الشبكة الأنجليكانية في كندا تيارًا محافظًا داخل الحركة الأنجليكانية، وتشتهر بتمسكها بالتفسيرات التقليدية للكتاب المقدس بشأن قضايا مثل الجنس والأخلاق.
تاريخ الشبكة الأنجليكانية في كندا
تعود جذور الشبكة الأنجليكانية في كندا إلى الخلافات المتزايدة داخل الكنيسة الأنجليكانية الكندية حول تفسير الكتاب المقدس والقضايا اللاهوتية والاجتماعية. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شعرت العديد من الكنائس الأنجليكانية في كندا بالقلق إزاء الاتجاهات الليبرالية المتزايدة داخل الكنيسة الأم، خاصة فيما يتعلق بزواج المثليين وتعيين رجال الدين المثليين. أدى هذا القلق إلى انشقاقات داخل الكنيسة وتشكيل جماعات منفصلة تسعى إلى الحفاظ على التقاليد الأنجليكانية الأرثوذكسية.
في عام 2005، اتحدت هذه الجماعات لتشكيل الشبكة الأنجليكانية في كندا تحت رعاية الكنيسة الأنجليكانية النيجيرية. كان اختيار الكنيسة النيجيرية كراعٍ بمثابة بيان قوي يعكس التزام الشبكة الأنجليكانية في كندا بالأرثوذكسية اللاهوتية، حيث أن الكنيسة النيجيرية معروفة بموقفها المحافظ بشأن القضايا الاجتماعية والأخلاقية.
بعد تأسيسها، سعت الشبكة الأنجليكانية في كندا إلى الاعتراف بها كجزء شرعي من الحركة الأنجليكانية العالمية. في عام 2009، تم قبولها رسميًا كعضو في الزمالة الأنجليكانية العالمية المجددة (GAFCON)، وهي تحالف عالمي للكنائس الأنجليكانية المحافظة التي تعارض الاتجاهات الليبرالية داخل الكنيسة الأنجليكانية.
المعتقدات والممارسات
تتميز الشبكة الأنجليكانية في كندا بالعديد من المعتقدات والممارسات الأساسية، بما في ذلك:
- سلطة الكتاب المقدس: تؤمن الشبكة الأنجليكانية في كندا بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها والموثوقة، وهو السلطة العليا في جميع مسائل الإيمان والممارسة.
- لاهوت الخلاص: تتبنى الشبكة الأنجليكانية في كندا اللاهوت التقليدي للخلاص، مع التركيز على أهمية نعمة الله والإيمان بيسوع المسيح للخلاص.
- الأخلاق المسيحية: تلتزم الشبكة الأنجليكانية في كندا بالمعايير الأخلاقية التقليدية المستمدة من الكتاب المقدس، بما في ذلك تلك المتعلقة بالجنس والزواج والأسرة.
- العبادة التقليدية: تحافظ الشبكة الأنجليكانية في كندا على أشكال العبادة التقليدية الموجودة في الكنيسة الأنجليكانية، بما في ذلك استخدام كتاب الصلاة المشتركة والأغاني والألحان التقليدية.
- الكرازة والتبشير: تولي الشبكة الأنجليكانية في كندا أهمية كبيرة للكرازة بالإنجيل ونشر رسالة المسيح إلى العالم.
الهيكل التنظيمي
تتكون الشبكة الأنجليكانية في كندا من مجموعة من الأبرشيات والكنائس التي تقع في جميع أنحاء كندا والولايات المتحدة. يرأس الشبكة أسقف رئيس، وهو المسؤول عن الإشراف على عمل الشبكة وتوجيهها. تنقسم الشبكة إلى عدة عمادات، يرأس كل منها عميد مسؤول عن الإشراف على الكنائس في منطقته. تعمل العديد من اللجان والمجالس داخل الشبكة للتعامل مع قضايا مختلفة مثل التعليم اللاهوتي والتبشير والعدالة الاجتماعية.
العلاقات مع الكنائس الأنجليكانية الأخرى
تحافظ الشبكة الأنجليكانية في كندا على علاقات معقدة مع الكنائس الأنجليكانية الأخرى في كندا وحول العالم. في حين أنها جزء من الزمالة الأنجليكانية العالمية المجددة (GAFCON)، إلا أنها ليست معترف بها رسميًا من قبل الكنيسة الأنجليكانية الكندية أو رئيس أساقفة كانتربري، الزعيم الرمزي للحركة الأنجليكانية العالمية.
