نشأة وتأسيس التنمر في المملكة المتحدة
تأسست “التنمر في المملكة المتحدة” استجابة للحاجة الملحة لمعالجة مشكلة التنمر المتزايدة في المدارس والمجتمعات. أدركت ليز كارنيل، من خلال تجربتها كصحفية وأم، التأثير المدمر للتنمر على الأطفال والشباب. رغبت في إنشاء منظمة يمكنها تقديم الدعم الفوري والمتخصص للضحايا وعائلاتهم، بالإضافة إلى العمل على الوقاية من التنمر من خلال التثقيف والتوعية.
منذ تأسيسها، توسعت “التنمر في المملكة المتحدة” لتشمل مجموعة واسعة من الخدمات والبرامج. لم تقتصر على تقديم الدعم المباشر للضحايا، بل عملت أيضًا على تطوير مواد تعليمية وموارد للمعلمين والآباء لمساعدتهم على التعرف على علامات التنمر والتعامل معها بفعالية. كما شاركت في حملات ضغط لتغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالتنمر على مستوى المملكة المتحدة.
أهداف ورسالة المؤسسة
تتلخص أهداف “التنمر في المملكة المتحدة” في:
- توفير الدعم العاطفي والمعنوي للأطفال والشباب الذين يعانون من التنمر، بالإضافة إلى أسرهم.
- تقديم المشورة والإرشاد حول كيفية التعامل مع مواقف التنمر والتعافي منها.
- تثقيف الأطفال والشباب حول مخاطر التنمر وتشجيعهم على تبني سلوكيات إيجابية.
- تدريب المعلمين والعاملين في مجال رعاية الشباب على كيفية التعرف على علامات التنمر والتدخل فيها بفعالية.
- تطوير وتنفيذ برامج توعية لزيادة الوعي بمخاطر التنمر في المدارس والمجتمعات.
- المشاركة في حملات ضغط لتغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالتنمر.
تسعى المؤسسة إلى بناء مجتمع آمن وداعم للأطفال والشباب، حيث يشعرون بالأمان والثقة بالنفس، ويتمكنون من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. تعتمد المؤسسة على قيم أساسية مثل التعاطف والاحترام والشمولية والنزاهة في جميع جوانب عملها.
خدمات وبرامج المؤسسة
تقدم “التنمر في المملكة المتحدة” مجموعة متنوعة من الخدمات والبرامج لدعم ضحايا التنمر وأسرهم، بالإضافة إلى جهود الوقاية والتوعية. تشمل هذه الخدمات:
- خط المساعدة: توفر المؤسسة خط مساعدة هاتفياً وعبر الإنترنت، متاحًا للأطفال والشباب وأسرهم لطلب الدعم والمشورة في أي وقت.
- الدعم عبر الإنترنت: تقدم المؤسسة دعمًا فرديًا وجماعيًا عبر الإنترنت، بما في ذلك الدردشة المباشرة ومنتديات النقاش.
- الموارد التعليمية: تنشر المؤسسة مجموعة واسعة من الموارد التعليمية، بما في ذلك الكتيبات والنشرات والمقالات ومقاطع الفيديو، لتثقيف الأطفال والشباب والمعلمين والآباء حول التنمر وكيفية التعامل معه.
- التدريب والورش التدريبية: تقدم المؤسسة برامج تدريبية وورش عمل للمعلمين والعاملين في مجال رعاية الشباب لتمكينهم من التعرف على علامات التنمر والتدخل فيها بفعالية.
- حملات التوعية: تنظم المؤسسة حملات توعية منتظمة لزيادة الوعي بمخاطر التنمر وتشجيع السلوك الإيجابي.
- الدعم القانوني: تقدم المؤسسة معلومات حول القوانين والسياسات المتعلقة بالتنمر، وتساعد الضحايا على فهم حقوقهم وكيفية المطالبة بها.
