نشأته وتعليمه
ولد آرثر د. ليفينسون في 31 مارس 1950. تلقى تعليمه العالي في جامعة واشنطن (University of Washington)، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم عام 1972. ثم واصل تعليمه في جامعة برينستون (Princeton University)، وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية عام 1977. شكلت هذه الخلفية الأكاديمية القوية أساسًا متينًا لمسيرته المهنية اللاحقة في مجال التكنولوجيا الحيوية.
مسيرته المهنية في جينينتيك
انضم ليفينسون إلى شركة جينينتيك في عام 1980، وهي شركة رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية. شغل العديد من المناصب القيادية داخل الشركة على مر السنين، بما في ذلك منصب نائب الرئيس الأول للبحوث، ونائب الرئيس الأول لتطوير المنتجات العلاجية. في عام 1995، تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا لشركة جينينتيك، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2009.
خلال فترة ولايته كرئيس تنفيذي، شهدت جينينتيك نموًا هائلاً وتوسعًا كبيرًا في أعمالها. تحت قيادته، طورت الشركة وأطلقت العديد من الأدوية الرائدة التي أحدثت ثورة في علاج الأمراض المختلفة، بما في ذلك السرطان وأمراض المناعة الذاتية. تشمل بعض الأدوية البارزة التي تم تطويرها وإطلاقها خلال فترة ولايته: Rituxan و Herceptin و Avastin. هذه الأدوية لم تحسن حياة الملايين من المرضى فحسب، بل ساهمت أيضًا بشكل كبير في إيرادات وأرباح جينينتيك.
بالإضافة إلى ذلك، أشرف ليفينسون على استحواذ شركة روش (Roche) على شركة جينينتيك في عام 2009. كانت هذه الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ صناعة التكنولوجيا الحيوية، وعززت مكانة روش كشركة رائدة في مجال الرعاية الصحية. لعب ليفينسون دورًا حاسمًا في التفاوض على شروط الصفقة وضمان انتقال سلس للشركة.
دوره في شركة آبل
بعد فترة وجيزة من وفاة ستيف جوبز في عام 2011، تم تعيين آرثر د. ليفينسون رئيسًا لمجلس إدارة شركة آبل. كان ليفينسون عضوًا في مجلس إدارة آبل منذ عام 2000، وقد اكتسب بالفعل فهمًا عميقًا لثقافة الشركة واستراتيجيتها. يعتبر تعيينه رئيسًا لمجلس الإدارة بمثابة استمرارية للقيادة وثقة في قدرته على توجيه الشركة في فترة ما بعد جوبز.
بصفته رئيسًا لمجلس الإدارة، يلعب ليفينسون دورًا حيويًا في الإشراف على الإدارة العليا لشركة آبل وتقديم التوجيه الاستراتيجي للشركة. يشارك بنشاط في اتخاذ القرارات الرئيسية المتعلقة بتطوير المنتجات والتسويق والعمليات. كما أنه يعمل كحلقة وصل بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، مما يضمن توافق مصالح الطرفين.
خلال فترة ولايته كرئيس لمجلس الإدارة، واصلت آبل تحقيق النجاح والابتكار. أطلقت الشركة العديد من المنتجات والخدمات الجديدة الناجحة، بما في ذلك Apple Watch و AirPods. كما أنها وسعت أعمالها في مجالات جديدة، مثل الخدمات السحابية والمحتوى الرقمي. تحت قيادة ليفينسون، حافظت آبل على مكانتها كواحدة من الشركات الأكثر قيمة واحترامًا في العالم.
إنجازات وجوائز
حصل آرثر د. ليفينسون على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإنجازاته في مجال التكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا. تشمل بعض الجوائز البارزة التي حصل عليها:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية صناعة التكنولوجيا الحيوية (Biotechnology Industry Organization)
- جائزة القائد المتميز من جمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society)
- تم إدراجه في قائمة “أكثر 100 شخص نفوذاً في مجال الرعاية الصحية” من قبل مجلة Modern Healthcare
تعكس هذه الجوائز مساهمات ليفينسون الكبيرة في تطوير أدوية جديدة وإنقاذ الأرواح وتحسين الرعاية الصحية. كما أنها تسلط الضوء على قيادته المتميزة ورؤيته الاستراتيجية في عالم التكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا.
مواقفه وآراؤه
يُعرف آرثر د. ليفينسون بآرائه الصريحة حول مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا والرعاية الصحية. غالبًا ما يعبر عن دعمه للابتكار والبحث والتطوير، ويحث الحكومات والشركات على الاستثمار في هذه المجالات. كما أنه مدافع قوي عن أهمية أخلاقيات العمل والمسؤولية الاجتماعية في مجال الأعمال.
فيما يتعلق بصناعة التكنولوجيا الحيوية، يؤكد ليفينسون على الحاجة إلى تبسيط اللوائح وتسريع عملية الموافقة على الأدوية الجديدة. يعتقد أن هذه الإجراءات ستساعد في جلب الأدوية المنقذة للحياة إلى السوق بشكل أسرع وتحسين صحة المرضى. كما أنه يدعو إلى زيادة التعاون بين الشركات والحكومات والأوساط الأكاديمية لتسريع وتيرة الاكتشافات العلمية.
فيما يتعلق بصناعة التكنولوجيا، يؤكد ليفينسون على أهمية الخصوصية والأمن في العصر الرقمي. يعتقد أن الشركات يجب أن تتخذ خطوات لحماية بيانات المستخدمين وأن تكون شفافة بشأن كيفية استخدامها. كما أنه يدعو إلى وضع لوائح تنظيمية أقوى لحماية المستهلكين من الممارسات الخادعة عبر الإنترنت.
حياته الشخصية
آرثر د. ليفينسون متزوج ولديه أطفال. يُعرف بأنه شخص متواضع ومنعزل نسبيًا، على الرغم من مكانته البارزة في عالم الأعمال. يستمتع بقضاء الوقت مع عائلته وأصدقائه، ولديه اهتمام كبير بالعلوم والتكنولوجيا.
خاتمة
يُعد آرثر د. ليفينسون شخصية بارزة في عالمي التكنولوجيا والرعاية الصحية. بصفته رئيسًا لمجلس إدارة شركة آبل والرئيس التنفيذي السابق لشركة جينينتيك، لعب دورًا حاسمًا في تشكيل هاتين الصناعتين. من خلال قيادته ورؤيته الاستراتيجية، ساهم في تطوير أدوية جديدة وإنقاذ الأرواح وتحسين حياة الملايين من الناس. سيستمر إرث ليفينسون في إلهام الأجيال القادمة من القادة والمبتكرين.