وليام سمنر (William Sumner)

ويليام غراهام سمنر (William Graham Sumner)

ولد ويليام غراهام سمنر في 30 أكتوبر 1840، وتوفي في 12 أبريل 1910. كان أستاذًا أمريكيًا في علم الاجتماع، واقتصاديًا، ومدافعًا عن مبادئ الليبرالية الكلاسيكية. يعتبر سمنر واحدًا من أبرز علماء الاجتماع في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وقد ساهمت أعماله بشكل كبير في تطوير علم الاجتماع كعلم مستقل. اشتهر بتحليلاته العميقة للمجتمع والظواهر الاجتماعية، وترك إرثًا فكريًا مهمًا لا يزال يؤثر في الفكر الاجتماعي حتى اليوم.

نشأته وتعليمه:

ولد سمنر في مدينة باترسون، نيو جيرسي، وتلقى تعليمه في جامعة ييل، حيث درس اللغات الكلاسيكية واللاهوت. بعد تخرجه، عمل كقسيس في الكنيسة الأسقفية، قبل أن يعود إلى جامعة ييل ليصبح أستاذًا في علم الاجتماع عام 1872. وقد تأثر سمنر في بداية حياته الفكرية بالفكر الديني والأخلاقي، إلا أنه سرعان ما تحول إلى الفكر العلمي والاجتماعي.

أفكاره ومساهماته:

كان سمنر من أشد المؤيدين لفكرة “البقاء للأصلح” في المجال الاجتماعي، والتي تعتمد على نظرية التطور لداروين. رأى أن المنافسة هي المحرك الأساسي للتقدم الاجتماعي، وأن التدخل الحكومي في الاقتصاد والمجتمع يعيق هذه العملية الطبيعية. كان يؤمن بضرورة احترام الملكية الخاصة، والحد من تدخل الدولة، وتعزيز الحرية الفردية.

ركز سمنر في أعماله على دراسة الظواهر الاجتماعية مثل الفقر والجريمة، وكيفية تأثيرها على المجتمع. كان يؤمن بأن الفقر هو نتيجة طبيعية لعدم الكفاءة والكسل، وأن محاولات الدولة للحد من الفقر غالباً ما تكون غير فعالة وحتى ضارة. كما درس سلوك الجماعات الاجتماعية وكيفية تشكل الأعراف والعادات الاجتماعية.

من أبرز مؤلفاته:

“فولكلور المجتمع” (Folkways): يعتبر هذا الكتاب من أهم أعماله، حيث قدم فيه نظرية شاملة عن تطور الأعراف والعادات الاجتماعية.
“ما يتطلبه الأمريكيون” (What Social Classes Owe to Each Other): يدافع فيه عن مبادئ الليبرالية الكلاسيكية، ويناقش دور الدولة في المجتمع.

تأثيره وإرثه:

ترك سمنر تأثيرًا كبيرًا على علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة في عصره. أثرت أفكاره على العديد من المفكرين والسياسيين، ولا تزال أعماله تدرس حتى اليوم في الجامعات والمعاهد. يعتبر سمنر من الرواد في علم الاجتماع الأمريكي، وقد ساهم في تطويره كعلم مستقل قائم على البحث والتحليل العلمي.

ويليام هنري سمنر (William H. Sumner)

ولد ويليام هنري سمنر في 1780، وتوفي في 1861. كان رجل أعمال وسياسيًا أمريكيًا، وشغل منصب عمدة بوسطن بولاية ماساتشوستس. كان له دور هام في تطوير المدينة وتحديثها خلال فترة عمله.

حياته المهنية:

عمل سمنر في مجال الأعمال قبل دخوله إلى السياسة. أصبح عمدة بوسطن في فترة شهدت نموًا وتوسعًا كبيرين للمدينة. خلال فترة ولايته، ركز على تحسين البنية التحتية للمدينة، وتطوير الخدمات العامة، ودعم المشاريع الاقتصادية.

إنجازاته:

ساهم سمنر في بناء الطرق والجسور والمباني العامة في بوسطن. عمل على تحسين نظام التعليم والصحة، ودعم المؤسسات الخيرية. كان له دور في تعزيز النمو الاقتصادي للمدينة، وجذب الاستثمارات. يعتبر سمنر من الشخصيات الهامة في تاريخ بوسطن، وقد ترك بصمة إيجابية على المدينة.

إرثه:

على الرغم من أن مساهمات ويليام هنري سمنر قد لا تكون بنفس شهرة مساهمات ويليام غراهام سمنر في المجال الأكاديمي، إلا أنه ترك إرثًا مهمًا في تاريخ بوسطن. يعتبر مثالًا للقيادي الذي عمل على خدمة مجتمعه، وتطوير مدينته. لا تزال إنجازاته محل تقدير واحترام حتى اليوم.

مقارنة بين الشخصيتين

على الرغم من تشابه الاسم، يختلف ويليام غراهام سمنر وويليام هنري سمنر اختلافًا كبيرًا في مجالات عملهما ومساهماتهم. ويليام غراهام سمنر كان مفكرًا وأكاديميًا، ركز على دراسة المجتمع والظواهر الاجتماعية. أما ويليام هنري سمنر فكان رجل أعمال وسياسيًا، ركز على تطوير مدينته وخدمة مجتمعه.

كلاهما ترك بصمة على عصره، ولكن في مجالات مختلفة. ويليام غراهام سمنر أثر في الفكر الاجتماعي والسياسي، بينما أثر ويليام هنري سمنر في تنمية مدينته وخدمة مواطنيها.

الخلاصة

باختصار، يمثل اسم “وليام سمنر” شخصيتين بارزتين في التاريخ الأمريكي. ويليام غراهام سمنر، الأستاذ في علم الاجتماع، الذي قدم مساهمات كبيرة في الفكر الاجتماعي، وويليام هنري سمنر، السياسي ورجل الأعمال، الذي خدم مجتمعه وطور مدينته. كلاهما تركت إرثًا مهمًا يذكر في التاريخ.

خاتمة

إن ويليام سمنر، سواء كان ويليام غراهام سمنر أو ويليام هنري سمنر، يمثلان شخصيتين هامتين في التاريخ الأمريكي. الأول، مفكر أكاديمي، أثر في تطور علم الاجتماع والليبرالية الكلاسيكية. والثاني، سياسي ورجل أعمال، ترك بصمة واضحة في تطوير مدينته. على الرغم من اختلاف مجالات عملهما، إلا أنهما يمثلان مثالًا على التفاني في خدمة المجتمع، كلٌ في مجاله.

المراجع

“`