<![CDATA[
التصميم والتطوير
بدأ تصميم البي-25 في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، استجابةً لطلب الجيش الأمريكي على قاذفة قنابل متوسطة ذات قدرة عالية على المناورة ومدى مناسب. تميز التصميم الأولي بالعديد من الابتكارات، بما في ذلك تصميم الجناح الأوسط الذي يوفر استقرارًا ممتازًا، ونظام هيدروليكي متطور للتحكم في الأسطح، واثنان من محركات رايت آر-2600 المكبسية القوية.
شهدت البي-25 العديد من التحسينات والتعديلات على مر السنين، مما أدى إلى ظهور العديد من النماذج المختلفة. تضمنت بعض التحسينات الرئيسية زيادة القدرة الاستيعابية للقنابل، وتركيب المزيد من الأسلحة الدفاعية، وتطوير نظام الملاحة. تم إنتاج أكثر من 9800 طائرة من طراز بي-25 خلال الحرب العالمية الثانية، مما يجعلها واحدة من أكثر القاذفات المتوسطة إنتاجًا في تاريخ الطيران.
الخصائص التقنية
تتميز البي-25 ميتشل بالخصائص التقنية التالية:
- الطول: 16.13 متر
- باع الجناح: 20.60 متر
- الارتفاع: 4.98 متر
- الوزن فارغة: 9,632 كجم
- الوزن الإجمالي: 15,876 كجم
- المحركات: 2 × محرك رايت آر-2600-92 مكبسي شعاعي مزدوج بـ 14 أسطوانة
- القوة: 1,700 حصان لكل محرك
- السرعة القصوى: 488 كم/ساعة
- المدى: 2,414 كم
- سقف الخدمة: 7,620 متر
- التسليح: ما يصل إلى 12 مدفع رشاش عيار 0.50 بوصة (12.7 ملم)، وما يصل إلى 3,000 رطل (1,361 كجم) من القنابل
الخدمة العملياتية في الحرب العالمية الثانية
شاركت البي-25 ميتشل في جميع مسارح العمليات الرئيسية في الحرب العالمية الثانية، بدءًا من المحيط الهادئ وحتى أوروبا وشمال إفريقيا. أثبتت فعاليتها في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك قصف الأهداف الأرضية والبحرية، وتقديم الدعم الجوي للقوات البرية، والقيام بمهام الاستطلاع.
غارة دوليتل: واحدة من أشهر العمليات التي شاركت فيها البي-25 هي غارة دوليتل في أبريل 1942، وهي غارة جوية جريئة على طوكيو ومدن يابانية أخرى بعد وقت قصير من الهجوم على بيرل هاربور. على الرغم من أن الغارة لم تتسبب في أضرار مادية كبيرة، إلا أنها كانت بمثابة دفعة معنوية كبيرة للشعب الأمريكي وأظهرت لليابان أن أمريكا يمكن أن تضرب قلب أراضيها.
المحيط الهادئ: في المحيط الهادئ، لعبت البي-25 دورًا حاسمًا في قصف القواعد اليابانية والسفن الحربية. كانت تستخدم غالبًا في هجمات “التفجير المتخطي”، حيث تحلق الطائرة على ارتفاع منخفض فوق الماء وتطلق قنابلها بحيث ترتد على سطح الماء وتضرب السفينة المستهدفة تحت خط الماء.
أوروبا وشمال إفريقيا: في أوروبا وشمال إفريقيا، استخدمت البي-25 لدعم القوات البرية المتحالفة من خلال قصف الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية. كما تم استخدامها في مهام مكافحة السفن، حيث هاجمت السفن والغواصات الألمانية في البحر الأبيض المتوسط.
النماذج المختلفة
تم إنتاج العديد من النماذج المختلفة من البي-25 ميتشل خلال الحرب العالمية الثانية، ولكل منها تحسينات وتعديلات خاصة بها. بعض النماذج الأكثر شيوعًا تشمل:
- B-25A: النسخة الأصلية من البي-25، وكانت مزودة بمحركين رايت آر-2600-9.
- B-25B: نسخة محسنة من البي-25A، وتميزت بزيادة القدرة الاستيعابية للقنابل وتركيب المزيد من الأسلحة الدفاعية.
- B-25C/D: نسخ إنتاج واسعة النطاق، وتميزت بمجموعة متنوعة من التحسينات، بما في ذلك نظام ملاحة جديد.
- B-25G/H: نسخ هجومية أرضية ثقيلة التسليح، ومزودة بمدفع عيار 75 ملم في المقدمة.
- B-25J: أكثر نسخ البي-25 إنتاجًا، وتميزت بتركيب المزيد من المدافع الرشاشة في المقدمة والجانبين.
ما بعد الحرب العالمية الثانية
بعد الحرب العالمية الثانية، تم بيع العديد من طائرات البي-25 الفائضة إلى دول أجنبية أو تم استخدامها في مهام مدنية. خدمت البي-25 في العديد من القوات الجوية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البرازيل وكندا وإندونيسيا والمكسيك وهولندا والاتحاد السوفيتي.
في الاستخدام المدني، تم استخدام البي-25 في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك مكافحة الحرائق الجوية ورش المحاصيل والنقل. لا يزال عدد قليل من طائرات البي-25 في حالة جيدة اليوم، ويتم عرضها في المتاحف أو استخدامها في عروض جوية.
الأهمية التاريخية
تعتبر نورث أمريكان بي-25 ميتشل طائرة مهمة في تاريخ الطيران. لعبت دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية وأثبتت فعاليتها في مجموعة متنوعة من المهام. تميزت بتصميم مبتكر وأداء موثوق به، وكانت واحدة من أكثر القاذفات المتوسطة إنتاجًا في تاريخ الطيران. لا تزال البي-25 تحظى بالإعجاب والتقدير من قبل المؤرخين وهواة الطيران على حد سواء.
خاتمة
تُعد نورث أمريكان بي-25 ميتشل إرثًا من الابتكار الهندسي والبراعة العسكرية. من غارة دوليتل الجريئة إلى العمليات اليومية في جميع أنحاء العالم، أثبتت هذه القاذفة المتوسطة قيمتها في ساحة المعركة. إنها تمثل الحقبة التي كانت فيها الطائرات تلعب دورًا متزايد الأهمية في الصراعات العالمية، وتذكرنا بالتضحيات والابتكارات التي شكلت التاريخ الحديث.