تاريخ التكوين والتشكيل
تأسس اللواء المدرع 137 في بريطانيا في عام 1944. تشكل في الأصل كجزء من قوات الاحتياط للجيش البريطاني. كان الهدف الرئيسي من تكوينه هو توفير قوة مدرعة إضافية لدعم العمليات القتالية في مسارح الحرب المختلفة. كان اللواء في البداية يضم مجموعة متنوعة من الدبابات والمركبات المدرعة، بما في ذلك دبابات “شيرمان” الأمريكية الصنع، والتي كانت بمثابة العمود الفقري للقوة المدرعة البريطانية في تلك الفترة.
تغيرت تشكيلة اللواء المدرع 137 عدة مرات خلال فترة وجوده القصيرة. في بداية تشكيله، ضم اللواء عادةً ثلاثة أفواج دبابات، بالإضافة إلى وحدات دعم مختلفة مثل وحدات المشاة الميكانيكية والوحدات الهندسية ووحدات الإشارة. شهدت التشكيلة بعض التعديلات لتلبية متطلبات العمليات المحددة ولتكييف القوة مع الظروف المتغيرة للحرب. كان هذا التكيف ضروريًا لضمان فعالية اللواء في ساحة المعركة.
العمليات خلال الحرب العالمية الثانية
شارك اللواء المدرع 137 في عدد من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية، معظمها في شمال غرب أوروبا. بعد تدريبه وتجهيزه في بريطانيا، أرسل اللواء إلى القارة للمشاركة في العمليات الهجومية بعد إنزال النورماندي. كانت مشاركة اللواء في هذه العمليات حاسمة، حيث ساعدت في اختراق الدفاعات الألمانية وتقدم الحلفاء في فرنسا وبلجيكا وهولندا.
أحد أبرز العمليات التي شارك فيها اللواء كان القتال في منطقة “فاليز” في فرنسا. لعب اللواء دورًا حيويًا في حصار القوات الألمانية في ما أصبح يعرف باسم “جيب فاليز”. كانت هذه العملية بمثابة نقطة تحول مهمة في الحرب، حيث تكبدت القوات الألمانية خسائر فادحة وانهارت خطوطها الدفاعية. ساهمت دبابات اللواء المدرع 137 في تدمير العديد من الدبابات الألمانية والمركبات المدرعة، مما أثر بشكل كبير على قدرة الألمان على القتال.
بعد عبور نهر الراين، شارك اللواء في التقدم نحو ألمانيا. لعبت وحدات اللواء دورًا حاسمًا في معارك الاستيلاء على المدن والمناطق الحيوية في ألمانيا. كانت الدبابات والمركبات المدرعة في اللواء تعمل جنبًا إلى جنب مع وحدات المشاة لتطهير المدن والمناطق الريفية من القوات الألمانية المتبقية. كان هذا التقدم بطيئًا ولكنه ثابت، حيث واجهت القوات الحليفة مقاومة شرسة من القوات الألمانية المتبقية.
التجهيزات والأسلحة
كان اللواء المدرع 137 مجهزًا بمجموعة متنوعة من الدبابات والمركبات المدرعة، بما في ذلك دبابات “شيرمان” الأمريكية الصنع. كانت دبابة “شيرمان” هي الدبابة الرئيسية المستخدمة في اللواء، وكانت توفر قوة نيران جيدة وقدرة على الحركة في ساحة المعركة. بالإضافة إلى دبابات “شيرمان”، ضم اللواء أيضًا مركبات أخرى مثل ناقلات الجند المدرعة والمركبات الهندسية والمركبات الدعم القتالية. كان التنوع في التجهيزات ضروريًا لتلبية متطلبات العمليات المختلفة.
بالإضافة إلى الدبابات والمركبات المدرعة، كان اللواء مجهزًا بأسلحة أخرى مثل المدافع الرشاشة والبنادق والأسلحة المضادة للدبابات. كانت هذه الأسلحة توفر الدعم اللازم لوحدات المشاة وتساعد في تدمير الدبابات والمركبات المدرعة المعادية. كان على أفراد اللواء أن يكونوا مدربين تدريباً جيداً على استخدام هذه الأسلحة، وأن يكونوا قادرين على العمل معًا كوحدة متماسكة.
التدريب والتكتيكات
خضع أفراد اللواء المدرع 137 لتدريب مكثف على مختلف جوانب القتال المدرع. شمل التدريب تدريبات على استخدام الأسلحة، والتعامل مع الدبابات والمركبات المدرعة، والتكتيكات العسكرية. كان الهدف من التدريب هو ضمان أن يكون الأفراد على استعداد تام للقتال في ساحة المعركة وأن يكونوا قادرين على العمل معًا كوحدة متماسكة. كما تم تدريب الأفراد على التعامل مع المواقف الصعبة والمتغيرة في ساحة المعركة.
