مقدمة
يو إس إس بيوستا – المعروفة أيضًا باسم “تينكلاد” رقم 36 – كانت سفينة بخارية استولت عليها بحرية الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. خدمت بيوستا في دوريات نهرية حيوية، وشاركت في مهام الدعم اللوجستي، وساهمت في الجهود المبذولة لعرقلة التجارة الكونفدرالية على طول الأنهار المائية الداخلية. لعبت السفينة دورًا هامًا في دعم قوات الاتحاد العاملة في الغرب.
بناء السفينة وتجهيزها
تم بناء بيوستا في الأصل كسفينة تجارية بخارية. عند الاستحواذ عليها من قبل بحرية الاتحاد، خضعت لعملية تحويل مكثفة لتكييفها مع الخدمة العسكرية. تضمن ذلك إضافة دروع حديدية واقية، مما أكسبها لقب “تينكلاد”. تم تجهيز السفينة أيضًا بمجموعة متنوعة من المدافع للاشتباك مع سفن العدو والبطاريات البرية. سمح لها تصميمها ذو المسودة الضحلة بالعمل في المياه الضحلة للأنهار الغربية، مما جعلها رصيدًا قيمًا لبحرية الاتحاد.
الخدمة في الحرب الأهلية
تم تكليف يو إس إس بيوستا في الخدمة في 23 سبتمبر 1862، في القاهرة، إلينوي. تم تكليف الملازم توماس في. غادسبدن بالقيادة.
تم تعيين بيوستا في سرب نهر المسيسيبي، وبدأت مهامها بدوريات على طول النهر. كان الهدف الرئيسي لهذه الدوريات هو منع الكونفدراليين من استخدام النهر لنقل الإمدادات والقوات. كما قدمت بيوستا الدعم للقوات البرية العاملة في المنطقة.
شاركت بيوستا في عدة اشتباكات مع قوات الكونفدرالية خلال الحرب. في 27 ديسمبر 1862، اشتبكت مع بطارية كونفدرالية في يازو ريفر، ميسيسيبي. تبادلت السفينة النار مع البطارية لأكثر من ساعة قبل أن تتوقف.
في 2 فبراير 1863، شاركت بيوستا في الاستيلاء على فورت هيندمن، أركنساس. كانت بيوستا جزءًا من قوة بحرية كبيرة دعمت الهجوم البري على الحصن. ساهمت السفينة في قصف الحصن، مما ساعد في إضعاف دفاعاته.
في 16 أبريل 1863، شاركت بيوستا في مرور الأسطول عبر بطاريات فيكسبيرغ الكونفدرالية. كانت بيوستا جزءًا من سرب من السفن الحربية التابعة للاتحاد والتي كانت تمر عبر بطاريات فيكسبيرغ الكونفدرالية من أجل الانضمام إلى قوات الأميرال بورتر أسفل فيكسبيرغ. تعرضت السفينة لنيران كثيفة من البطاريات الكونفدرالية، لكنها تمكنت من المرور دون أضرار جسيمة.
في 3 مايو 1863، شاركت بيوستا في قصف غراند غلف، ميسيسيبي. كانت بيوستا جزءًا من قوة بحرية كبيرة قصفت غراند غلف استعدادًا لهبوط قوات الاتحاد. ساهمت السفينة في قصف التحصينات الكونفدرالية، مما ساعد في إضعاف دفاعاتها.
في 4 مايو 1863، دعمت بيوستا هبوط قوات الاتحاد في غراند غلف، ميسيسيبي. قدمت بيوستا غطاءً ناريًا لقوات الاتحاد أثناء هبوطها على الشاطئ. ساعدت السفينة في صد هجوم كونفدرالي، مما سمح لقوات الاتحاد بتأسيس موطئ قدم.
في 3 يوليو 1863، شاركت بيوستا في الاستسلام لمدينة فيكسبيرغ، ميسيسيبي. كانت بيوستا جزءًا من القوة البحرية التي قبلت استسلام المدينة. أنهى الاستسلام حصارًا دام ستة أسابيع وكان بمثابة نقطة تحول رئيسية في الحرب.
بعد سقوط فيكسبيرغ، استمرت بيوستا في الخدمة بدوريات على طول نهر المسيسيبي. تم تكليف السفينة بمنع الكونفدراليين من استخدام النهر لنقل الإمدادات والقوات. كما قدمت بيوستا الدعم للقوات البرية العاملة في المنطقة.