أشكال التنمر التي تعالجها المؤسسة
تتعامل “التنمر في المملكة المتحدة” مع جميع أشكال التنمر، بما في ذلك:
- التنمر اللفظي: يتضمن الإهانات والشتائم والسخرية والتهديدات.
- التنمر الجسدي: يشمل الضرب والدفع واللكم والعنف الجسدي الآخر.
- التنمر الاجتماعي: يتضمن استبعاد الضحية من الأنشطة الاجتماعية، ونشر الإشاعات، والتلاعب بالعلاقات.
- التنمر الإلكتروني: يشمل استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لإيذاء الضحية، مثل نشر معلومات خاصة، وإرسال رسائل مسيئة، والتهديدات عبر الإنترنت.
- التنمر العنصري: يستهدف الأشخاص بسبب عرقهم أو جنسيتهم.
- التنمر على أساس الدين: يستهدف الأشخاص بسبب معتقداتهم الدينية.
- التنمر على أساس التوجه الجنسي: يستهدف الأشخاص بسبب ميولهم الجنسية.
- التنمر على أساس الإعاقة: يستهدف الأشخاص بسبب إعاقتهم الجسدية أو العقلية.
تؤمن المؤسسة بأن كل أشكال التنمر ضارة، وتلتزم بتقديم الدعم والمساعدة لجميع الضحايا، بغض النظر عن شكل التنمر الذي يتعرضون له.
كيفية طلب المساعدة
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من التنمر، يمكنك طلب المساعدة من “التنمر في المملكة المتحدة” بعدة طرق:
- الاتصال بخط المساعدة: يمكنك الاتصال بخط المساعدة على الرقم المتاح على موقع المؤسسة على الويب.
- إرسال رسالة عبر الإنترنت: يمكنك ملء نموذج الاتصال على موقع الويب الخاص بالمؤسسة وإرسال رسالة إليهم.
- المشاركة في منتديات النقاش: يمكنك الانضمام إلى منتديات النقاش عبر الإنترنت للتحدث إلى ضحايا آخرين للتنمر والحصول على الدعم.
- قراءة الموارد التعليمية: يمكنك الاطلاع على الكتيبات والنشرات والمقالات ومقاطع الفيديو المتاحة على موقع المؤسسة للحصول على معلومات حول التنمر وكيفية التعامل معه.
توفر “التنمر في المملكة المتحدة” بيئة آمنة وسرية لتقديم الدعم والمساعدة. يتم تدريب جميع المتطوعين والموظفين على التعامل مع ضحايا التنمر بحساسية وتعاطف واحترام.
أهمية الوقاية من التنمر
بالإضافة إلى تقديم الدعم للضحايا، تركز “التنمر في المملكة المتحدة” على الوقاية من التنمر. تعتبر الوقاية أمرًا بالغ الأهمية لأنها تساعد على:
- تقليل عدد حالات التنمر: من خلال تثقيف الأطفال والشباب حول مخاطر التنمر وتشجيعهم على تبني سلوكيات إيجابية، يمكن تقليل عدد حالات التنمر.
- خلق بيئة مدرسية ومجتمعية آمنة: عندما يتم توعية الأطفال والشباب والمعلمين والآباء حول التنمر، يمكنهم العمل معًا لخلق بيئة آمنة وداعمة حيث يشعر الجميع بالاحترام والتقدير.
- تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأطفال والشباب: التنمر يمكن أن يكون له تأثير مدمر على الصحة النفسية والعاطفية للأطفال والشباب. تساعد الوقاية من التنمر على حماية الأطفال والشباب من هذه الآثار السلبية.
- بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا: من خلال مكافحة التنمر، يمكننا بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا حيث يشعر الجميع بالمساواة والتقدير.
تعمل المؤسسة على تطوير وتنفيذ برامج وقائية متنوعة، بما في ذلك برامج التوعية في المدارس والمجتمعات، وتدريب المعلمين والآباء، وتوفير الموارد التعليمية.
