<![CDATA[
تاريخ التصنيف والتسمية
تمت تسمية اللامبيوصورينات لأول مرة في عام 1923 من قبل عالم الحفريات الكندي وليام بارك (William Parks)، الذي أطلق عليها اسم كوريثوصوريني (Corythosaurini) نسبة إلى جنس كوريثوصور (Corythosaurus). ومع ذلك، أُعيد تعريف المجموعة وتغيير اسمها إلى لامبيوصوريني (Lambeosaurini) في عام 1997 من قبل جاك هورنر (Jack Horner) وهانز-ديتر سويس (Hans-Dieter Sues)، بناءً على تحليل العلاقات التطورية داخل فصيلة اللامبيوصورين. وقد أشار هذا التحليل إلى أن جنس لامبيوصور (Lambeosaurus) كان أقرب إلى باقي أفراد هذه المجموعة.
الخصائص التشريحية
تتميز اللامبيوصورينات بمجموعة من الخصائص التشريحية التي تميزها عن الديناصورات الأخرى. السمة الأكثر تميزًا هي العرف العظمي الموجود على الجزء العلوي من الرأس. يختلف شكل العرف وحجمه بشكل كبير بين الأنواع المختلفة، ولكنه يتكون عادةً من العظام الأنفية والجمجمة. يعتقد أن هذه الأعراف قد استخدمت في:
- العرض البصري لجذب الشركاء أو إظهار الهيمنة.
- إنتاج الأصوات للتواصل، حيث يمكن أن تكون الأعراف بمثابة غرف رنين لتضخيم الأصوات.
- تنظيم درجة الحرارة، حيث ساعدت الأعراف على تبديد الحرارة الزائدة.
بالإضافة إلى الأعراف، كانت اللامبيوصورينات تشترك في العديد من الخصائص الأخرى مع الديناصورات اللامبيوصورينية الأخرى، مثل:
- الأقدام الخلفية القوية والمصممة للمشي والركض.
- الأذرع الأمامية الأصغر حجمًا، والتي ربما استخدمت في الإمساك بالنباتات أو في المشي الرباعي العرضي.
- الفم العريض الذي يحتوي على صفوف متعددة من الأسنان لطحن النباتات.
التنوع والتصنيف
تشمل اللامبيوصورينات مجموعة متنوعة من الأجناس والأنواع. بعض الأجناس الأكثر شهرة تشمل:
- لامبيوصور (Lambeosaurus): جنس كبير نسبيًا يتميز بعرف على شكل فأس.
- كوريثوصور (Corythosaurus): يشتهر بعرفه على شكل خوذة يشبه خوذة كورنثية.
- هيبروسورس (Hypacrosaurus): يتميز بعرف ذو شكل مسطح.
- إيدمونتوصور (Edmontosaurus): على الرغم من أنه غالبًا ما يُصنف خارج اللامبيوصوريني، إلا أنه غالبًا ما يرتبط بها نظرًا لبعض التشابهات التشريحية.
فيما يلي تصنيف مقترح لللامبيوصورينات، مع ملاحظة أن التصنيف الدقيق لا يزال موضوعًا للبحث المستمر والتعديل:
عائلة اللامبيوصورين (Lambeosaurinae)
- القبيلة: اللامبيوصورينات (Lambeosaurini)
- أجناس غير محددة:
- أكروثريوم (Acristavus)
- ألوفيوسورس (Alamosaurus)
- جرافيجيناثوس (Gryposaurus)
- إيدمونتوصور (Edmontosaurus)
- جنس لامبيوصور (Lambeosaurus)
- لامبيوصور ماغنوس (Lambeosaurus magnus)
- لامبيوصور لاتروس (Lambeosaurus latere)
- لامبيوصور ليمبي (Lambeosaurus lambei)
- جنس كوريثوصور (Corythosaurus)
- كوريثوصور كاسواريس (Corythosaurus casuarius)
- جنس هيبروسورس (Hypacrosaurus)
- هيبروسورس ألتوس (Hypacrosaurus altispinus)
- جنس تشارنوصور (Charonosaurus)
- تشارنوصور بيليجريني (Charonosaurus jiayinensis)
السلوك والنظام الغذائي
كانت اللامبيوصورينات حيوانات عاشبة، أي أنها كانت تتغذى على النباتات. تشير أسنانها إلى أنها كانت قادرة على طحن المواد النباتية القاسية، مثل أوراق الشجر والأعشاب. يُعتقد أنها كانت تعيش في قطعان، حيث سمحت لها هذه السلوكيات بالدفاع عن نفسها ضد الحيوانات المفترسة. من المحتمل أنها استخدمت أعرافها في التفاعل الاجتماعي داخل القطعان، بالإضافة إلى جذب الشركاء.
البيئة والانتشار الجغرافي
عاشت اللامبيوصورينات في بيئات متنوعة، بما في ذلك السهول الفيضية والمستنقعات والغابات. تم العثور على أحافيرها في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) وآسيا (منغوليا والصين). تشير هذه الاكتشافات إلى أنها كانت منتشرة على نطاق واسع خلال العصر الطباشيري المتأخر، قبل انقراض الديناصورات.
الاكتشافات الأحفورية
تم اكتشاف عدد كبير من أحافير اللامبيوصورينات، بما في ذلك الهياكل العظمية الكاملة تقريبًا. هذه الاكتشافات قدمت معلومات قيمة حول تشريحها وسلوكها وبيئتها. أحد الاكتشافات البارزة هو العثور على عش بيض هيبروسورس (Hypacrosaurus) في مونتانا بالولايات المتحدة، والذي قدم نظرة ثاقبة على سلوك التكاثر ورعاية الوالدين لهذه الديناصورات.
أهمية اللامبيوصورينات في علم الحفريات
تعتبر اللامبيوصورينات مهمة جدًا لدراسة الديناصورات لعدة أسباب:
- توفر أعرافها المعقدة مثالًا رائعًا على التكيف والتخصص في الديناصورات.
- تساعد في فهم تطور سلوكيات الاتصال والتكاثر في الديناصورات.
- تقدم معلومات قيمة حول بيئات العصر الطباشيري المتأخر.
- تساعد في فهم العلاقات التطورية بين الديناصورات المختلفة.
التطور والصلة بالديناصورات الأخرى
تعتبر اللامبيوصورينات جزءًا من فصيلة اللامبيوصورين (Lambeosaurinae)، والتي تنتمي إلى عائلة الديناصورات ذوات المنقار البط (Hadrosauridae). ترتبط هذه الفصيلة ارتباطًا وثيقًا بفصيلة الهدروصورين (Hadrosaurinae)، والتي تشمل ديناصورات مثل إيدمونتوصور (Edmontosaurus). يوضح تطور اللامبيوصورينات كيف تنوعت الديناصورات وتكيفت مع بيئاتها المختلفة. يعتقد الباحثون أن الأعراف تطورت من هياكل أبسط، وزادت تعقيدًا بمرور الوقت، مما يشير إلى الانتقاء الطبيعي الذي يفضل السمات التي تعزز النجاح التكاثري والبقاء على قيد الحياة.
البحث الحالي والمستقبلي
لا يزال البحث في اللامبيوصورينات نشطًا ومستمرًا. يركز الباحثون على:
- تحليل المزيد من الأحافير لاكتشاف أنواع جديدة وتوسيع معرفتنا بالتنوع.
- دراسة الأعراف بشكل أكثر تفصيلاً لفهم وظائفها بدقة.
- استخدام التحليل الجزيئي (مثل الحمض النووي القديم) لتحسين فهم العلاقات التطورية.
- إعادة بناء بيئات اللامبيوصورينات باستخدام تقنيات متقدمة مثل النمذجة الحاسوبية.
أهمية البحث في اللامبيوصورينات
إن فهم اللامبيوصورينات له أهمية كبيرة في تعزيز فهمنا للتنوع البيولوجي وتطور الديناصورات. فهو يساعدنا على:
- فهم كيف تكيفت الديناصورات مع بيئاتها وكيف تفاعلت معها.
- تحسين فهمنا للعلاقات التطورية بين الديناصورات.
- الحصول على رؤى حول تطور السلوكيات الاجتماعية والاتصالية.
- توفير معلومات قيمة حول البيئات القديمة ونظمها الإيكولوجية.
خاتمة
اللامبيوصورينات هي مجموعة رائعة من الديناصورات التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الحياة على الأرض. من خلال دراسة أحافيرها، تمكنا من الحصول على نظرة ثاقبة على حياتها وسلوكها وبيئتها. إن أعرافها المميزة هي شهادة على قوة التكيف والتنوع في عالم الديناصورات. البحث المستمر سيكشف المزيد عن هذه المخلوقات المذهلة، ويساعدنا على فهم أفضل لتاريخ الحياة على كوكبنا.