نشأته وتعليمه
ولد يوليوس إيراسموس هيلجارد في بافاريا بألمانيا. تلقى تعليمه الأولي في أوروبا، حيث درس الرياضيات والعلوم والهندسة. كان شغفه بالعلوم واضحًا منذ صغره، مما دفعه إلى متابعة دراساته العليا في هذا المجال. هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان شابًا، واستقرت في فيلادلفيا.
حياته المهنية
بدأ هيلجارد حياته المهنية في الولايات المتحدة كمهندس مساحة. سرعان ما لفت انتباه المسؤولين الحكوميين بمهاراته وقدراته، وفي عام 1845، تم تعيينه في هيئة المسح الساحلي والجيوديسي الأمريكية (United States Coast Survey)، وهي وكالة حكومية مسؤولة عن رسم الخرائط الساحلية وإجراء المسوحات الجيوديسية. عمل هيلجارد في الهيئة لأكثر من أربعة عقود، وشغل مناصب قيادية مختلفة، بما في ذلك منصب المشرف.
خلال فترة عمله في هيئة المسح الساحلي والجيوديسي، قاد هيلجارد العديد من المشاريع الهامة، بما في ذلك تحديد خطوط الطول والعرض الدقيقة للعديد من المدن والبلدات الأمريكية. كما أشرف على تطوير أدوات وتقنيات جديدة للمسح والقياس، مما ساهم في تحسين دقة الخرائط والمسوحات.
كان هيلجارد عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية والهندسية المرموقة، بما في ذلك الأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الفلسفية الأمريكية. نشر العديد من المقالات والأوراق البحثية حول الجيوديسيا والقياسات الأرضية، والتي لا تزال تعتبر من المراجع الهامة في هذا المجال.
إسهاماته في علم الجيوديسيا
تعتبر إسهامات يوليوس إيراسموس هيلجارد في علم الجيوديسيا كبيرة ومتعددة. من أبرز هذه الإسهامات:
- تطوير أدوات وتقنيات جديدة للمسح والقياس: قام هيلجارد بتطوير العديد من الأدوات والتقنيات الجديدة التي ساهمت في تحسين دقة الخرائط والمسوحات. على سبيل المثال، قام بتطوير طريقة جديدة لتحديد خطوط الطول والعرض باستخدام التلسكوبات الفلكية.
- إجراء المسوحات الجيوديسية الدقيقة: قاد هيلجارد العديد من المشاريع الهامة لإجراء المسوحات الجيوديسية الدقيقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ساعدت هذه المسوحات في تحديد المواقع الجغرافية الدقيقة للمدن والبلدات والمعالم الأخرى.
- تطوير الخرائط الدقيقة: ساهم هيلجارد في تطوير الخرائط الدقيقة للولايات المتحدة، والتي كانت ضرورية للتنمية الاقتصادية والعسكرية للبلاد.
- تدريب المهندسين والعلماء: قام هيلجارد بتدريب العديد من المهندسين والعلماء الذين أصبحوا قادة في مجال الجيوديسيا والقياسات الأرضية.
إسهاماته في توحيد القياسات
كان هيلجارد من أبرز الداعين إلى توحيد القياسات في الولايات المتحدة. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تستخدم مجموعة متنوعة من وحدات القياس المختلفة، مما أدى إلى الارتباك والأخطاء. رأى هيلجارد أن توحيد القياسات سيحسن الكفاءة والدقة في جميع مجالات الحياة، من التجارة إلى العلوم.
عمل هيلجارد بجد لتعزيز استخدام النظام المتري في الولايات المتحدة. كان يعتقد أن النظام المتري كان نظامًا أكثر منطقية وسهولة في الاستخدام من النظام الإنجليزي للقياسات. كتب العديد من المقالات والأوراق البحثية حول فوائد النظام المتري، وتحدث أمام الكونجرس لدعم تشريع يجعله النظام القياسي الرسمي في الولايات المتحدة.
على الرغم من أن جهود هيلجارد لم تنجح في جعل النظام المتري هو النظام القياسي الرسمي في الولايات المتحدة، إلا أنها ساهمت في زيادة الوعي بفوائد توحيد القياسات. اليوم، يتم استخدام النظام المتري على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وخاصة في العلوم والهندسة.
الحياة الشخصية
تزوج يوليوس إيراسموس هيلجارد من ماري هيل في عام 1852. كان لديهما ستة أطفال. كان هيلجارد رجلاً مثقفًا ومحبًا للمعرفة، وكان يتحدث بطلاقة عدة لغات. كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا، وكان يعزف على البيانو والكمان.
وفاته
توفي يوليوس إيراسموس هيلجارد في 8 مايو 1891 في واشنطن العاصمة. ترك وراءه إرثًا كبيرًا من الإنجازات في مجال الجيوديسيا والقياسات الأرضية. لا يزال يُذكر كواحد من أبرز المهندسين والعلماء في القرن التاسع عشر.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لإسهاماته العديدة، حصل يوليوس إيراسموس هيلجارد على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- عضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم
- عضوية الجمعية الفلسفية الأمريكية
- وسام الاستحقاق من الإمبراطورية الألمانية
إرثه
لا يزال إرث يوليوس إيراسموس هيلجارد محسوسًا حتى اليوم. ساهمت أعماله في تطوير الخرائط الدقيقة والمسوحات الجيوديسية، والتي لا تزال تستخدم في مجموعة متنوعة من التطبيقات، من الملاحة إلى البناء. كما ساهم في تعزيز استخدام النظام المتري في الولايات المتحدة، وهو النظام الذي يستخدم على نطاق واسع في العلوم والهندسة اليوم.
كان هيلجارد أيضًا معلمًا وموجهًا للعديد من المهندسين والعلماء الشباب، الذين أصبحوا قادة في مجال الجيوديسيا والقياسات الأرضية. لقد ألهمهم شغفه بالعلوم ورغبته في جعل العالم مكانًا أفضل.
خاتمة
يوليوس إيراسموس هيلجارد كان مهندسًا وعالمًا بارزًا ترك بصمة واضحة في مجال الجيوديسيا والقياسات الأرضية. من خلال تطوير أدوات وتقنيات جديدة، وإجراء المسوحات الجيوديسية الدقيقة، وتطوير الخرائط الدقيقة، ساهم هيلجارد بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، كان هيلجارد من أبرز الداعين إلى توحيد القياسات، وعمل بجد لتعزيز استخدام النظام المتري في الولايات المتحدة. لقد كان شخصية مؤثرة ألهمت العديد من المهندسين والعلماء الشباب، وسيظل إرثه محسوسًا للأجيال القادمة.