التأسيس والتاريخ المبكر
تأسست الرهبنة في ميسينا، إيطاليا، في عام 1887 على يد القديس هانيبل دي فرانشيا. كان الأب هانيبل مقتنعًا بأهمية الصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية، مستندًا إلى كلمات يسوع في الإنجيل: “الحصاد كثير، ولكن الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (متى 9: 37-38). من هذا المنطلق، أطلق الأب هانيبل مبادرة تهدف إلى تعزيز الدعوات إلى الحياة المكرسة، من خلال الصلاة والتعليم والعمل الخيري.
في البداية، واجهت الرهبنة صعوبات كبيرة، بما في ذلك نقص الموارد والمعارضة من بعض الدوائر الكنسية. ومع ذلك، تمكن الأب هانيبل، بفضل إيمانه الراسخ وتفانيه، من التغلب على هذه العقبات وتوسيع نطاق عمل الرهبنة. أنشأ دور أيتام ومدارس مهنية ومراكز رعاية اجتماعية، بهدف توفير التعليم والتدريب المهني للشباب المحتاجين.
الروحانية والرسالة
تستند روحانية الروغاشيونيين إلى مفهوم “Rogate”، وهي كلمة لاتينية تعني “صلوا”. يؤمن الروغاشيونيون بأهمية الصلاة الدائمة من أجل الدعوات، ويعتبرونها وسيلة أساسية لضمان استمرار الكنيسة في خدمة العالم. كما يؤكدون على أهمية العمل الخيري وخدمة الفقراء، مستلهمين من مثال يسوع المسيح الذي “جال يصنع خيرًا” (أعمال الرسل 10: 38).
تشمل رسالة الروغاشيونيين مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك:
- التعليم: تشغيل المدارس ودور الأيتام والمراكز المهنية لتوفير التعليم والتدريب للشباب.
- الرعاية الاجتماعية: تقديم المساعدة والدعم للفقراء والمحتاجين، من خلال توزيع الغذاء والملابس والمساعدات المالية.
- التبشير: نشر رسالة الإنجيل من خلال الوعظ والتعليم والشهادة الحياتية.
- الدعوات: تعزيز الدعوات إلى الحياة الكهنوتية والرهبانية من خلال الصلاة والتعليم والتوعية.
يتعهد الروغاشيونيون بثلاثة نذور أساسية: الفقر، والطاعة، والعفة. يعيشون حياة بسيطة ومتواضعة، ويكرسون أنفسهم لخدمة الله والقريب.
الانتشار العالمي
انتشرت الرهبنة الروغاشيونيية في جميع أنحاء العالم، ولها فروع في العديد من البلدان في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. يواصل الروغاشيونيون العمل على تحقيق رسالتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين، من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات.
بعض أبرز الدول التي تتواجد فيها الرهبنة الروغاشيونيية:
- إيطاليا
- البرازيل
- الفلبين
- الهند
- كوريا الجنوبية
- الولايات المتحدة
- المكسيك
- الأرجنتين
- تنزانيا
- إندونيسيا
يتم تنظيم الرهبنة في مقاطعات، ولكل مقاطعة رئيس إقليمي مسؤول عن إدارة شؤون الرهبنة في منطقته. يقع المقر الرئيسي للرهبنة في روما، إيطاليا.
شخصيات بارزة
القديس هانيبل دي فرانشيا: مؤسس الرهبنة الروغاشيونيية. كان كاهنًا إيطاليًا مكرسًا لخدمة الفقراء والمحتاجين. أعلن قديسًا من قبل الكنيسة الكاثوليكية في عام 2004.
الأم ماري لويزا ميشلان: مؤسسة مشاركة لرهبنة بنات زيلوت للقلب الأقدس، وهي رهبنة نسائية مرتبطة بالروغاشيونيين. عملت جنبًا إلى جنب مع القديس هانيبل في خدمة الفقراء والأيتام.
المؤسسات والمشاريع
يشرف الروغاشيونيون على عدد كبير من المؤسسات والمشاريع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك:
- المدارس: توفير التعليم الابتدائي والثانوي والمهني للشباب.
- دور الأيتام: رعاية الأطفال الأيتام والمهملين.
- المراكز المهنية: تقديم التدريب المهني للشباب الباحثين عن عمل.
- المستشفيات والعيادات: توفير الرعاية الصحية للمرضى والمحتاجين.
- مراكز الرعاية الاجتماعية: تقديم المساعدة والدعم للفقراء والمشردين.
- المراكز الروحية: توفير أماكن للصلاة والتأمل وال retreats الروحية.
يعتمد الروغاشيونيون على التبرعات والهبات الخيرية لدعم عملهم. كما يتلقون الدعم من الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من المنظمات الدينية والعلمانية.
التحديات المعاصرة
تواجه الرهبنة الروغاشيونيية عددًا من التحديات في العصر الحديث، بما في ذلك:
- نقص الدعوات: يواجه الروغاشيونيون صعوبة في جذب أعضاء جدد إلى الرهبنة.
- الفقر والظلم: لا يزال الفقر والظلم يشكلان تحديًا كبيرًا في العديد من البلدان التي تعمل فيها الرهبنة.
- العلمنة: تواجه الرهبنة تحديًا متزايدًا من العلمنة، التي تؤثر على قيم ومعتقدات الناس.
ومع ذلك، يظل الروغاشيونيون ملتزمين برسالتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين، ومواصلة العمل على بناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية.
خاتمة
الروغاشيونيون هم رهبنة دينية مكرسة لخدمة الفقراء والمحتاجين، مع التركيز بشكل خاص على التعليم المهني ورعاية الأيتام. تأسست الرهبنة في عام 1887 على يد القديس هانيبل دي فرانشيا، وانتشرت في جميع أنحاء العالم، ولها فروع في العديد من البلدان. يواصل الروغاشيونيون العمل على تحقيق رسالتهم في خدمة الفقراء والمحتاجين، من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات.