القطار البريطاني من الفئة 140 (British Rail Class 140)

التاريخ والتطور

بدأ تطوير القطار من الفئة 140 في أواخر السبعينيات، كجزء من مبادرة أكبر لشركة British Rail لتحديث أسطولها وتقليل التكاليف التشغيلية. كان تصميم Pacer مبنيًا على هيكل الحافلات، وهي استراتيجية سمحت باستخدام مكونات موجودة بالفعل، مما أدى إلى تقليل التكاليف وتسهيل الصيانة. تم بناء النماذج الأولية في مصنع British Rail Engineering Limited (BREL) في يورك.

تم تصميم القطار من الفئة 140 ليكون خفيف الوزن واقتصاديًا في استهلاك الوقود. استخدمت القطارات محركات ديزل صغيرة نسبيًا، وكانت مصممة للعمل في مجموعات متعددة، مما يسمح بزيادة السعة حسب الحاجة. تميزت هذه القطارات بتصميم داخلي بسيط، مع مقاعد قليلة التكلفة، وذلك لخفض التكاليف الإجمالية.

التصميم والمواصفات الفنية

تميز القطار من الفئة 140 بتصميم فريد من نوعه، حيث جمع بين تكنولوجيا السكك الحديدية التقليدية وهيكل الحافلات. هذا التصميم جعلها مختلفة بشكل ملحوظ عن قطارات الركاب الأخرى في ذلك الوقت. كان هيكل القطار مبنيًا على تصميم الحافلات من نوع Leyland National، مما أعطاه مظهرًا مربعًا ومميزًا. ساهم هذا النهج في خفض تكاليف الإنتاج والصيانة، حيث كانت الأجزاء متوفرة بسهولة.

المواصفات الفنية الرئيسية:

هيكل: مبني على هيكل حافلات Leyland National.
المحركات: محركات ديزل صغيرة نسبيًا.
التروس: علبة تروس ميكانيكية.
السرعة القصوى: حوالي 75 ميلاً في الساعة (121 كم/ساعة).
السعة: تتفاوت حسب التكوين، وعادة ما تتراوح بين 100 و 150 راكبًا.

كان القطار من الفئة 140 مجهزًا بنظام تعليق هوائي لتحسين راحة الركاب، بالإضافة إلى نظام فرملة يعمل بالهواء المضغوط. على الرغم من بساطة التصميم، إلا أنه كان عمليًا ومناسبًا للخطوط الإقليمية ذات الحركة الخفيفة إلى المتوسطة.

التشغيل والخدمة

دخلت القطارات من الفئة 140 الخدمة في أوائل الثمانينيات، وكانت تعمل بشكل أساسي على الخطوط الإقليمية في جميع أنحاء بريطانيا. كان من المفترض أن تكون هذه القطارات بمثابة حل مؤقت، ولكن بسبب فعاليتها من حيث التكلفة وسهولة التشغيل، بقيت في الخدمة لفترة أطول مما كان متوقعًا في البداية. تم تشغيل هذه القطارات في مناطق مختلفة، بما في ذلك شمال إنجلترا، وويلز، وأجزاء من اسكتلندا.

على الرغم من بساطة التصميم، أثبتت القطارات من الفئة 140 أنها موثوقة إلى حد كبير وفعالة في استهلاك الوقود. ومع ذلك، لم تكن تجربة الركاب دائمًا مثالية. كان التصميم الداخلي الأساسي، والمقاعد الصلبة، والضوضاء الناتجة عن المحركات من بين العوامل التي انتقدها الركاب. على الرغم من ذلك، نظرًا لانخفاض تكاليف التشغيل والصيانة، فقد أدت القطارات وظيفتها في توفير خدمة نقل ركاب أساسية وفعالة.

المشاكل والتحديات

واجهت القطارات من الفئة 140 بعض المشاكل والتحديات خلال فترة خدمتها. كان تصميمها، الذي يعتمد على هيكل الحافلات، عرضة للتآكل والاهتزازات، مما أدى إلى زيادة تكاليف الصيانة بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن راحة الركاب على نفس مستوى القطارات الحديثة، حيث كانت المقاعد صلبة نسبيًا، وكانت الضوضاء والاهتزازات ملحوظة.

على الرغم من هذه التحديات، استمر تشغيل القطارات من الفئة 140 لعدة سنوات، وأثبتت أنها وسيلة نقل اقتصادية للخطوط الإقليمية. ومع ذلك، مع تقدم التكنولوجيا وزيادة توقعات الركاب، بدأت الحاجة إلى قطارات أكثر حداثة وراحة في الظهور.

