مقدمة
ديفيد جون هيو كوكاين (بالإنجليزية: David John Hugh Cockayne) الحاصل على زمالة الجمعية الملكية وزميل معهد الفيزياء (19 مارس 1942 – 22 ديسمبر 2010) كان أستاذًا في الفحص الفيزيائي للمواد في قسم المواد بجامعة أكسفورد. اشتهر كوكاين بإسهاماته الرائدة في تطوير واستخدام مجهر إلكتروني قوي لدراسة العيوب البلورية وتحديد التركيب الذري للمواد.
نشأته وتعليمه
ولد ديفيد كوكاين في 19 مارس 1942، وتلقى تعليمه في مدرسة كانفورد قبل أن يلتحق بكلية تشرشل بجامعة كامبريدج. حصل على درجة البكالوريوس في عام 1963 ثم درجة الدكتوراه في عام 1967، حيث ركزت أبحاثه على دراسة العيوب البلورية في المعادن باستخدام المجهر الإلكتروني للإرسال (TEM). وقد وضع هذا العمل الأساس لمسيرته المهنية المتميزة في هذا المجال.
المسيرة المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم كوكاين إلى جامعة أكسفورد كزميل باحث في عام 1967. ثم أصبح محاضرًا جامعيًا في قسم المعادن في عام 1972. في عام 1989، تمت ترقيته إلى أستاذ في الفحص الفيزيائي للمواد، وهو المنصب الذي شغله حتى وفاته في عام 2010. خلال مسيرته المهنية في أكسفورد، أشرف كوكاين على العديد من طلاب الدكتوراه وقام بتدريس العديد من الدورات في علم المواد وتقنيات المجهر الإلكتروني.
إسهاماته العلمية
كان ديفيد كوكاين شخصية رائدة في مجال المجهر الإلكتروني، وقد قدم إسهامات كبيرة في تطوير وتطبيق هذه التقنية لفهم المواد على المستوى الذري. تشمل أبرز إسهاماته:
- تطوير تقنيات المجهر الإلكتروني عالي الدقة (HREM): لعب كوكاين دورًا حاسمًا في تطوير تقنيات HREM، مما سمح للعلماء بتصوير بنية المواد على مستوى الذرة. وقد أدت هذه التقنية إلى اكتشافات مهمة في مجالات علم المواد والفيزياء والكيمياء.
- دراسة العيوب البلورية: استخدم كوكاين المجهر الإلكتروني لدراسة العيوب البلورية في مجموعة واسعة من المواد، بما في ذلك المعادن وأشباه الموصلات والسيراميك. وقد ساعدت أبحاثه في فهم سلوك المواد وتطوير مواد جديدة ذات خصائص محسنة.
- تحديد التركيب الذري للمواد: طور كوكاين طرقًا جديدة لتحديد التركيب الذري للمواد باستخدام المجهر الإلكتروني. وقد سمحت هذه الطرق للعلماء بدراسة بنية المواد المعقدة، مثل المواد النانوية والمواد غير المتبلورة.
- تطوير برامج المحاكاة الحاسوبية: قام كوكاين بتطوير برامج المحاكاة الحاسوبية التي تسمح للعلماء بمحاكاة صور المجهر الإلكتروني. وقد ساعدت هذه البرامج في تفسير صور المجهر الإلكتروني وفهم بنية المواد بشكل أفضل.
لقد كان لأعمال كوكاين تأثير كبير على مجال علم المواد، وقد ساهم في تطوير مواد جديدة ذات خصائص محسنة. كما ساعدت أبحاثه في فهم سلوك المواد في ظل الظروف القاسية، مثل درجات الحرارة المرتفعة والضغط العالي.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لإسهاماته العلمية المتميزة، حصل ديفيد كوكاين على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- انتخابه زميلًا للجمعية الملكية (FRS) في عام 1984.
- جائزة ديرك من معهد الفيزياء في عام 1993.
- جائزة هيوم روثري من الجمعية الملكية في عام 2004.
حياته الشخصية
كان ديفيد كوكاين شخصًا محترمًا ومحبوبًا من قبل زملائه وطلابه. كان يتمتع بشخصية ودودة ومرحة، وكان دائمًا على استعداد لتقديم المساعدة للآخرين. كان لديه شغف كبير بعمله، وكان دائمًا يبحث عن طرق جديدة لتحسين تقنيات المجهر الإلكتروني. كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا، وكان يعزف على البيانو والكمان. كان متزوجًا ولديه ثلاثة أطفال.
إرثه
ترك ديفيد كوكاين إرثًا دائمًا في مجال علم المواد. فقد ساهم في تطوير تقنيات المجهر الإلكتروني التي تستخدم الآن على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. كما ألهم العديد من الطلاب والباحثين لمتابعة مهن في هذا المجال. سيظل اسمه مرتبطًا بالاكتشافات والاختراقات الهامة في فهم بنية المواد وسلوكها.
أهم منشوراته
نشر ديفيد كوكاين أكثر من 300 ورقة بحثية في المجلات العلمية المحكمة. تشمل بعض أهم منشوراته:
- “High-resolution electron microscopy and structural imaging” (1981)
- “An introduction to the theory of dynamic electron diffraction” (1972)
- “Convergent beam electron diffraction” (1984)
خاتمة
كان ديفيد كوكاين عالمًا بارزًا في مجال علم المواد والمجهر الإلكتروني. قدم إسهامات كبيرة في تطوير تقنيات المجهر الإلكتروني عالي الدقة، واستخدم هذه التقنيات لدراسة العيوب البلورية وتحديد التركيب الذري للمواد. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله، وسيظل إرثه دائمًا في هذا المجال.