مجموعة العمال المستقلين (Labour Independent Group)

خلفية تاريخية

في السنوات التي سبقت تشكيل مجموعة العمال المستقلين، شهد حزب العمال سلسلة من التحديات. واجه الحزب اتهامات بمعاداة السامية، والتي أدت إلى تحقيق داخلي وخلافات واسعة. كما كان الحزب منقسماً بشدة بشأن قضية البريكست، حيث أراد بعض الأعضاء إجراء استفتاء ثانٍ على الخروج من الاتحاد الأوروبي، بينما كان آخرون يحترمون نتيجة استفتاء عام 2016. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك انتقادات متزايدة لقيادة حزب العمال بقيادة جيريمي كوربين.

أدت هذه العوامل مجتمعة إلى شعور بالإحباط وخيبة الأمل بين بعض أعضاء البرلمان عن حزب العمال. شعر هؤلاء النواب بأن الحزب لم يعد يمثل قيمهم أو اهتماماتهم، وأنهم لم يعودوا قادرين على العمل بفعالية داخل الحزب. نتيجة لذلك، قرروا ترك حزب العمال وتشكيل مجموعة جديدة.

تشكيل المجموعة

في 18 فبراير 2019، أعلن سبعة نواب من حزب العمال (اثنان منهم انضما لاحقًا إلى حزب الديمقراطيين الليبراليين) استقالتهم من الحزب. انضم هؤلاء النواب السبعة إلى مجموعة مستقلة في البرلمان. في 20 فبراير، أعلنت ثلاثة نواب آخرين من حزب العمال استقالتهم، وانضموا إلى المجموعة المستقلة. ومع ذلك، لم يُطلق على المجموعة اسم “مجموعة العمال المستقلين” حتى 20 فبراير 2019. النواب الخمسة الذين شكلوا نواة مجموعة العمال المستقلين هم:

لوسيان بيرغر (عن دائرة ليفربول ريفرديل)
آن كافيل (عن دائرة باث)
تشوكا أومونا (عن دائرة ستريتهام)
غافين روبسون (عن دائرة ساوث شيلدز)
مايك غيبس (عن دائرة بورتسموث الجنوبية)

كانت هذه المجموعة من النواب تمثل مجموعة متنوعة من الآراء والأيديولوجيات، لكنهم اتحدوا في رغبتهم في ترك حزب العمال وتشكيل قوة سياسية جديدة. اعتقدوا أن حزب العمال قد انحرف عن مساره، وأنهم بحاجة إلى صوت جديد في السياسة البريطانية. كان هؤلاء الأعضاء جميعًا من المعارضين للبريكست، وكانوا يسعون إلى إجراء استفتاء ثانٍ على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

أهداف وغايات

كانت أهداف مجموعة العمال المستقلين غير واضحة في البداية. لم يكن لدى المجموعة برنامج سياسي واضح أو أيديولوجية محددة. ومع ذلك، ذكر النواب أنهم يريدون إنشاء سياسة جديدة قائمة على الوسط، وتحدي الأحزاب السياسية الرئيسية، والعمل من أجل مصلحة البلاد. كما أعربوا عن رغبتهم في معالجة قضايا مثل الفقر، وعدم المساواة، وتغير المناخ. كما أرادوا أن يكونوا صوتاً للمواطنين الذين يشعرون بأنهم مهملون من قبل الأحزاب السياسية الرئيسية.

أعربت المجموعة عن رغبتها في تشكيل حزب سياسي جديد في المستقبل. ومع ذلك، لم يكن هناك وقت كافٍ قبل الانتخابات العامة لعام 2019 لتحقيق ذلك.

ردود الفعل

أثار تشكيل مجموعة العمال المستقلين ردود فعل متباينة. رحب بعض الأشخاص بالمجموعة كقوة جديدة في السياسة البريطانية، بينما انتقدها آخرون على أنها انقسامية وغير ضرورية. رحب بعض المراقبين السياسيين بهذه الخطوة، معتبرين أنها فرصة لإعادة تشكيل السياسة البريطانية. اعتقدوا أن المجموعة يمكن أن تجذب الناخبين الذين سئموا من الأحزاب السياسية الرئيسية.

من ناحية أخرى، انتقد آخرون المجموعة ووصفوها بأنها فاشلة. جادلوا بأن المجموعة لم يكن لديها فرصة للنجاح، وأنها ستؤدي فقط إلى تقسيم أصوات المعارضة. تعرضت المجموعة لانتقادات بسبب عدم وجود برنامج سياسي واضح، ولعدم قدرتها على تقديم رؤية متماسكة للمستقبل.

الانتخابات الأوروبية لعام 2019

في أبريل 2019، أعلنت المجموعة عن أنها ستخوض الانتخابات الأوروبية لعام 2019. غيرت المجموعة اسمها إلى “التغيير البريطاني” وأصدرت قائمة من المرشحين. ومع ذلك، لم تفز المجموعة بأي مقاعد في الانتخابات. تعرضت المجموعة لانتقادات بسبب ضعف حملتها الانتخابية وعدم قدرتها على حشد الدعم الشعبي.

بعد الانتخابات الأوروبية، بدأ الدعم لمجموعة العمال المستقلين في التدهور. انضم بعض النواب إلى أحزاب سياسية أخرى، بينما أصبح آخرون مستقلين. بحلول نهاية عام 2019، كانت المجموعة قد اختفت إلى حد كبير من المشهد السياسي البريطاني.

