شيلا جيفرِيز (Sheila Jeffreys)

نشأتها وبداية مسيرتها الأكاديمية

ولدت شيلا جيفرِيز في إنجلترا، وترعرعت في بيئة أكاديمية. حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة لندن، ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة أستراليا الوطنية. بدأت مسيرتها الأكاديمية بالتدريس في جامعات مختلفة، قبل أن تستقر في جامعة ملبورن كأستاذة للعلوم السياسية.

النسوية الراديكالية وأعمالها

تُعتبر شيلا جيفرِيز من أبرز المنظرات النسويات الراديكاليات. يركز عملها على تحليل السلطة الأبوية وكيفية تأثيرها على المرأة في مختلف جوانب الحياة. وقد اشتهرت بنقدها اللاذع للعلاقات الجنسية، حيث ترى أنها غالبًا ما تكون غير متكافئة وتخدم مصالح الذكور. كما تنتقد الدعارة، وتعتبرها شكلًا من أشكال استغلال المرأة.

من أبرز أعمالها في هذا المجال كتاب “الإغواء: النسوية والجنس” (1993)، والذي تدافع فيه عن ضرورة إعادة تقييم مفهوم الجنسانية والعلاقات الجنسية من منظور نسوي. بالإضافة إلى ذلك، نشرت جيفرِيز العديد من المقالات والمقالات التي تتناول قضايا مثل الإباحية، والعنف ضد المرأة، والحركات النسوية المختلفة.

موقفها من التكنولوجيا والجنس

أبدت شيلا جيفرِيز قلقًا بشأن استخدام التكنولوجيا في الجوانب الجنسية، خاصةً فيما يتعلق بالإباحية والتعامل مع التكنولوجيا الرقمية. وهي ترى أن هذه التكنولوجيا تساهم في استغلال المرأة، وتشويه صورة الجسد الأنثوي. وقد دعت إلى ضرورة تنظيم استخدام التكنولوجيا في هذا المجال، وحماية النساء من الآثار السلبية المحتملة.

معارضتها للعبور الجنسي

من أكثر القضايا إثارة للجدل في عمل جيفرِيز، موقفها النقدي من العبور الجنسي. فهي تعارض بعض جوانب هذا المجال، وتثير تساؤلات حول تأثيره على حقوق المرأة. تعتبر جيفرِيز أن بعض الإجراءات المتعلقة بالعبور الجنسي قد تؤدي إلى تآكل حقوق المرأة، وتعريضها للخطر في بعض الحالات. هذا الموقف جعلها عرضة للانتقادات من قبل بعض الجماعات النسوية والناشطين في مجال حقوق المتحولين جنسيًا.

آراؤها حول الدعارة

ترى شيلا جيفرِيز أن الدعارة شكل من أشكال العنف ضد المرأة والاستغلال الجنسي. وهي تدعو إلى إلغاء الدعارة، وتوفير الدعم للنساء اللواتي يعملن في هذا المجال، لمساعدتهن على الخروج منه. تعتقد أن الدعارة تعزز عدم المساواة بين الجنسين، وتساهم في تشييء النساء.

نقدها للعلاقات الجنسية

تشدد شيلا جيفرِيز على أن العلاقات الجنسية في المجتمع الأبوي غالبًا ما تكون غير متكافئة. تذكر أن هذه العلاقات تعكس الديناميكيات الهرمية للسلطة، وتضر بالمرأة بشكل خاص. إنها تدعو إلى إعادة تقييم هذه العلاقات، وضرورة أن تكون مبنية على المساواة والاحترام المتبادل.

مساهمتها في الفكر النسوي

على الرغم من الجدل الذي يحيط بآرائها، إلا أن شيلا جيفرِيز قدمت مساهمات كبيرة في الفكر النسوي. لقد طرحت أسئلة مهمة حول الجنسانية، والجنس، والسلطة، والدعارة، والتكنولوجيا، والعبور الجنسي. أثارت هذه الأسئلة نقاشات حيوية، ودفعت النسويات إلى إعادة النظر في مواقفهن، وتطوير رؤى جديدة.

أعمالها البارزة

تشمل أعمال شيلا جيفرِيز البارزة ما يلي:

“الإغواء: النسوية والجنس” (1993)
“القضية النسوية” (1981)
“النساء والجسد: الجنس، الجسد، والصحة” (2000)
“الجنسانية المتحولة” (2014)

تأثيرها وميراثها

تركت شيلا جيفرِيز بصمة واضحة في الفكر النسوي. على الرغم من الجدل الذي أثارته آراؤها، إلا أنها ساهمت في فتح حوارات مهمة حول قضايا حيوية للمرأة. استمرت أفكارها في التأثير على النقاشات النسوية، وألهمت العديد من الباحثات والناشطات.