التطورات والتحسينات

على الرغم من أن القطارات من الفئة 140 كانت في الأصل نموذجًا أوليًا، إلا أنها شهدت بعض التطورات والتحسينات على مر السنين. تم إجراء بعض التعديلات لتحسين راحة الركاب، مثل إضافة بعض العزل الصوتي وتحديث تصميم المقاعد. ومع ذلك، ظلت التحسينات محدودة بسبب القيود المفروضة على التصميم الأساسي.

ساهمت الخبرة المكتسبة من تشغيل القطارات من الفئة 140 في تطوير قطارات Pacer الأخرى، والتي أصبحت أكثر انتشارًا في جميع أنحاء بريطانيا. تم تصميم هذه القطارات لتحسين بعض المشاكل التي واجهتها الفئة 140، مثل زيادة الراحة وتقليل الضوضاء والاهتزازات.

إرث القطار من الفئة 140

ترك القطار من الفئة 140 إرثًا هامًا في تاريخ السكك الحديدية البريطانية. على الرغم من أنها كانت مجرد نموذج أولي، فقد مهدت الطريق لقطارات Pacer الأخرى، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا من شبكة السكك الحديدية الإقليمية في المملكة المتحدة لسنوات عديدة. أظهرت الفئة 140 إمكانات استخدام هياكل الحافلات في تصميم القطارات، مما أثر على تصميم وتصنيع القطارات اللاحقة.

اليوم، لم تعد القطارات من الفئة 140 قيد التشغيل، ولكنها لا تزال تذكرنا بفترة تحول في تاريخ السكك الحديدية البريطانية. إنها تمثل محاولة جريئة لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة، مع الحفاظ على توفير خدمات النقل الأساسية للمجتمعات المحلية.

القطارات من سلسلة Pacer

كان القطار من الفئة 140 بمثابة نقطة انطلاق لسلسلة أوسع من قطارات Pacer. تميزت هذه القطارات بتصميم مماثل يعتمد على هيكل الحافلات، ولكنها شهدت تحسينات وتعديلات بناءً على الخبرة المكتسبة من الفئة 140. كانت قطارات Pacer الأخرى، مثل الفئة 141، و 142، و 143، و 144، أكثر انتشارًا في جميع أنحاء بريطانيا.

على الرغم من أن قطارات Pacer كانت موضع جدل بسبب تصميمها الأساسي وراحتها المحدودة، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في توفير خدمات نقل ركاب فعالة من حيث التكلفة للعديد من المجتمعات. ساهمت هذه القطارات في الحفاظ على شبكة السكك الحديدية الإقليمية وتشغيلها حتى وصول قطارات أكثر حداثة.

نهاية الخدمة والاستبدال

بدأت القطارات من الفئة 140 في الخروج من الخدمة في أواخر التسعينيات وبداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تم استبدالها بقطارات أكثر حداثة وراحة. كان السبب الرئيسي لهذا الاستبدال هو انتهاء عمر هذه القطارات الافتراضي والحاجة إلى تحسين تجربة الركاب. تم استبدال قطارات Pacer الأخرى أيضًا بقطارات جديدة خلال نفس الفترة.

شهدت القطارات البديلة تحسينات كبيرة في التصميم والتكنولوجيا، مما أدى إلى تحسين راحة الركاب وتقليل الضوضاء والاهتزازات. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه القطارات الجديدة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، مما ساهم في تقليل التكاليف التشغيلية وتقليل الأثر البيئي.

خاتمة

كان القطار البريطاني من الفئة 140 بمثابة خطوة رائدة في تاريخ السكك الحديدية البريطانية، حيث كان النموذج الأولي لقطارات Pacer. على الرغم من بساطة التصميم، أثبتت هذه القطارات أنها وسيلة نقل فعالة من حيث التكلفة للخطوط الإقليمية. ساهمت هذه القطارات في الحفاظ على شبكة السكك الحديدية وتشغيلها، ومهدت الطريق لتطوير قطارات Pacer الأخرى الأكثر انتشارًا. على الرغم من أنها لم تعد قيد التشغيل، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، كدليل على الابتكار والسعي إلى إيجاد حلول فعالة من حيث التكلفة في صناعة النقل.

المراجع

“`