نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت سافيتريباي فولي في قرية ناوغاون في ولاية ماهاراشترا الهندية. كانت الابنة الكبرى لـ لاكشميباي وكاندوجي نيفاس باتيل، وكانا ينتميان إلى مجتمع مالي. تزوجت في سن التاسعة من جوتيريو فولي، الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. لم تكن سافيتريباي متعلمة في طفولتها، لكن زوجها جوتيريو قام بتعليمها القراءة والكتابة، وأدرك أهمية التعليم في تمكين المرأة.
دورها في مجال التعليم
بعد أن تلقت سافيتريباي تعليمها من زوجها، بدأت في تدريس الفتيات في مدرسة أسسها زوجها في عام 1848. واجهت سافيتريباي معارضة شديدة من المجتمع المحافظ الذي كان يعارض تعليم المرأة. تعرضت للإهانة والاعتداء من قبل بعض المتطرفين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة والوحل أثناء ذهابها إلى المدرسة. ومع ذلك، لم تستسلم سافيتريباي واستمرت في مهمتها النبيلة بتعليم الفتيات وتمكينهن.
قامت سافيتريباي وزوجها بتأسيس العديد من المدارس للفتيات والأطفال من الطبقات الدنيا. كما قاما بإنشاء دار للأيتام لحماية الأطفال المحرومين. كان تركيز سافيتريباي على تعليم الفتيات ينبع من إيمانها بأن التعليم هو الأداة الأقوى لتحقيق المساواة الاجتماعية وتمكين المرأة.
- تأسيس المدارس: أسست سافيتريباي وزوجها أول مدرسة للفتيات في الهند عام 1848.
- مواجهة المعارضة: واجهت سافيتريباي معارضة شديدة من المجتمع المحافظ.
- التركيز على تعليم الفتيات: آمنت سافيتريباي بأن التعليم هو الأداة الأقوى لتحقيق المساواة الاجتماعية.
مساهماتها الاجتماعية
بالإضافة إلى دورها في مجال التعليم، لعبت سافيتريباي فولي دورًا هامًا في مجالات أخرى من الإصلاح الاجتماعي. كانت مناصرة قوية لحقوق الأرامل، وعملت على منع عادة حرق الأرامل (ساتي). كما قامت بحملات ضد زواج الأطفال ودعت إلى إعادة تأهيل الأرامل.
أسست سافيتريباي جمعية “ساتيا شودهاك ساماج” (Satya Shodhak Samaj) مع زوجها، وكانت هذه الجمعية تهدف إلى تحقيق المساواة الاجتماعية ومناهضة الظلم الطبقي. عملت الجمعية على نشر الوعي حول حقوق الإنسان والمساواة بين جميع أفراد المجتمع.
شاركت سافيتريباي في العديد من الاحتجاجات والمظاهرات ضد التمييز الطبقي والظلم الاجتماعي. كانت شجاعة في التعبير عن آرائها والدفاع عن حقوق المهمشين. ألهمت سافيتريباي العديد من النساء والرجال للمشاركة في حركة الإصلاح الاجتماعي في الهند.
- الدفاع عن حقوق الأرامل: عملت سافيتريباي على منع عادة حرق الأرامل والدعوة إلى إعادة تأهيلهن.
- مناهضة زواج الأطفال: قامت سافيتريباي بحملات ضد زواج الأطفال.
- تأسيس جمعية “ساتيا شودهاك ساماج”: هدفت الجمعية إلى تحقيق المساواة الاجتماعية ومناهضة الظلم الطبقي.
إرثها وتكريمها
تعتبر سافيتريباي فولي رمزًا للإصلاح الاجتماعي وتمكين المرأة في الهند. تركت إرثًا عظيمًا من خلال عملها الدؤوب في مجال التعليم والنضال من أجل المساواة الاجتماعية. ألهمت سافيتريباي العديد من الأجيال من النساء والرجال لمواصلة النضال من أجل مجتمع أكثر عدلاً ومساواة.
تم تكريم سافيتريباي فولي بعدة طرق تقديرًا لجهودها. تم تسمية العديد من المؤسسات التعليمية والمبادرات الاجتماعية باسمها. كما تم إصدار طوابع بريدية تذكارية تحمل صورتها. يتم الاحتفال بيوم ميلادها في 3 يناير من كل عام باعتباره يوم المعلمة في ولاية ماهاراشترا.
لا تزال أفكار سافيتريباي فولي ومبادئها ذات صلة كبيرة في العصر الحديث. إنها تذكرنا بأهمية التعليم في تمكين المرأة وتحقيق المساواة الاجتماعية. كما أنها تلهمنا لمواصلة النضال ضد الظلم والتمييز بجميع أشكاله.
