نشأته وبداياته
ولد جوشوا فون هيمز في 10 مايو 1805 في ولاية نيويورك. نشأ في بيئة مسيحية متدينة. تأثر هيمز في شبابه بالنهضة الدينية الكبرى الثانية، وهي حركة تجديد مسيحية اجتاحت الولايات المتحدة في أوائل القرن التاسع عشر. دفعته هذه التجربة إلى تكريس حياته للخدمة الدينية.
بدأ هيمز مسيرته المهنية كقس في الكنيسة الميثودية. سرعان ما أصبح معروفًا ببراعته في الخطابة وقدرته على التواصل مع الجماهير. في أوائل ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بدأ هيمز في الانخراط في قضايا الإصلاح الاجتماعي، بما في ذلك إلغاء العبودية وحقوق المرأة.
دوره في حركة الأدفنت
في عام 1839، التقى هيمز بالواعظ وليام ميلر، الذي كان يروج لفكرة أن عودة المسيح وشيكة. تأثر هيمز بشدة بتعاليم ميلر وانضم إلى حركته. أصبح هيمز أحد أبرز مؤيدي ميلر، حيث استخدم مهاراته في النشر والتنظيم لنشر رسالة ميلر على نطاق واسع.
لعب هيمز دورًا أساسيًا في تنظيم حركة الأدفنت. أسس ونشر مجلة “Signs of the Times” (علامات الأزمنة) و “Midnight Cry” (صرخة منتصف الليل)، اللتين كانتا من أهم وسائل الإعلام لنشر أفكار ميلر. استخدم هيمز هذه المجلات لتوصيل أفكار ميلر حول نهاية العالم، وأنتجوا أعدادًا كبيرة لتوزيعها على نطاق واسع.
أقام هيمز مؤتمرات وندوات في جميع أنحاء الولايات المتحدة للترويج لمعتقدات الأدفنت. استخدم مواهبه التنظيمية لتنسيق جهود المؤيدين، وتوحيد الرسائل المنشورة. لقد كان شخصية مركزية في ربط الأفراد والجماعات وتوفير منصة لمناقشة التوقعات القادمة.
في عام 1843، حدد ميلر تاريخًا محتملًا لعودة المسيح، مما أدى إلى فترة من الحماس الشديد بين مؤيديه. عندما لم تتحقق هذه التوقعات، أصيب الكثيرون بالإحباط. ومع ذلك، استمر هيمز في دعم حركة الأدفنت، على الرغم من التحديات التي واجهتها.
بعد “خيبة الأمل الكبرى”
بعد “خيبة الأمل الكبرى” عام 1844، والتي تمثلت في فشل تنبؤات ميلر، لعب هيمز دورًا مهمًا في الحفاظ على وحدة حركة الأدفنت. عمل على معالجة الخلافات الداخلية وتعزيز التماسك بين أتباع الحركة. أدرك هيمز أن تجربة خيبة الأمل كانت صعبة على الكثيرين، وركز على مساعدة المؤمنين على فهم ما حدث وإعادة بناء إيمانهم.
ساعد هيمز في إعادة توجيه تركيز الحركة بعيدًا عن تحديد التواريخ المحددة للعودة. شجع المؤمنين على التركيز على أهمية العيش وفقًا للقيم المسيحية وعلى الاستعداد الروحي لعودة المسيح في أي وقت. سعى هيمز إلى توحيد الآراء المتنوعة داخل الحركة، وهو ما ساهم في ظهور طوائف مسيحية مختلفة.
واصل هيمز النشر والتنظيم، وإن كان ذلك في نطاق أصغر. عمل على الحفاظ على حوار مفتوح بين مختلف المجموعات الأدفنت، وساهم في تطور الحركة اللاهوتي. ظل هيمز شخصية محترمة في صفوف الأدفنت حتى وفاته.
إرثه
يُعتبر جوشوا فون هيمز شخصية بارزة في تاريخ المسيحية الأمريكية. ترك إرثًا دائمًا في حركة الأدفنت، حيث ساهم في انتشار أفكار ميلر وتوحيد الحركة. ساهم في تشكيل اللاهوت المسيحي والتنظيم الاجتماعي، وأثرت جهوده في الحركات الإصلاحية الأخرى.
كان هيمز رائدًا في استخدام وسائل الإعلام لنشر الأفكار الدينية والاجتماعية. ساعدت مجلاته وندواته في الوصول إلى جمهور واسع وتوعيته بالقضايا الهامة. لعب دوره في الحركة دورًا أساسيًا في تعزيز النقاش حول تفسير الكتاب المقدس وعلاقته بالأحداث العالمية.
بقيادة هيمز، تطورت حركة الأدفنت من مجرد حركة دينية إلى قوة اجتماعية وسياسية مؤثرة. ساعد في إعداد الطريق لظهور طوائف جديدة، مثل كنيسة الأدفنتية السبتية. استمرت رؤية هيمز ورسالته في التأثير على المؤمنين في جميع أنحاء العالم.
أعماله
خلال حياته، نشر هيمز العديد من المقالات والكتيبات والكتب. كانت معظم كتاباته مخصصة لشرح معتقدات الأدفنت والدفاع عنها. بعض أعماله البارزة تشمل:
- Signs of the Times (علامات الأزمنة): مجلة شهرية نشرها هيمز للترويج لأفكار ميلر.
- Midnight Cry (صرخة منتصف الليل): صحيفة أسبوعية نشرها هيمز لنشر أخبار الأدفنت.
- مشاركات في العديد من المنشورات الأخرى المتعلقة بالحركة.
خاتمة
كان جوشوا فون هيمز شخصية مؤثرة في تاريخ المسيحية الأمريكية. كقائد وناشر وداعم للحركات الإصلاحية، ساهم في تشكيل اللاهوت المسيحي والتنظيم الاجتماعي. لعب دوره في حركة الأدفنت دورًا محوريًا في نشر أفكار ميلر وإعادة توجيه الحركة بعد خيبة الأمل الكبرى. ترك هيمز إرثًا دائمًا، حيث استمرت جهوده في التأثير على المؤمنين في جميع أنحاء العالم.