حياته المبكرة وتعليمه
ولد روبرت فرانكستون في 14 يونيو 1949. حصل على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في عام 1971. وخلال فترة وجوده في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عمل في مختبر الذكاء الاصطناعي حيث اكتسب خبرة قيمة في مجال البرمجة وتطوير البرمجيات.
بداية مسيرته المهنية
قبل أن يشترك مع دان بريكلين في تأسيس شركة “Software Arts”، عمل فرانكستون في العديد من المشاريع البرمجية. اكتسب خبرة واسعة في تطوير البرمجيات المخصصة والتعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة. هذه التجربة المبكرة ساعدته في بناء الأساس اللازم لتطوير برنامج فيسيكالك.
تطوير فيسيكالك (VisiCalc)
كانت فكرة برنامج فيسيكالك وليدة تعاون بين فرانكستون ودان بريكلين. لاحظ بريكلين، الذي كان يدرس في كلية هارفارد للأعمال، أن المحاسبين والماليين يقضون ساعات طويلة في إنشاء جداول البيانات يدوياً باستخدام الورق والأقلام. تصور بريكلين برنامجاً يمكنه أتمتة هذه العملية، مما يوفر الوقت والجهد.
انضم فرانكستون إلى بريكلين لتحويل هذه الفكرة إلى واقع. عمل فرانكستون كمبرمج رئيسي للمشروع، حيث قام بتحويل مفهوم بريكلين إلى برنامج عملي. كانت التحديات التقنية كبيرة، حيث كان يجب أن يكون البرنامج فعالاً وموثوقاً به وقادراً على العمل على أجهزة الكمبيوتر الشخصية المتاحة في ذلك الوقت، والتي كانت محدودة من حيث الذاكرة وقوة المعالجة.
تم إصدار فيسيكالك في عام 1979 لأجهزة أبل II (Apple II). سرعان ما أصبح البرنامج شائعاً جداً بين المستخدمين، وخاصة في مجال الأعمال. كان فيسيكالك أول جدول بيانات إلكتروني يوفر واجهة مرئية سهلة الاستخدام، مما يسمح للمستخدمين بإدخال البيانات وتنفيذ العمليات الحسابية المعقدة بسهولة.
أهم مميزات فيسيكالك:
- سهولة الاستخدام: واجهة مرئية سهلة التعلم والاستخدام.
- المرونة: القدرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من البيانات والعمليات الحسابية.
- الأتمتة: أتمتة المهام اليدوية المملة، مما يوفر الوقت والجهد.
- النتائج الفورية: رؤية تأثير التغييرات في البيانات على الفور.
تأثير فيسيكالك على صناعة الحواسيب الشخصية
يعتبر فيسيكالك أحد أهم العوامل التي ساهمت في انتشار الحواسيب الشخصية. قبل فيسيكالك، كانت الحواسيب الشخصية تعتبر في الغالب أجهزة هواة أو أدوات للعب. ومع ذلك، أظهر فيسيكالك إمكانات الحواسيب الشخصية كأدوات قوية للأعمال.
أدى نجاح فيسيكالك إلى زيادة الطلب على أجهزة أبل II، حيث كان البرنامج متوفراً حصرياً لهذا الجهاز في البداية. كما شجع شركات أخرى على تطوير برامج مماثلة، مما أدى إلى ظهور سوق جداول البيانات الإلكترونية.
يعود الفضل إلى فيسيكالك في تحويل الحواسيب الشخصية من مجرد أجهزة هواة إلى أدوات أساسية للأعمال. لقد مهد الطريق لظهور برامج أخرى مثل لوتس 1-2-3 وإكسل، والتي أصبحت فيما بعد معايير الصناعة.
شركة Software Arts
بعد نجاح فيسيكالك، أسس فرانكستون وبريكلين شركة “Software Arts” لتطوير وتسويق البرنامج. واجهت الشركة تحديات كبيرة في إدارة النمو السريع والتنافس مع الشركات الكبرى.
على الرغم من نجاح فيسيكالك، واجهت “Software Arts” صعوبات مالية في النهاية. تم الاستحواذ على الشركة من قبل شركة “Lotus Development Corporation” في عام 1985، وتم إيقاف تطوير فيسيكالك.
مشاريع أخرى
بعد “Software Arts”، واصل فرانكستون مسيرته المهنية في مجال تطوير البرمجيات. عمل في العديد من الشركات الناشئة وقام بتطوير العديد من البرامج والتقنيات الجديدة.
من بين المشاريع الأخرى التي شارك فيها فرانكستون:
- تطوير برمجيات الاتصالات.
- العمل على أنظمة إدارة قواعد البيانات.
- المساهمة في تطوير معايير الويب.
إسهاماته في مجتمع الإنترنت
كان فرانكستون من المؤيدين المتحمسين للإنترنت المفتوح والمشاركة المجتمعية في تطوير البرمجيات. ساهم بشكل كبير في تطوير معايير الويب من خلال مشاركته في مجموعات العمل المختلفة التابعة لاتحاد شبكة الويب العالمية (W3C).
يعتقد فرانكستون أن الإنترنت يجب أن يكون مفتوحاً للجميع وأن المستخدمين يجب أن يكونوا قادرين على التحكم في بياناتهم. لقد كان مدافعاً قوياً عن الخصوصية والأمان على الإنترنت.
الجوائز والتكريمات
حصل فرانكستون على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته في مجال علوم الحاسوب وصناعة البرمجيات. من بين هذه الجوائز:
- جائزة معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) لرواد الحاسوب.
- جائزة جمعية آلات الحوسبة (ACM) لبرامج الأنظمة.
تم إدخال فرانكستون أيضاً في قاعة مشاهير الإنترنت في عام 2018.
حياته الشخصية
يعيش فرانكستون حالياً في ماساتشوستس مع زوجته. لديه اهتمامات متنوعة تتراوح بين التكنولوجيا والموسيقى والفن.
خاتمة
يُعتبر بوب فرانكستون شخصية رائدة في تاريخ الحوسبة الشخصية. بصفته أحد مبتكري برنامج فيسيكالك، فقد لعب دوراً حاسماً في تحويل الحواسيب الشخصية من أجهزة هواة إلى أدوات أساسية للأعمال. لقد ساهمت رؤيته وإبداعه في تشكيل صناعة البرمجيات كما نعرفها اليوم. يظل إرثه مصدر إلهام للمهندسين والمبرمجين ورجال الأعمال في جميع أنحاء العالم.