التصميم
صُممت سفن فئة “دوتيريل” لتكون سفن حربية متعددة الأغراض قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام. تميزت هذه الفئة بهيكل مركب، وهو مزيج من إطار حديدي وألواح خشبية. وفر هذا التصميم قوة ومتانة أكبر مقارنة بالسفن الخشبية التقليدية، مع تقليل الوزن مقارنة بالسفن الحديدية بالكامل. كانت بيغاسوس مسلحة بستة مدافع، مما يجعلها قادرة على الاشتباك مع السفن الأخرى وتقديم الدعم النيراني للقوات البرية. كانت السفينة مزودة أيضًا بآلية دفع إضافية، مما يسمح لها بالإبحار بسرعات أعلى من السفن الشراعية وحدها. هذا المزيج من القوة النارية والقدرة على المناورة جعل سفن فئة “دوتيريل” أصولًا قيمة للبحرية الملكية.
- الإزاحة: 1130 طن.
- الطول: 170 قدم (52 متر).
- الشعاع: 36 قدم (11 متر).
- الدفع: محرك بخاري مركب، شراع.
- القوة: 792 حصان (591 كيلوواط).
- السرعة: 11 عقدة (20 كم/ساعة).
- التسليح: 6 × مدافع 64 رطل.
الخدمة
بعد دخولها الخدمة في البحرية الملكية، خدمت بيغاسوس في عدة مهام حول العالم. غالبًا ما كانت تُستخدم في مهام الدوريات وعرض العلم في مناطق مختلفة من الإمبراطورية البريطانية. ساعدت السفينة في الحفاظ على النظام وحماية المصالح البريطانية في البحار. لعبت بيغاسوس أيضًا دورًا في عمليات مكافحة القرصنة وقمع تجارة الرقيق. على الرغم من أن خدمتها لم تكن مليئة بالأحداث الدرامية أو المعارك الكبرى، إلا أن بيغاسوس ساهمت في العمليات اليومية للبحرية الملكية وجهودها للحفاظ على السلام والنظام في جميع أنحاء العالم.
شاركت السفينة في عدة بعثات استكشافية. ففي عام 1880، أبحرت بيغاسوس إلى جزر غالاباغوس لإجراء دراسات علمية. جمع طاقم السفينة بيانات حول الحياة النباتية والحيوانية الفريدة في الجزر، مما ساهم في فهم المجتمع العلمي لهذا النظام البيئي الهام. في عام 1882، تم إرسال بيغاسوس إلى مضيق ماجلان للمساعدة في المسوحات الهيدروغرافية. ساعدت هذه المسوحات في تحسين دقة الخرائط البحرية وتسهيل الملاحة للسفن الأخرى.
بالإضافة إلى مهامها البحرية، لعبت بيغاسوس أيضًا دورًا في بعض الأحداث السياسية والدبلوماسية. في عام 1881، تم إرسالها إلى ساحل غرب إفريقيا لإظهار القوة البحرية البريطانية خلال فترة من التوتر السياسي في المنطقة. ساعد وجود السفينة في ردع العدوان المحتمل وحماية المصالح البريطانية. في عام 1885، زارت بيغاسوس عدة موانئ في أمريكا الجنوبية كجزء من مهمة حسن نية. ساعدت الزيارة في تعزيز العلاقات بين بريطانيا العظمى ودول أمريكا الجنوبية.
نهاية الخدمة
بعد أكثر من عقد من الخدمة، تم اعتبار بيغاسوس قديمة وغير مناسبة للاحتياجات المتغيرة للبحرية الملكية. في عام 1892، تم بيعها كخردة. كان مصير السفينة مشابهًا لمصير العديد من السفن الحربية الأخرى في ذلك الوقت، حيث أدت التطورات التكنولوجية إلى جعلها عتيقة الطراز. ومع ذلك، لا تزال بيغاسوس تمثل جزءًا من تاريخ البحرية البريطانية.
السفن الشقيقة
كانت بيغاسوس جزءًا من فئة تضم العديد من السفن الشقيقة، والتي تشمل:
- HMS Doterel
- HMS Espiegle
- HMS Miranda
- HMS Nymphe
- HMS Mutine
- HMS Caroline
- HMS Cordelia
- HMS Champion
تشابهت هذه السفن في التصميم والقدرات، وخدمت جميعها في البحرية الملكية في نفس الفترة الزمنية تقريبًا. لعبت هذه السفن دورًا هامًا في حماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم.
التركة
على الرغم من أن بيغاسوس لم تشارك في معارك كبرى أو تلعب دورًا رئيسيًا في الأحداث التاريخية الهامة، إلا أنها مثلت نوعًا من السفن الحربية التي كانت ضرورية لعمليات البحرية الملكية في أواخر القرن التاسع عشر. ساهمت السفينة في الحفاظ على السلام والنظام، وحماية المصالح البريطانية، وإجراء المسوحات العلمية، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية. تذكر بيغاسوس كجزء من التاريخ البحري البريطاني.
معلومات إضافية
اسم “بيغاسوس” مشتق من الأساطير اليونانية، حيث كان بيغاسوس حصانًا مجنحًا. اختارت البحرية الملكية هذا الاسم للعديد من سفنها على مر السنين، مما يعكس قوة وسرعة السفن.
تعتبر سفن فئة “دوتيريل” مثالًا جيدًا على السفن الحربية ذات الهيكل المركب التي كانت شائعة في أواخر القرن التاسع عشر. جمع هذا التصميم بين قوة ومتانة الحديد مع مزايا الوزن الخفيف للخشب.
كانت بيغاسوس مجهزة بمجموعة متنوعة من المعدات والمؤن لدعم طاقمها أثناء الرحلات الطويلة. وشمل ذلك مطبخًا ومخبزًا وغرف تخزين للطعام والماء ومرافق طبية.
خاتمة
كانت بيغاسوس (HMS Pegasus) سفينة حربية بريطانية متواضعة خدمت في البحرية الملكية في أواخر القرن التاسع عشر. على الرغم من أنها لم تشارك في معارك كبرى، إلا أنها لعبت دورًا هامًا في الحفاظ على النظام وحماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم. تمثل بيغاسوس مثالًا جيدًا على السفن الحربية ذات الهيكل المركب التي كانت شائعة في ذلك الوقت، وتذكر كجزء من التاريخ البحري البريطاني.