نتيجة لذلك، غالبًا ما تواجه الشبكة الأنجليكانية في كندا تحديات في الحفاظ على علاقات ودية مع الكنائس الأنجليكانية الأخرى. ومع ذلك، تسعى الشبكة إلى بناء علاقات مع أولئك الذين يتشاركون معتقداتها وقيمها، وتسعى جاهدة للمساهمة في الحركة الأنجليكانية العالمية بطريقة إيجابية وبناءة.
التحديات والمستقبل
تواجه الشبكة الأنجليكانية في كندا العديد من التحديات في الوقت الحاضر. وتشمل هذه التحديات:
- النمو المحدود: على الرغم من أنها تأسست منذ أكثر من عقد من الزمان، إلا أن الشبكة الأنجليكانية في كندا لم تشهد نموًا كبيرًا في عضويتها. ويرجع ذلك جزئيًا إلى التحديات المتعلقة بالبدء في كنائس جديدة وجذب أعضاء جدد.
- الموارد المالية: تعتمد الشبكة الأنجليكانية في كندا على التبرعات من أعضائها وأصدقائها لتمويل عملياتها. قد يكون تأمين موارد مالية كافية تحديًا، خاصة في الأوقات الاقتصادية الصعبة.
- العلاقات مع الكنائس الأنجليكانية الأخرى: كما ذكرنا سابقًا، تحافظ الشبكة الأنجليكانية في كندا على علاقات معقدة مع الكنائس الأنجليكانية الأخرى. قد يكون الحفاظ على علاقات ودية مع أولئك الذين لا يتفقون معهم في جميع القضايا أمرًا صعبًا.
- التغيرات الاجتماعية والثقافية: يشهد المجتمع الكندي تغيرات اجتماعية وثقافية سريعة. قد يكون على الشبكة الأنجليكانية في كندا أن تتكيف مع هذه التغييرات مع الحفاظ على معتقداتها وقيمها الأساسية.
على الرغم من هذه التحديات، فإن الشبكة الأنجليكانية في كندا متفائلة بشأن مستقبلها. إنها ملتزمة بالحفاظ على التقاليد الأنجليكانية الأرثوذكسية ونشر رسالة المسيح إلى العالم. تعتقد الشبكة أن الله يدعوها إلى أن تكون نورًا في الظلام وأملًا للمحتاجين. كما أنها تسعى جاهدة للنمو في العدد والتأثير، لتكون أداة فعالة في يد الله.
من المتوقع أن تركز الشبكة الأنجليكانية في كندا في المستقبل على عدة مجالات رئيسية، بما في ذلك:
- بدء كنائس جديدة: تخطط الشبكة لبدء كنائس جديدة في المناطق التي لا يوجد فيها حاليًا وجود أنجليكاني قوي.
- تطوير القيادة: تسعى الشبكة إلى تطوير قادة جدد ملتزمين بالكتاب المقدس والأرثوذكسية اللاهوتية.
- التبشير: ستواصل الشبكة إعطاء الأولوية للكرازة بالإنجيل ونشر رسالة المسيح إلى العالم.
- العدالة الاجتماعية: ستشارك الشبكة في قضايا العدالة الاجتماعية، وتسعى إلى مساعدة المحتاجين والوقوف مع المظلومين.
- التعاون مع الكنائس الأخرى: ستسعى الشبكة إلى بناء علاقات مع الكنائس الأخرى التي تتشارك معتقداتها وقيمها.
خاتمة
الشبكة الأنجليكانية في كندا هي تجمع مهم للكنائس الأنجليكانية في كندا والولايات المتحدة. تأسست في عام 2005 استجابةً للخلافات المتزايدة داخل الكنيسة الأنجليكانية الكندية، وهي تمثل تيارًا محافظًا داخل الحركة الأنجليكانية. تتميز الشبكة الأنجليكانية في كندا بتمسكها بالكتاب المقدس، واللاهوت التقليدي للخلاص، والأخلاق المسيحية، والعبادة التقليدية، والكرازة والتبشير. تواجه الشبكة العديد من التحديات، لكنها متفائلة بشأن مستقبلها وملتزمة بالحفاظ على التقاليد الأنجليكانية الأرثوذكسية ونشر رسالة المسيح إلى العالم.