في 12 أبريل 1864، شاركت بيوستا في معركة بليرز لاندينغ، لويزيانا. تعرضت بيوستا لكمين من قبل قوة كونفدرالية في بليرز لاندينغ. اشتبكت السفينة مع الكونفدراليين لعدة ساعات قبل أن يتم إجبارها على التراجع. لحقت أضرار جسيمة بالبيوستا في المعركة، لكنها تمكنت من الوصول إلى بر الأمان.
في 5 مايو 1865، تم إخراج يو إس إس بيوستا من الخدمة. تم بيع السفينة في 17 أغسطس 1865.
تفاصيل إضافية عن الخدمة
- الدوريات النهرية: كانت بيوستا نشطة في الدوريات على طول نهر المسيسيبي وروافده. تضمنت واجباتها اعتراض السفن الكونفدرالية ومنع التهريب وحماية سفن الاتحاد التجارية.
- عمليات الدعم: شاركت بيوستا في دعم العمليات البرية لقوات الاتحاد. قدمت الدعم الناري أثناء الإنزال البرمائي، وقصفت مواقع العدو، وحافظت على خطوط الإمداد مفتوحة.
- الاشتباكات: شاركت بيوستا في عدة اشتباكات مع قوات الكونفدرالية، بما في ذلك معارك ضد البطاريات البرية والسفن الحربية. لقد قدمت مساهمة كبيرة في الحفاظ على السيطرة البحرية للاتحاد على الأنهار الغربية.
- الاستيلاء على فورت هيندمن: لعبت بيوستا دورًا في الاستيلاء الناجح على فورت هيندمن في أركنساس في عام 1863. ساعدت في قصف الحصن، مما أضعف دفاعاته ومهد الطريق لقوات الاتحاد للاستيلاء عليه.
- حصار فيكسبيرغ: كانت بيوستا جزءًا من القوة البحرية التي فرضت حصارًا على فيكسبيرغ، ميسيسيبي. ساعدت في قطع المدينة عن الإمدادات وتعزيز الاستسلام الكونفدرالي في عام 1863.
“تينكلاد” رقم 36
يشير لقب “تينكلاد” إلى نوع من السفن الحربية النهرية التي بنتها بحرية الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. تم تصميم هذه السفن للعمل في المياه الضحلة للأنهار الداخلية وكانت محمية بدروع حديدية رقيقة، ومن هنا جاء مصطلح “تينكلاد”.
كانت سفن “تينكلاد” فعالة من حيث التكلفة نسبيًا وسهلة البناء، مما جعلها إضافة قيمة إلى أسطول الاتحاد. تم استخدامها بشكل أساسي للدوريات وحماية خطوط الإمداد ودعم العمليات البرية. لعبت هذه السفن دورًا حيويًا في الحفاظ على السيطرة البحرية للاتحاد على الأنهار الغربية وساهمت في نهاية المطاف في انتصار الاتحاد.
مصير السفينة
بعد نهاية الحرب الأهلية، تم إخراج يو إس إس بيوستا من الخدمة. تم بيع السفينة لمالكين مدنيين وتحويلها مرة أخرى إلى سفينة تجارية بخارية. خدمت بيوستا في التجارة المدنية لعدة سنوات قبل أن يتم التخلص منها في النهاية.
أهمية يو إس إس بيوستا
على الرغم من أن يو إس إس بيوستا لم تكن سفينة مشهورة مثل بعض السفن الحربية الأخرى في الحرب الأهلية، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في الصراع. ساهمت السفينة في جهود الاتحاد لعرقلة التجارة الكونفدرالية والحفاظ على السيطرة البحرية على الأنهار الغربية. كما قدمت دعمًا قيمًا للقوات البرية العاملة في المنطقة.
تعتبر يو إس إس بيوستا مثالًا على أهمية القوة البحرية في الحرب الأهلية. لعبت سفن بحرية الاتحاد دورًا حيويًا في عزل الكونفدرالية وقطعها عن الإمدادات والموارد. ساعدت هذه الجهود في نهاية المطاف في تأمين انتصار الاتحاد.
خاتمة
كانت يو إس إس بيوستا سفينة بخارية متواضعة ولكنها أساسية خدمت بجدية في بحرية الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. من خلال دورياتها النهرية، وعمليات الدعم، ومشاركتها في المعارك الرئيسية، ساهمت بيوستا بشكل كبير في جهود الاتحاد لتحقيق النصر. يمثل تاريخها الدور الحيوي الذي لعبته القوة البحرية في الحرب الأهلية وأهمية السفن التي غالبًا ما يتم تجاهلها والتي ساهمت في النتيجة.