الحياة المبكرة والنشأة
ولدت إنغريد شوبرت في مدينة شفيست بالقرب من فرانكفورت في ألمانيا. نشأت في عائلة من الطبقة الوسطى، وكانت طالبة متفوقة في المدرسة الثانوية. ومع ذلك، بدأت شوبرت في التشكيك في القيم الاجتماعية السائدة في ألمانيا الغربية في فترة ما بعد الحرب. تأثرت بشدة بالحركات الطلابية اليسارية في أواخر الستينيات، والتي عارضت الحرب في فيتنام، والرأسمالية، و”الفاشية” المتصورة داخل المجتمع الألماني.
بدأت شوبرت في المشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية. سرعان ما انجذبت إلى الفكر الماركسي والشيوعي، ورأت أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التغيير الاجتماعي الجذري. تركت دراستها الجامعية وبدأت في التورط بشكل متزايد في الأنشطة المتطرفة.
التورط في فصيل الجيش الأحمر
في عام 1970، شاركت شوبرت في تأسيس فصيل الجيش الأحمر جنبًا إلى جنب مع أندرياس بادير وأولريكه مينهوف. كان الهدف المعلن للفصيل هو الإطاحة بالحكومة الألمانية الغربية الرأسمالية من خلال حرب عصابات. تبنت المجموعة أساليب إرهابية، بما في ذلك عمليات السطو على البنوك والتفجيرات وعمليات الاختطاف والقتل.
كانت شوبرت نشطة في العديد من أنشطة الفصيل. يُزعم أنها شاركت في تخطيط وتنفيذ عمليات السطو على البنوك، والتي استخدمت لتمويل أنشطة الفصيل. يُعتقد أيضًا أنها شاركت في وضع المتفجرات التي استخدمت في الهجمات، وشاركت في عمليات تهريب الأسلحة. كانت شوبرت أيضًا كاتبة ومفكرة، وساهمت في نشر أيديولوجية الفصيل المتطرفة.
اعتقلت شوبرت في عام 1972 مع العديد من أعضاء الفصيل الآخرين. حُكم عليها بالسجن بتهمة القتل والشروع في القتل والسطو على البنوك. أمضت السنوات القليلة التالية في السجن، حيث استمرت في الحفاظ على معتقداتها الثورية.
الوفاة في السجن
في 12 نوفمبر 1977، عُثر على إنغريد شوبرت ميتة في زنزانتها في سجن شتامهايم، في شتوتغارت. أعلنت السلطات الألمانية أنها انتحرت شنقًا. ومع ذلك، أثارت وفاتها جدلاً كبيرًا. اتهم العديد من المؤيدين والمتعاطفين مع الفصيل الحكومة بالتورط في وفاتها، مدعين أنها قُتلت. أصروا على أنها كانت ضحية “دولة البوليس” الألمانية.
أثار موت شوبرت، إلى جانب وفاة كل من أندرياس بادير وأولريكه مينهوف في نفس الفترة الزمنية، موجة من الغضب والاحتجاجات في جميع أنحاء ألمانيا الغربية. اتهم العديد من الأشخاص الحكومة بالمسؤولية عن وفاتهم. أدت هذه الأحداث إلى تأجيج العنف، مما أدى إلى أسبوع من الاضطرابات المعروفة باسم “الخريف الألماني”.
الإرث والتأثير
لا يزال إرث إنغريد شوبرت مثيرًا للجدل. يراها البعض كإرهابية خطيرة مسؤولة عن جرائم قتل وعنف. بينما يراها آخرون كشخصية مأساوية، ضحية لقمع الدولة وقناعاتها السياسية. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن شوبرت تركت بصمة كبيرة على تاريخ ألمانيا الغربية. ساعدت أفعالها وأيديولوجيتها في تشكيل مشهد الإرهاب السياسي في السبعينيات.
كان لفصيل الجيش الأحمر تأثير كبير على المجتمع الألماني. أدت أفعالهم إلى إثارة الخوف والرعب، وأجبرت الحكومة على اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الإرهاب. كما أثاروا نقاشات حول طبيعة العنف السياسي، والعلاقة بين الدولة والمواطنين، وأهمية الديمقراطية.
استمر فصيل الجيش الأحمر في العمل حتى عام 1998، عندما أعلنت المجموعة عن حل نفسها. ومع ذلك، لا يزال إرثهم يتردد في ألمانيا حتى يومنا هذا. لا تزال أعمالهم وأيديولوجيتهم تثير النقاش والجدل، وتذكرنا بأهمية الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
نظرة على أيديولوجية فصيل الجيش الأحمر
كانت أيديولوجية فصيل الجيش الأحمر مزيجًا معقدًا من الماركسية واللينينية. آمنوا بأن الرأسمالية كانت نظامًا ظالمًا واستغلاليًا يجب الإطاحة به من خلال الثورة. أيدوا العنف كأداة ضرورية لتحقيق التغيير الاجتماعي، ورأوا أن الدولة الألمانية الغربية كانت أداة في أيدي الرأسماليين. تأثرت أفكارهم أيضًا بالثورات في كوبا وفيتنام والصين.