الجدل والنقد

واجهت آراء شيلا جيفرِيز نقدًا واسعًا من قبل بعض الجماعات النسوية، والمدافعين عن حقوق المتحولين جنسيًا. اتُهمت بـ “استبعاد المتحولين جنسيًا”، وباعتبارهم تهديدًا للمرأة. ومع ذلك، دافعت جيفرِيز عن مواقفها، مؤكدةً أنها تهدف إلى حماية حقوق المرأة، ومكافحة الاستغلال الجنسي.

العمل الأكاديمي والتقاعد

بعد تقاعدها من جامعة ملبورن، واصلت شيلا جيفرِيز الكتابة والنشاط في المجال النسوي. شاركت في المؤتمرات، وألقت المحاضرات، وساهمت في النقاشات العامة حول القضايا التي تهتم بها. لا تزال أفكارها قيد الدراسة والنقاش حتى اليوم.

مقاربة النسوية الراديكالية

تعتبر شيلا جيفرِيز من أبرز المنظرات التي تتبع مقاربة النسوية الراديكالية. هذه المقاربة تركز على أن النظام الأبوي هو المصدر الأساسي للقهر للمرأة، وتدعو إلى تغييرات جذرية في المجتمع، لإحداث مساواة حقيقية بين الجنسين. تتبنى جيفرِيز هذا المنظور في تحليلها للعلاقات الجنسية، والدعارة، والتكنولوجيا، وغيرها من القضايا.

أهمية أعمالها في العصر الحديث

في العصر الحديث، تكتسب أعمال شيلا جيفرِيز أهمية متزايدة. مع تزايد النقاشات حول حقوق المرأة، والتحول الجنسي، والتكنولوجيا، والدعارة، توفر أفكارها إطارًا تحليليًا هامًا. تساهم في فهم تعقيدات هذه القضايا، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات لحماية حقوق المرأة، ومكافحة الاستغلال.

التحديات التي تواجهها النسوية

تسلط أفكار جيفرِيز الضوء على التحديات التي تواجهها النسوية في العصر الحالي. من بين هذه التحديات: استغلال المرأة في الإباحية، والعنف ضد المرأة، والتأثير السلبي للتكنولوجيا، وصعود النزعة المحافظة. تساعد أفكارها في تحديد هذه التحديات، واقتراح حلول لها.

النقد الذاتي والمراجعات

بالإضافة إلى عملها الأكاديمي، شاركت شيلا جيفرِيز في مراجعة ومناقشة أفكارها بشكل مستمر. تقبلت النقد البناء، وحاولت تحسين مواقفها بناءً على الأدلة والمنطق. هذا الانفتاح على النقد ساهم في تطور فكرها، وزيادة تأثيرها.

المرأة والمجتمع الأبوي

يركز عمل جيفرِيز على العلاقة بين المرأة والمجتمع الأبوي. وهي ترى أن هذا المجتمع يمارس السيطرة على المرأة من خلال عدة آليات، مثل الجنسانية، والاقتصاد، والثقافة. تدعو إلى تفكيك هذه الآليات، لتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين.

النساء والمفاهيم الجنسانية

تنتقد شيلا جيفرِيز المفاهيم الجنسانية التقليدية، التي تحدد أدوارًا محددة لكل من الرجال والنساء. تذكر أن هذه المفاهيم تحد من قدرة المرأة على تحقيق إمكاناتها الكاملة. تدعو إلى تغيير هذه المفاهيم، وتعزيز المساواة في الفرص.

نقدها للإباحية وتأثيرها

تعارض شيلا جيفرِيز الإباحية، وتعتبرها شكلًا من أشكال العنف ضد المرأة. ترى أن الإباحية تساهم في تشييء المرأة، وتشويه صورة الجسد الأنثوي. تدعو إلى تنظيم هذه الصناعة، وحماية النساء من الآثار السلبية المحتملة.

النسوية والتقاطع

تؤمن شيلا جيفرِيز بأهمية النسوية التقاطعية، التي تأخذ في الاعتبار تجارب النساء المختلفات. تدرك أن النساء يواجهن تحديات مختلفة بناءً على العرق، والطبقة، والجنسانية، وغيرها من العوامل. تدعو إلى إيجاد حلول شاملة، تأخذ في الاعتبار هذه الاختلافات.

خاتمة

تُعد شيلا جيفرِيز شخصية مؤثرة في مجال النسوية الراديكالية، وقد تركت بصمة واضحة في الفكر النسوي. على الرغم من الجدل الذي يحيط بآرائها، إلا أنها قدمت مساهمات قيمة في تحليل السلطة الأبوية، والدعوة إلى المساواة بين الجنسين. يركز عملها على قضايا مثل العلاقات الجنسية، والدعارة، والتكنولوجيا، والعبور الجنسي، ويوفر إطارًا تحليليًا هامًا لفهم هذه القضايا المعقدة. لقد أثرت أفكارها في النقاشات النسوية، وألهمت العديد من الباحثات والناشطات، ولا تزال أعمالها قيد الدراسة والنقاش حتى اليوم.

المراجع

“`