اعتمدت تكتيكات اللواء المدرع 137 على استخدام الدبابات والمركبات المدرعة لشن الهجمات، وتوفير الدعم الناري لوحدات المشاة. كان اللواء يعمل غالبًا جنبًا إلى جنب مع وحدات المشاة، حيث كانت الدبابات توفر الحماية والدعم الناري للمشاة أثناء تقدمهم. كما استخدم اللواء التكتيكات التي تعتمد على الحركة والمناورة، مثل الهجمات المفاجئة والالتفاف على العدو.
التنظيم والقيادة
تم تنظيم اللواء المدرع 137 على أساس هيكل قيادي هرمي. كان على رأس اللواء ضابط برتبة عميد، وكان مسؤولاً عن قيادة وتوجيه جميع الوحدات التابعة للواء. كان العميد يتلقى الأوامر من القيادات العليا للجيش، وكان مسؤولاً عن تنفيذ هذه الأوامر. كان يعاونه ضباط آخرون، مثل ضباط الأركان وضباط العمليات وضباط الاستخبارات.
ضم اللواء عددًا من الوحدات الفرعية، بما في ذلك أفواج الدبابات ووحدات الدعم المختلفة. كانت كل وحدة فرعية يقودها ضابط برتبة رائد أو مقدم، وكان مسؤولاً عن قيادة وتوجيه الأفراد والعتاد في وحدته. كان القادة في جميع المستويات يتمتعون بالمسؤولية والقيادة، وكانوا يعملون معًا كفريق واحد لضمان تحقيق أهداف اللواء.
الدور في الحرب العالمية الثانية
لعب اللواء المدرع 137 دورًا مهمًا في الحرب العالمية الثانية، حيث ساهم في تحرير أوروبا من الاحتلال النازي. شارك اللواء في عدد من العمليات الهجومية والدفاعية، وقدم دعمًا حيويًا للقوات الحليفة. كانت دبابات اللواء والمركبات المدرعة فعالة جدًا في ساحة المعركة، حيث ساعدت في اختراق الدفاعات الألمانية وتدمير القوات المعادية. ساهمت مشاركة اللواء في تقصير مدة الحرب وتقليل الخسائر في الأرواح.
شهدت القوات التابعة للواء المدرع 137 قتالًا شرسًا وتضحيات كبيرة خلال الحرب. فقد العديد من الأفراد أرواحهم، وأصيب آخرون بجروح. ومع ذلك، استمر اللواء في القتال بشجاعة وتصميم، وأظهر التزامه بتحقيق النصر. كان أداء اللواء بمثابة شهادة على شجاعة وتفاني جميع الأفراد الذين خدموا فيه.
حل اللواء
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم حل اللواء المدرع 137. جاء هذا القرار كجزء من عملية إعادة تنظيم الجيش البريطاني بعد الحرب. تم تسريح العديد من الوحدات، بما في ذلك اللواء المدرع 137، لتقليل حجم الجيش وتكاليفه. على الرغم من حله، إلا أن اللواء ترك إرثًا من الشجاعة والتضحية في ساحات القتال في أوروبا.
لا يزال تاريخ اللواء المدرع 137 يدرس ويذكر في الجيش البريطاني. يعتبر اللواء مثالاً على الوحدة المدرعة الفعالة التي لعبت دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية. يتم الاحتفال بذكرى أفراد اللواء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية في العديد من المناسبات الرسمية في المملكة المتحدة.
الأهمية التاريخية
اللواء المدرع 137 له أهمية تاريخية كبيرة. فقد شارك في بعض أهم العمليات العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية. كما أن أداء اللواء يعكس الشجاعة والتضحية اللتين أظهرهما الجنود البريطانيون في الحرب. يمثل اللواء رمزًا للتعاون الدولي الذي ساهم في انتصار الحلفاء على النازية.
دراسة تاريخ اللواء المدرع 137 تساعد على فهم الحرب العالمية الثانية بشكل أفضل. فهي توفر رؤية قيمة حول التكتيكات والأسلحة التي استخدمت في الحرب، وكذلك دور القوات المدرعة في القتال. كما أنها تذكرنا بأهمية الشجاعة والتضحية في تحقيق النصر.
خاتمة
كان اللواء المدرع 137 وحدة مدرعة بريطانية شاركت في الحرب العالمية الثانية. لعب اللواء دورًا مهمًا في العمليات القتالية في شمال غرب أوروبا، وقدم دعمًا حاسمًا للقوات الحليفة. على الرغم من أن اللواء كان موجودًا لفترة قصيرة نسبيًا، إلا أنه ترك إرثًا من الشجاعة والتضحية والفعالية في ساحة المعركة. يمثل اللواء المدرع 137 رمزًا مهمًا لتاريخ الجيش البريطاني ودوره في الحرب العالمية الثانية.