والتر مورلي فليتشر (Walter Morley Fletcher)

نشأته وتعليمه

ولد والتر مورلي فليتشر في 21 يوليو 1873. تلقى تعليمه في مدرسة مارلبورو، ثم التحق بكلية ترينيتي في جامعة كامبريدج. خلال دراسته في كامبريدج، تفوق في العلوم الطبيعية، وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1896. تأثر فليتشر بالعلماء البارزين في عصره، مما دفعه إلى التخصص في مجال فسيولوجيا العضلات، الذي أصبح فيما بعد مجال تركيزه الرئيسي في البحث والتدريس.

مسيرته المهنية المبكرة

بعد تخرجه، بدأ فليتشر مسيرته المهنية كباحث في جامعة كامبريدج. عمل في مختبر فسيولوجيا العضلات، حيث أجرى العديد من التجارب الرائدة. في بداية مسيرته، تعاون مع عالم وظائف الأعضاء الشهير فريدريك جولاند هوبكنز. ساهمت أبحاث فليتشر في فهمنا لآليات انقباض العضلات، وكيفية عملها على المستوى الخلوي. في عام 1903، حصل على زمالة في كلية ترينيتي، مما عزز مكانته الأكاديمية.

أبحاثه في فسيولوجيا العضلات

كانت أبحاث فليتشر في فسيولوجيا العضلات ذات أهمية كبيرة. ركز على دراسة التغيرات الكيميائية التي تحدث داخل العضلات أثناء الانقباض والانبساط. اكتشف أن العضلات تنتج حمض اللاكتيك أثناء النشاط، مما ساهم في فهمنا لعملية التمثيل الغذائي في العضلات. كما درس تأثيرات الإرهاق على العضلات، وكيف يمكن للعضلات أن تستعيد طاقتها بعد النشاط المكثف. كانت أبحاثه أساسًا للمعرفة الحديثة في مجال فسيولوجيا العضلات، وألهمت أجيالًا من الباحثين.

دور فليتشر في إدارة العلوم

إلى جانب أبحاثه، لعب فليتشر دورًا حيويًا في إدارة وتطوير العلوم في بريطانيا. في عام 1912، أصبح سكرتيرًا لمجلس البحوث الطبية (MRC)، وهي منظمة تأسست حديثًا لدعم البحث الطبي في بريطانيا. تحت قيادته، ازدهر المجلس، وزاد تمويله للبحوث، مما أدى إلى تقدم كبير في مجال الطب. عمل فليتشر على تعزيز التعاون بين الباحثين، وتسهيل تبادل المعرفة، مما ساهم في تسريع وتيرة الاكتشافات العلمية. كانت رؤيته الإدارية حاسمة في بناء نظام بيئي قوي للبحث العلمي في بريطانيا.

الحرب العالمية الأولى ومساهماته

خلال الحرب العالمية الأولى، لعب فليتشر دورًا مهمًا في دعم المجهود الحربي. عمل على تنسيق الأبحاث الطبية المتعلقة بالإصابات والعدوى والأمراض المعدية. ساهم في تطوير علاجات جديدة للجروح، وتحسين الرعاية الصحية للجنود. كان لتفانيه وعمله الدؤوب تأثير كبير في إنقاذ الأرواح وتحسين صحة الجنود المصابين. جهوده خلال الحرب أكسبته تقديرًا واسعًا.

مسؤولياته الأكاديمية

بالإضافة إلى عمله الإداري، احتفظ فليتشر بموقعه الأكاديمي في جامعة كامبريدج. واصل التدريس والإشراف على طلاب الدراسات العليا، مما ساهم في نقل المعرفة وتشجيع الجيل القادم من العلماء. كان معروفًا بتشجيعه للبحث العلمي، وحرصه على توفير البيئة المناسبة للطلاب والباحثين للنجاح. ألهم العديد من طلابه ليصبحوا علماء بارزين في مجالاتهم.

أعماله البارزة

نشر فليتشر عددًا من الأوراق البحثية والمقالات العلمية التي ساهمت في تقدم المعرفة في مجال فسيولوجيا العضلات والطب. من بين أعماله البارزة:

  • أبحاث حول التغيرات الكيميائية في العضلات أثناء النشاط
  • دراسات حول تأثيرات الإرهاق على العضلات
  • مساهمات في فهم عملية التمثيل الغذائي في العضلات
  • إسهامات في تنظيم وإدارة البحوث الطبية في بريطانيا

تكريمه وجوائزه

حصل فليتشر على العديد من التكريمات والجوائز تقديرًا لعمله. في عام 1919، حصل على لقب فارس. كان عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة، بما في ذلك الجمعية الملكية. كان تقدير المجتمع العلمي لعمله واضحًا في اعترافهم بمساهماته البارزة في العلوم والإدارة. كانت إنجازاته بمثابة مصدر إلهام للآخرين.

إرثه

ترك والتر مورلي فليتشر إرثًا دائمًا في مجالات العلوم والإدارة. أسهمت أبحاثه في فسيولوجيا العضلات في تقدم فهمنا لآليات الجسم. كما أن مساهماته في تنظيم البحث العلمي في بريطانيا أدت إلى تطوير نظام بيئي قوي للعلوم. كان لعمله تأثير كبير على تطوير الطب والرعاية الصحية. يظل إرثه حيًا في عمل العلماء الذين ألهمهم، وفي التقدم الذي أحرزته العلوم بفضل جهوده.

وفاته

توفي السير والتر مورلي فليتشر في 7 يونيو 1933، عن عمر يناهز 59 عامًا. على الرغم من وفاته المبكرة، إلا أن إسهاماته استمرت في التأثير على مجالات العلوم والطب لسنوات عديدة بعد ذلك. ظل اسمه مرتبطًا بالإنجازات في مجال العلوم، وبالتفاني في خدمة المجتمع العلمي.

خاتمة

كان السير والتر مورلي فليتشر عالمًا وإداريًا بارزًا ترك بصمة واضحة في مجالات العلوم والتعليم. أبحاثه الرائدة في فسيولوجيا العضلات، ودوره في تطوير البحث العلمي في بريطانيا، وإسهاماته خلال الحرب العالمية الأولى، كلها عوامل ساهمت في بناء إرثه. ألهمت رؤيته القيادية العديد من العلماء، ولا تزال إسهاماته تؤثر على مجالات العلوم والطب حتى اليوم. كان فليتشر نموذجًا للعالم والإداري المتميز، وتظل مساهماته محل تقدير كبير.

المراجع

“`