نشأته وحياته المبكرة
ولد مارشال روثستين في وينيبيغ، مانيتوبا. تلقى تعليمه في مدارس وينيبيغ المحلية، وأظهر منذ صغره اهتمامًا كبيرًا بالقانون والعدالة. أكمل دراسته الجامعية في جامعة مانيتوبا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب. ثم انتقل إلى كلية الحقوق بجامعة مانيتوبا، حيث تفوق في دراسته وحصل على درجة البكالوريوس في القانون (LLB) عام 1964.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد تخرجه من كلية الحقوق، بدأ مارشال روثستين مسيرته المهنية كمحامٍ في القطاع الخاص. انضم إلى مكتب المحاماة “شيلدز، أوسلر، هوتون آند ريد”، حيث تخصص في القانون التجاري وقانون الشركات. اكتسب سمعة طيبة كمحامٍ مجتهد ومتمكن، وسرعان ما أصبح شريكًا في المكتب. خلال فترة عمله في القطاع الخاص، شارك في العديد من القضايا الهامة والمعقدة، مما ساهم في تطوير خبرته القانونية وتعزيز مكانته في المجتمع القانوني.
التعيين في المحكمة الفيدرالية
في عام 1992، تم تعيين مارشال روثستين في المحكمة الفيدرالية لمحكمة الاستئناف. كان هذا التعيين بمثابة نقطة تحول في مسيرته المهنية، حيث انتقل من ممارسة القانون إلى تطبيقه وتفسيره من على مقعد القضاء. خلال فترة عمله في المحكمة الفيدرالية، أظهر روثستين فهمًا عميقًا للقانون وقدرة فائقة على تحليل القضايا المعقدة واتخاذ القرارات العادلة. ساهم في تطوير القانون الفيدرالي من خلال العديد من الأحكام الهامة التي أصدرها.
التعيين في المحكمة العليا الكندية
في 1 مارس 2006، أعلن رئيس الوزراء آنذاك، ستيفن هاربر، عن تعيين مارشال روثستين في المحكمة العليا الكندية. كان هذا التعيين تتويجًا لمسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والنجاحات. وقد حظي روثستين بتقدير كبير من قبل زملائه في المجتمع القانوني لخبرته الواسعة وقدرته على التفكير النقدي والتحليل القانوني العميق. تولى روثستين منصبه في المحكمة العليا في 1 مارس 2006، ليصبح واحدًا من تسعة قضاة يشكلون أعلى هيئة قضائية في كندا.
فترة عمله في المحكمة العليا
خلال فترة عمله في المحكمة العليا الكندية، شارك مارشال روثستين في العديد من القضايا الهامة التي أثرت على القانون والمجتمع الكندي. عرف عنه بأنه قاضٍ محافظ ومستقل، يركز على تفسير القانون وفقًا للنصوص والمبادئ القانونية الراسخة. ساهم في تطوير القانون الكندي من خلال العديد من الأحكام الهامة التي أصدرها، والتي تناولت قضايا متنوعة مثل حقوق الإنسان، والقانون التجاري، والقانون الجنائي، والقانون الدستوري.
من بين القضايا البارزة التي شارك فيها روثستين في المحكمة العليا:
- قضية “خادم ضد ساني”: قضية تتعلق بمسؤولية صاحب العمل عن أفعال موظفيه.
- قضية “مصرف كندا الملكي ضد راديو كوميونيكايشنز”: قضية تتعلق بتفسير قانون الإفلاس والإعسار.
- قضية “اتحاد الصحفيين الكنديين ضد جمعية أصحاب الصحف الكندية”: قضية تتعلق بحرية الصحافة وحماية المصادر الصحفية.
تميزت أحكام روثستين بالوضوح والدقة والتحليل القانوني العميق. كان يعتبر مدافعًا قويًا عن سيادة القانون واستقلال القضاء.
التقاعد
تقاعد مارشال روثستين من المحكمة العليا الكندية في 27 أغسطس 2015، بعد أن بلغ سن التقاعد الإلزامي. بعد تقاعده، انضم إلى مكتب المحاماة “أوزلر، هوسكين آند هاركورت” كمستشار خاص، حيث يقدم المشورة القانونية للشركات والمؤسسات في مجموعة متنوعة من القضايا القانونية. كما يشارك في العديد من الأنشطة الأكاديمية، بما في ذلك التدريس في كليات الحقوق والمشاركة في المؤتمرات والندوات القانونية.
إرثه
ترك مارشال روثستين إرثًا كبيرًا في القانون الكندي. يعتبر قاضيًا متميزًا ومحترمًا، ساهم في تطوير القانون من خلال العديد من الأحكام الهامة التي أصدرها. عرف عنه بأنه قاضٍ مستقل وموضوعي، يركز على تفسير القانون وفقًا للنصوص والمبادئ القانونية الراسخة. كما يعتبر قدوة للعديد من المحامين والقضاة الشباب، الذين يسعون إلى التميز في مهنة القانون.
جوائز وتكريمات
حصل مارشال روثستين على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، تقديرًا لإسهاماته في القانون والمجتمع الكندي. من بين هذه الجوائز والتكريمات:
- وسام كندا
- الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة مانيتوبا
- زمالة جمعية القانون الكندية
آراؤه الفلسفية والقانونية
يعتبر مارشال روثستين قاضيًا محافظًا في فلسفته القانونية. يؤمن بأهمية تفسير القانون وفقًا للنصوص الأصلية والمبادئ القانونية الراسخة. يرى أن دور القاضي هو تطبيق القانون كما هو مكتوب، وليس خلق قوانين جديدة أو فرض آراء شخصية. كما يؤمن بأهمية استقلال القضاء وسيادة القانون، ويعتبرهما أساسين للديمقراطية والعدالة.
فيما يتعلق بالقانون الدستوري، يعتقد روثستين بأهمية احترام الحقوق والحريات الفردية، ولكن يرى أيضًا أن هذه الحقوق يجب أن تمارس بمسؤولية وأن لا تتعارض مع حقوق الآخرين أو مع المصلحة العامة. يؤمن بأهمية التوازن بين الحقوق الفردية والمصلحة العامة، ويعتقد أن القضاء يجب أن يلعب دورًا مهمًا في تحقيق هذا التوازن.
فيما يتعلق بالقانون التجاري، يرى روثستين بأهمية حماية حقوق الملكية وتشجيع الابتكار والتنافس. يعتقد أن القانون التجاري يجب أن يكون واضحًا ومستقرًا وقابلاً للتنبؤ به، حتى يتمكن الشركات والمستثمرين من اتخاذ القرارات الاستثمارية بثقة. كما يؤمن بأهمية تطبيق القانون التجاري بشكل عادل وفعال، لحماية حقوق جميع الأطراف المعنية.
حياته الشخصية
متزوج من شيلا روثستين ولديهما ثلاثة أبناء. يهوى القراءة والسفر وممارسة الرياضة.
خاتمة
مارشال روثستين قاضٍ كندي بارز ترك بصمة واضحة في النظام القضائي الكندي. من خلال مسيرته المهنية الطويلة والمتنوعة، أثبت كفاءته العالية وقدرته على تحليل القضايا المعقدة واتخاذ القرارات العادلة. يعتبر نموذجًا يحتذى به في عالم القانون، وسيظل إرثه القانوني مصدر إلهام للأجيال القادمة من المحامين والقضاة.