شعرها وكتاباتها
بالإضافة إلى عملها الاجتماعي والتعليمي، كانت سافيتريباي فولي شاعرة وكاتبة موهوبة. كتبت العديد من القصائد والمقالات التي تعبر عن آرائها حول قضايا التعليم والمساواة الاجتماعية وحقوق المرأة. تتميز كتاباتها بأسلوبها البسيط والواضح، وتعكس إيمانها القوي بالعدالة الاجتماعية.
تعتبر قصائد سافيتريباي فولي مصدر إلهام للعديد من الناس. فهي تدعو إلى التعليم والتمكين والوحدة بين جميع أفراد المجتمع. كما أنها تحذر من مخاطر الجهل والتعصب والظلم.
من أشهر أعمال سافيتريباي فولي الشعرية: “كافيا فولي” و “باوان كاشي”. وقد ترجمت كتاباتها إلى العديد من اللغات، ولا تزال تدرس في المدارس والجامعات في الهند.
- كافيا فولي (Kavya Phule): مجموعة شعرية تعبر عن آرائها حول التعليم والمساواة الاجتماعية.
- باوان كاشي (Bavan Kashi): مجموعة شعرية أخرى تعكس إيمانها القوي بالعدالة الاجتماعية.
معتقداتها وأيديولوجيتها
كانت سافيتريباي فولي تؤمن بقوة التعليم كوسيلة لتحقيق التغيير الاجتماعي وتمكين المرأة. اعتقدت أن التعليم يجب أن يكون متاحًا لجميع الأطفال، بغض النظر عن طبقتهم أو جنسهم. كانت تؤمن أيضًا بأهمية المساواة بين جميع أفراد المجتمع، وعارضت التمييز الطبقي والظلم الاجتماعي.
تأثرت سافيتريباي فولي بأفكار زوجها جوتيريو فولي، الذي كان مصلحًا اجتماعيًا رائدًا. شاركت سافيتريباي زوجها في رؤيته لمجتمع أكثر عدلاً ومساواة، وعملت معه جنبًا إلى جنب لتحقيق هذا الهدف.
كانت سافيتريباي فولي أيضًا منتقدة قوية للعادات والتقاليد الاجتماعية الظالمة التي كانت سائدة في الهند في ذلك الوقت. عارضت زواج الأطفال وعادة حرق الأرامل، ودعت إلى إصلاح القوانين والممارسات التي تميز ضد المرأة.
تأثيرها على حركة حقوق المرأة في الهند
لعبت سافيتريباي فولي دورًا حاسمًا في تطوير حركة حقوق المرأة في الهند. من خلال عملها في مجال التعليم والنضال من أجل المساواة الاجتماعية، ألهمت سافيتريباي العديد من النساء للمطالبة بحقوقهن والمشاركة في الحياة العامة. كانت سافيتريباي نموذجًا يحتذى به للنساء اللواتي سعين إلى تحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي في الهند.
ساهمت سافيتريباي فولي في تغيير النظرة إلى المرأة في المجتمع الهندي. تحدت الصور النمطية التقليدية للمرأة باعتبارها كائنًا ضعيفًا وخاضعًا، وأظهرت أن المرأة قادرة على تحقيق العظائم إذا أتيحت لها الفرصة.
لا يزال تأثير سافيتريباي فولي على حركة حقوق المرأة في الهند محسوسًا حتى اليوم. تعتبر سافيتريباي رمزًا للمرأة القوية والمستقلة التي تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة للجميع.
وفاتها
توفيت سافيتريباي فولي في 10 مارس 1897، أثناء رعايتها لمرضى الطاعون في منطقة بون. أصيبت سافيتريباي بالمرض أثناء خدمتها للمرضى، وتوفيت عن عمر يناهز 66 عامًا. على الرغم من وفاتها المبكرة، تركت سافيتريباي إرثًا عظيمًا من العمل الاجتماعي والتعليمي الذي سيظل يلهم الأجيال القادمة.
خاتمة
كانت سافيتريباي فولي رائدة في مجال التعليم والإصلاح الاجتماعي في الهند. تحدت التقاليد وقاومت الظلم، وعملت بلا كلل من أجل تمكين المرأة وتحقيق المساواة الاجتماعية. يظل إرثها مصدر إلهام لنا جميعًا لمواصلة النضال من أجل عالم أكثر عدلاً ومساواة.
المراجع
- The Better India – Savitribai Phule: The Story of India’s First Woman Teacher and a Trailblazing Reformer
- Feminism in India – Savitribai Phule: Remembering India’s First Feminist and Teacher
- The Indian Express – Who was Savitribai Phule?
- Live History India – Savitribai Phule: A Torchbearer of Women’s Education