النشأة والتعليم
تلقى والير تعليمه في أماكن متعددة، مما شكل أساسًا قويًا لمسيرته المهنية المستقبلية. التحق بمدرسة إيتون، وهي مدرسة داخلية مرموقة في إنجلترا، حيث تلقى تعليمًا كلاسيكيًا وعلميًا. وقد أتاحت له هذه التجربة تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل. بعد ذلك، التحق بكلية كينجز في كامبريدج، حيث درس التاريخ. هناك، تعمق في فهمه للتاريخ والسياسة، مما ساعده في تشكيل آرائه السياسية. خلال دراسته الجامعية، أظهر اهتمامًا كبيرًا بالمسائل العامة والسياسية، مما دفعه إلى الانخراط في الحياة الطلابية والأنشطة السياسية.
لم تقتصر اهتمامات والير على الدراسة الأكاديمية فحسب، بل شارك أيضًا في الأنشطة الرياضية. كان لاعبًا ماهرًا في الكريكيت، ومارس هذه الرياضة على مستوى عالٍ. وقد ساعدته هذه المشاركة في الرياضة على تطوير صفات القيادة والعمل الجماعي. بعد تخرجه من الجامعة، بدأ والير مسيرته المهنية في مجال السياسة، مستفيدًا من تعليمه وخبراته المتراكمة.
الحياة السياسية المبكرة
بدأ غاري والير مسيرته السياسية في وقت مبكر نسبيًا. انضم إلى حزب المحافظين، الحزب السياسي الرئيسي في المملكة المتحدة، وأصبح عضوًا نشطًا فيه. في عام 1979، انتُخب عضوًا في البرلمان عن دائرة كيلي، وهي منطقة في شمال يوركشاير. كان انتخابه بمثابة بداية لمسيرة طويلة ومؤثرة في البرلمان.
خلال سنواته الأولى في البرلمان، عمل والير بجد لتعزيز مصالح دائرته الانتخابية. كان مهتمًا بشكل خاص بقضايا مثل الزراعة والتنمية الريفية. كما كان مدافعًا قويًا عن الشركات الصغيرة والقطاع الخاص. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كبرلماني مجتهد ومخلص لعمله.
بمرور الوقت، أصبح والير شخصية بارزة في حزب المحافظين. شغل مناصب مختلفة داخل الحزب، بما في ذلك منصب السكرتير البرلماني الخاص للعديد من الوزراء. كما كان عضوًا في عدد من اللجان البرلمانية، حيث ساهم في صياغة التشريعات والمشاركة في المناقشات حول القضايا الوطنية.
المساهمات البرلمانية
خلال فترة عمله في البرلمان، قدم غاري والير مساهمات كبيرة في الحياة السياسية في المملكة المتحدة. كان مدافعًا قويًا عن سياسات السوق الحرة وتقليل التدخل الحكومي في الاقتصاد. آمن بأن هذه السياسات ضرورية لتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار.
كان والير أيضًا مؤيدًا قويًا للاتحاد الأوروبي، وكان يعتقد أن عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي تعود بالنفع على البلاد. شارك بنشاط في المناقشات حول قضايا الاتحاد الأوروبي، ودعم بقوة البقاء في الاتحاد.
بالإضافة إلى ذلك، كان والير مهتمًا بقضايا البيئة. دعا إلى اتخاذ إجراءات للحد من التلوث وحماية الموارد الطبيعية. كان يعتقد أن حماية البيئة أمر ضروري لتحقيق التنمية المستدامة.
شارك والير في العديد من اللجان البرلمانية، بما في ذلك لجنة الشؤون الخارجية ولجنة البيئة واللجنة المشتركة المعنية بحقوق الإنسان. من خلال عمله في هذه اللجان، ساهم في صياغة التشريعات وإجراء الرقابة على الحكومة.
المواقف السياسية
كانت آراء غاري والير السياسية متجذرة في مبادئ المحافظة. آمن بأهمية المسؤولية الفردية والحرية الاقتصادية والأسرة القوية. كان يعتقد أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا محدودًا في الاقتصاد، وأن الأفراد والشركات يجب أن يكونوا أحرارًا في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، كان والير مؤيدًا قويًا للعلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين. كان يعتقد أن التعاون الدولي أمر ضروري لمواجهة التحديات العالمية مثل الإرهاب وتغير المناخ.
على الرغم من كونه محافظًا، إلا أن والير كان يتمتع بسمعة طيبة بأنه براغماتي ومنفتح العقل. كان مستعدًا للتعاون مع السياسيين من جميع الأحزاب لإيجاد حلول للمشاكل. كما كان يتمتع بحس فكاهي جيد، مما ساعده على بناء علاقات مع زملائه في البرلمان.
الحياة الشخصية
كان غاري والير متزوجًا من إليزابيث وكان لديهما ثلاثة أطفال. كان معروفًا بأنه رجل عائلة مخلص، وكان يستمتع بقضاء الوقت مع زوجته وأطفاله. كان لديه اهتمامات مختلفة خارج السياسة، بما في ذلك القراءة والبستنة. كان أيضًا من محبي الكريكيت، وكان يستمتع بمشاهدة المباريات والمشاركة فيها.
بالإضافة إلى ذلك، كان والير معروفًا باهتمامه بالزراعة. كان يمتلك مزرعة في شمال يوركشاير، حيث كان يشارك في إدارة الأراضي والأنشطة الزراعية. كان هذا الاهتمام بالزراعة مرتبطًا بدعمه للقضايا الريفية وحرصه على تعزيز مصالح دائرته الانتخابية.
الوفاة والإرث
توفي غاري والير في 21 يوليو 2017، عن عمر يناهز 72 عامًا. وقد أدى رحيله إلى صدمة وحزن كبيرين في عالم السياسة وفي دائرة كيلي الانتخابية. أشاد به السياسيون من جميع الأحزاب كبرلماني مخلص ومحترم.
ترك والير إرثًا من التفاني في الخدمة العامة والالتزام بمبادئ المحافظة. ساهمت مساهماته في البرلمان في تشكيل السياسات والمناقشات الوطنية. كما ترك انطباعًا دائمًا على زملائه، الذين أشادوا به كصديق وزميل موثوق به.
يُذكر غاري والير كشخصية محورية في تاريخ حزب المحافظين، وكشخص دافع عن مصالح دائرته الانتخابية وعن قيمه. كان إرثه بمثابة تذكير بأهمية النزاهة والعمل الجاد في السياسة.
خاتمة
كان غاري والير سياسيًا بريطانيًا محافظًا بارزًا، خدم كعضو في البرلمان عن دائرة كيلي. ترك بصمة كبيرة في الحياة السياسية البريطانية من خلال دعمه لسياسات السوق الحرة والاتحاد الأوروبي، ومساهماته في اللجان البرلمانية. كان معروفًا بتفانيه في الخدمة العامة والتزامه بمبادئ المحافظة. توفي في عام 2017، تاركًا إرثًا من العمل الجاد والنزاهة في عالم السياسة.
المراجع
- صفحة غاري والير على ويكيبيديا
- السيرة الذاتية لغاري والير في البرلمان البريطاني
- رثاء غاري والير في صحيفة الغارديان
- مقال عن وفاة غاري والير في صحيفة الإندبندنت
“`