دور الآباء والمعلمين في مكافحة التنمر
يلعب الآباء والمعلمون دورًا حاسمًا في مكافحة التنمر. يمكنهم:
- مراقبة سلوك الأطفال: يجب على الآباء والمعلمين مراقبة سلوك الأطفال والتعرف على علامات التنمر، مثل التغيرات في المزاج أو السلوك، والانعزال عن الآخرين، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المدرسية أو الاجتماعية.
- التواصل مع الأطفال: يجب على الآباء والمعلمين التحدث مع الأطفال حول التنمر، والاستماع إلى مخاوفهم، وتشجيعهم على التحدث عن أي تجارب سلبية قد مروا بها.
- توفير الدعم: يجب على الآباء والمعلمين توفير الدعم العاطفي للأطفال الذين يعانون من التنمر، ومساعدتهم على تطوير استراتيجيات للتكيف مع الوضع والتعافي منه.
- اتخاذ الإجراءات اللازمة: إذا علم الآباء والمعلمون بوقوع تنمر، فيجب عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة، مثل الاتصال بالمدرسة أو المؤسسات المختصة، وتقديم المساعدة للضحية، والعمل على معالجة سلوك المتنمر.
- العمل معًا: يجب على الآباء والمعلمين العمل معًا لمكافحة التنمر. يمكنهم تبادل المعلومات، والتنسيق في جهودهم، وتطوير سياسات وإجراءات واضحة لمكافحة التنمر في المدارس والمجتمعات.
من خلال التعاون والتنسيق، يمكن للآباء والمعلمين أن يلعبوا دورًا فعالًا في حماية الأطفال والشباب من التنمر.
التحديات المستقبلية
تواجه “التنمر في المملكة المتحدة” تحديات مستمرة في سعيها لمكافحة التنمر. تشمل هذه التحديات:
- تزايد التنمر عبر الإنترنت: مع تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يزداد التنمر عبر الإنترنت، مما يجعل من الصعب اكتشافه والتعامل معه.
- نقص التمويل: تعتمد المؤسسة على التبرعات والمنح لتمويل برامجها وخدماتها. قد يؤثر نقص التمويل على قدرة المؤسسة على تلبية احتياجات الضحايا وتقديم الدعم اللازم.
- الحاجة إلى التوعية المستمرة: يجب أن تستمر المؤسسة في زيادة الوعي بمخاطر التنمر وأهمية الوقاية منه، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والتوعوية المستمرة.
- تغير أساليب التنمر: تتغير أساليب التنمر باستمرار، مما يتطلب من المؤسسة التكيف مع هذه التغييرات وتطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة التنمر.
رغم هذه التحديات، تظل “التنمر في المملكة المتحدة” ملتزمة بمهمتها المتمثلة في مكافحة التنمر وتقديم الدعم للضحايا. تسعى المؤسسة إلى مواصلة عملها من خلال تطوير برامج وخدمات مبتكرة، وتعزيز التعاون مع الشركاء، وزيادة الوعي بمخاطر التنمر.
خاتمة
تعد “التنمر في المملكة المتحدة” مؤسسة خيرية رائدة في مجال مكافحة التنمر في المملكة المتحدة. منذ تأسيسها، قدمت المؤسسة الدعم والموارد لآلاف الأطفال والشباب وأسرهم الذين يعانون من التنمر. من خلال خدماتها وبرامجها المتنوعة، تسعى المؤسسة إلى بناء مجتمع آمن وداعم، حيث يشعر جميع الأطفال والشباب بالأمان والثقة بالنفس. تواصل “التنمر في المملكة المتحدة” عملها الحيوي من خلال التوعية والوقاية وتقديم الدعم المستمر للضحايا، وتسعى جاهدة لمواجهة التحديات المستقبلية لضمان بيئة آمنة خالية من التنمر لجميع الأطفال والشباب.