كانت أيديولوجية الفصيل معادية للإمبريالية، وعارضت دور ألمانيا الغربية في حلف شمال الأطلسي (الناتو). أيدوا القضية الفلسطينية، ودعموا حركات التحرير في جميع أنحاء العالم. اعتقدوا أنهم كانوا يقاتلون من أجل عالم أكثر عدالة ومساواة.
الجدل حول موت شوبرت
لا يزال الغموض يحيط بوفاة إنغريد شوبرت في السجن. أصرت الحكومة الألمانية على أنها انتحرت. ومع ذلك، شكك العديد من الأشخاص في هذه الرواية. زعموا أن شوبرت ربما قتلت على أيدي الحكومة أو على أيدي جهات أخرى كانت مهتمة بإنهاء نشاطها. أشاروا إلى ظروف وفاتها الغامضة، وإلى تاريخ العنف السياسي في ألمانيا الغربية.
أشار المشككون إلى أن شوبرت كانت معتقلة في سجن شديد الحراسة، مما يجعل من الصعب عليها الانتحار. وزعموا أيضًا أن الحكومة كانت تحاول إسكات قادة فصيل الجيش الأحمر. ومع ذلك، لم تظهر أي دليل قاطع لدعم هذه الادعاءات.
أدت وفاة شوبرت إلى تأجيج التوتر السياسي في ألمانيا الغربية. أدت الاحتجاجات وأعمال العنف التي أعقبت وفاتها إلى تفاقم الاستقطاب السياسي. كان هذا جزءًا من “الخريف الألماني”، وهي فترة من الاضطرابات السياسية والعنف التي شهدتها ألمانيا الغربية في أواخر السبعينيات.
تأثير فصيل الجيش الأحمر على الثقافة الألمانية
ترك فصيل الجيش الأحمر بصمة كبيرة على الثقافة الألمانية. أصبحت أفعالهم موضوعًا للعديد من الأفلام والكتب والأعمال الفنية. أثاروا نقاشات حول طبيعة العنف السياسي، والعلاقة بين الدولة والمواطنين، وأهمية الديمقراطية.
أثر الفصيل أيضًا على الموسيقى والأدب. أنتجت العديد من الفرق الموسيقية الألمانية أغاني عن الفصيل. كتب العديد من الكتاب الألمان روايات وشعرًا عن الفصيل وتجربتهم. لا يزال إرث الفصيل حاضرًا في الثقافة الألمانية حتى يومنا هذا.
بشكل عام، كان لفصيل الجيش الأحمر تأثير كبير على المجتمع الألماني. على الرغم من صغر حجمها نسبيًا، فقد تمكنوا من إثارة الخوف والرعب، وأجبروا الحكومة على اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الإرهاب. أثارت أفعالهم أيضًا نقاشات حول طبيعة العنف السياسي، والعلاقة بين الدولة والمواطنين، وأهمية الديمقراطية.
المنظور التاريخي
لفهم إنغريد شوبرت وفصيل الجيش الأحمر بشكل كامل، من الضروري وضعهم في سياق تاريخي أوسع. كانت ألمانيا الغربية في الستينيات والسبعينيات فترة من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية. كانت الحركات الطلابية اليسارية في أوجها، وكان هناك شعور عام بعدم الرضا عن القيم الاجتماعية السائدة.
كانت الحرب في فيتنام وقضية حقوق المرأة وقضايا أخرى من القضايا الرئيسية التي أثارت غضب المتظاهرين. في هذا السياق، ظهر فصيل الجيش الأحمر كقوة راديكالية، تعتقد أن العنف هو الحل الوحيد.
من المهم أيضًا أن ندرك أن فصيل الجيش الأحمر لم يكن يمثل سوى جزء صغير من المجتمع الألماني. ومع ذلك، تمكنوا من إحداث تأثير كبير بسبب عنفهم وتأثيرهم الإعلامي. أدت أفعالهم إلى تعزيز الأمن القومي، وأجبرت الحكومة على اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة الإرهاب.
الخاتمة
كانت إنغريد شوبرت شخصية مثيرة للجدل تركت بصمة كبيرة على تاريخ ألمانيا الغربية. كانت عضوًا مؤسسًا في فصيل الجيش الأحمر، وهي جماعة إرهابية قامت بأعمال عنف سياسي. لا يزال إرثها يثير الجدل والنقاش حتى اليوم. كان شوبرت رمزًا لأولئك الذين شعروا بالإحباط من المجتمع الألماني ورأوا العنف وسيلة لتحقيق التغيير. وفاتها في السجن أثارت تساؤلات حول دور الدولة والعنف السياسي. على الرغم من أفعالها، فإن شوبرت تظل شخصية معقدة، وتذكرنا بأهمية فهم الماضي من أجل فهم الحاضر.
المراجع
- Ingrid Schubert – Britannica
- Germany: Remembering the Red Army Faction (RAF) – DW
- Red Army Faction Members Found Dead – HISTORY
- Ingrid Schubert – Wikipedia
“`