أسباب الفشل

هناك عدة أسباب لفشل مجموعة العمال المستقلين. أحد الأسباب هو أن المجموعة لم يكن لديها برنامج سياسي واضح أو أيديولوجية محددة. لم يتمكن النواب من الاتفاق على رؤية مشتركة للمستقبل. سبب آخر هو أن المجموعة كانت تعاني من نقص في الخبرة التنظيمية والمالية. لم يكن لدى المجموعة البنية التحتية اللازمة لإطلاق حملة انتخابية ناجحة.

بالإضافة إلى ذلك، واجهت المجموعة تحديات كبيرة من الأحزاب السياسية الرئيسية. هاجم حزب العمال والمحافظون المجموعة بشدة، واتهموها بأنها غير ضرورية. أدت هذه الهجمات إلى إضعاف دعم المجموعة. بالإضافة إلى ذلك، لم تتمكن المجموعة من جذب اهتمام وسائل الإعلام. كان من الصعب على المجموعة الحصول على تغطية إعلامية إيجابية، مما جعل من الصعب عليها بناء الدعم الشعبي.

إرث المجموعة

على الرغم من قصر عمرها، تركت مجموعة العمال المستقلين بصمة ملحوظة في المشهد السياسي البريطاني. أثارت المجموعة نقاشات حول مستقبل حزب العمال والسياسة البريطانية بشكل عام. كما أثارت المجموعة نقاشات حول دور النواب في البرلمان، وحقوقهم في الاستقالة من أحزابهم. أظهرت المجموعة أن السياسة البريطانية يمكن أن تكون متقلبة وغير متوقعة.

على الرغم من فشلها في الانتخابات، فإن مجموعة العمال المستقلين تركت إرثًا دائمًا. أظهرت المجموعة أن هناك رغبة في التغيير في السياسة البريطانية. كما أظهرت المجموعة أن الأحزاب السياسية الرئيسية لم تعد تسيطر بالكامل على المشهد السياسي.

العلاقة مع الأحزاب السياسية الأخرى

خلال فترة وجودها القصيرة، كان لدى مجموعة العمال المستقلين علاقات متوترة مع الأحزاب السياسية الرئيسية الأخرى. كانت المجموعة تنتقد حزب العمال والمحافظين بشدة، واتهمتهم بأنهم لم يعودوا يمثلون مصالح الشعب البريطاني. أدى ذلك إلى تبادل الاتهامات والاتهامات المضادة بين المجموعة والأحزاب السياسية الرئيسية.

لم تسعَ المجموعة إلى إقامة تحالفات رسمية مع الأحزاب السياسية الأخرى. ومع ذلك، كانت هناك بعض التعاونات غير الرسمية مع الديمقراطيين الليبراليين. كان هذا التعاون يهدف إلى معارضة سياسات حزب العمال والمحافظين. بشكل عام، كانت علاقات مجموعة العمال المستقلين مع الأحزاب السياسية الأخرى عدائية.

تأثير البريكست

كان للبريكست تأثير كبير على مجموعة العمال المستقلين. كان جميع النواب الذين شكلوا المجموعة من المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي. اعتقدوا أن البريكست سيضر بالاقتصاد البريطاني، وأنه سيعزل المملكة المتحدة عن بقية العالم. استخدمت المجموعة البريكست كسبب رئيسي لتشكيل المجموعة. كانوا يأملون في لعب دور في وقف البريكست أو التخفيف من آثاره.

أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تقسيم المجموعة. انضم بعض النواب إلى أحزاب سياسية أخرى، بينما أصبح آخرون مستقلين. أدى هذا الانقسام إلى إضعاف المجموعة وإلى فشلها في النهاية.

التقييم

كانت مجموعة العمال المستقلين تجربة سياسية مثيرة للاهتمام. أظهرت المجموعة أن هناك رغبة في التغيير في السياسة البريطانية. ومع ذلك، فشلت المجموعة في تحقيق أهدافها. هناك عدة أسباب لهذا الفشل، بما في ذلك عدم وجود برنامج سياسي واضح، ونقص الخبرة التنظيمية والمالية، والمواجهة مع الأحزاب السياسية الرئيسية. على الرغم من فشلها، تركت مجموعة العمال المستقلين بصمة ملحوظة في المشهد السياسي البريطاني.

خاتمة

في الختام، كانت مجموعة العمال المستقلين مبادرة سياسية طموحة، لكنها قصيرة الأمد في المملكة المتحدة. تأسست من قبل نواب سابقين في حزب العمال الذين اختلفوا مع قيادة الحزب وسياساته، وخاصة فيما يتعلق بمسائل مثل البريكست ومعاداة السامية. على الرغم من أنها لم تحقق أهدافها الانتخابية، فقد أثارت المجموعة نقاشات مهمة حول مستقبل حزب العمال والسياسة البريطانية بشكل عام. فشلت المجموعة بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك نقص الدعم الشعبي، والافتقار إلى برنامج سياسي متماسك، والتحديات من الأحزاب السياسية الرئيسية. على الرغم من قصر عمرها، تركت مجموعة العمال المستقلين إرثًا دائمًا في المشهد السياسي البريطاني، مما يدل على أن السياسة يمكن أن تكون متقلبة وغير متوقعة.

المراجع

“`