خلفية القضية
بدأت القضية عندما انضم تيموثي كوران إلى منظمة فتيان الكشافة الأمريكية. خلال فترة عضويته، زعم كوران أنه تعرض للتحرش الجنسي من قبل دواين كارجيل، وهو قائد كشافة متطوع. رفع كوران دعوى قضائية ضد مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية، مدعياً أن المجلس كان مهملاً في الإشراف على كارجيل وتوظيفه والإبقاء عليه.
ركزت الدعوى بشكل أساسي على نظرية المسؤولية غير المباشرة، حيث يسعى المدعي لتحميل المنظمة مسؤولية أفعال موظفيها أو وكلائها. ادعى كوران أن المجلس كان على علم أو كان يجب أن يكون على علم بميل كارجيل إلى التحرش بالأطفال، وأنه فشل في اتخاذ خطوات معقولة لمنع ذلك. بالإضافة إلى ذلك، زعم كوران أن المجلس كان مسؤولاً بشكل مباشر عن الأضرار التي لحقت به بسبب إهمالهم في توظيف والإبقاء على كارجيل.
الإجراءات القانونية
في المحكمة الابتدائية، رُفضت دعوى كوران. استأنف كوران القرار، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم. ثم استأنف كوران أمام المحكمة العليا في كاليفورنيا.
تمحورت القضية أمام المحكمة العليا في كاليفورنيا حول مسألة ما إذا كان مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية يمكن أن يتحمل المسؤولية عن أفعال دواين كارجيل. نظرت المحكمة في عدة عوامل، بما في ذلك درجة سيطرة المجلس على كارجيل، وما إذا كانت أفعال كارجيل ضمن نطاق عمله، وما إذا كان المجلس على علم أو كان يجب أن يكون على علم بسوء سلوك كارجيل.
أصدرت المحكمة العليا في كاليفورنيا حكماً لصالح مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية. رأت المحكمة أن المجلس لم يكن مسؤولاً عن أفعال كارجيل لأنه لم يكن موظفًا أو وكيلاً للمجلس. قررت المحكمة أن كارجيل كان متطوعًا مستقلاً، وأن المجلس لم يكن لديه سيطرة كافية على أفعاله لتحميله المسؤولية.
أسباب حكم المحكمة
استندت المحكمة العليا في كاليفورنيا في حكمها إلى عدة أسباب:
- وضع كارجيل كمتطوع: رأت المحكمة أن كارجيل كان متطوعًا وليس موظفًا أو وكيلاً للمجلس. المتطوعون، بحكم تعريفهم، يقدمون خدماتهم طواعية دون توقع الحصول على تعويض.
- نقص السيطرة: وجدت المحكمة أن المجلس لم يكن لديه سيطرة كافية على أفعال كارجيل لتحميله المسؤولية. على الرغم من أن المجلس وضع بعض السياسات والإرشادات للمتطوعين، إلا أنه لم يسيطر على التفاصيل الدقيقة لكيفية أداء كارجيل لمهامه.
- نطاق العمل: رأت المحكمة أن أفعال كارجيل لم تكن ضمن نطاق عمله. التحرش الجنسي بالأطفال ليس جزءًا من واجبات قائد الكشافة، ولا يُفترض أنه يتم تنفيذه لخدمة مصالح المجلس.
- العلم والإشعار: لم تجد المحكمة دليلاً على أن المجلس كان على علم أو كان يجب أن يكون على علم بسوء سلوك كارجيل. على الرغم من أن المجلس كان على علم ببعض الشائعات حول سلوك كارجيل، إلا أن هذه الشائعات لم تكن كافية لوضع المجلس في حالة تأهب بشأن ميل كارجيل إلى التحرش بالأطفال.
أهمية القضية
تعتبر قضية كوران ضد مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية قضية مهمة لأنها تحدد حدود مسؤولية المنظمات غير الربحية عن أفعال المتطوعين. أوضحت المحكمة العليا في كاليفورنيا أنه لا يمكن تحميل المنظمات غير الربحية المسؤولية عن أفعال المتطوعين إلا إذا كان المتطوع موظفًا أو وكيلاً للمنظمة، وإذا كانت المنظمة لديها سيطرة كافية على أفعال المتطوع، وإذا كانت أفعال المتطوع ضمن نطاق عمله، وإذا كانت المنظمة على علم أو كان يجب أن تكون على علم بسوء سلوك المتطوع.
أثارت القضية أيضًا جدلاً حول مسؤولية المنظمات الكشفية عن حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي. على الرغم من أن المحكمة العليا في كاليفورنيا قضت بأن مجلس جبل ديابلو لم يكن مسؤولاً في هذه الحالة بالذات، إلا أن القضية سلطت الضوء على أهمية قيام المنظمات الكشفية باتخاذ خطوات معقولة لحماية الأطفال من الاعتداء الجنسي. تشمل هذه الخطوات فحص المتطوعين بعناية، وتوفير التدريب للمتطوعين حول كيفية منع الاعتداء الجنسي والإبلاغ عنه، وإنشاء نظام للإبلاغ عن سوء السلوك.
الآثار المترتبة على القضية
كان لقضية كوران ضد مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية آثار بعيدة المدى على المنظمات غير الربحية والمتطوعين. فيما يلي بعض الآثار الرئيسية:
- توضيح معايير المسؤولية: أوضحت القضية المعايير التي ستستخدمها المحاكم لتحديد ما إذا كانت المنظمة غير الربحية مسؤولة عن أفعال المتطوع. يجب على المنظمات الآن أن تكون أكثر حذراً في فحص المتطوعين والإشراف عليهم.
- زيادة الوعي: أدت القضية إلى زيادة الوعي بقضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال في المنظمات الشبابية. هذا الوعي المتزايد دفع المنظمات إلى اتخاذ خطوات إضافية لحماية الأطفال.
- التأثير على التطوع: قد تكون القضية قد أدت إلى تثبيط بعض الأشخاص عن التطوع، خوفًا من تحمل المسؤولية عن أفعال الآخرين. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن المتطوعين يتمتعون عمومًا بحماية قانونية من المسؤولية طالما أنهم يتصرفون بحسن نية وضمن نطاق مهامهم التطوعية.
تطورات لاحقة
بعد صدور حكم المحكمة العليا في كاليفورنيا في قضية كوران، استمرت منظمة فتيان الكشافة الأمريكية في مواجهة العديد من الدعاوى القضائية الأخرى المتعلقة بالاعتداء الجنسي. في عام 2020، تقدمت المنظمة بطلب للحماية من الإفلاس بموجب الفصل 11 من قانون الإفلاس الأمريكي بسبب العدد الهائل من الدعاوى القضائية المعلقة.
في عام 2021، وافقت منظمة فتيان الكشافة الأمريكية على تسوية بقيمة 850 مليون دولار مع ضحايا الاعتداء الجنسي. تتطلب التسوية من المنظمة إنشاء صندوق استئماني لدفع تعويضات للضحايا. لا تزال المنظمة تواجه دعاوى قضائية معلقة، لكن التسوية تمثل خطوة مهمة نحو حل هذه القضايا.
دروس مستفادة
تقدم قضية كوران ضد مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية العديد من الدروس المهمة للمنظمات غير الربحية والمتطوعين. تشمل هذه الدروس ما يلي:
- أهمية فحص المتطوعين والإشراف عليهم: يجب على المنظمات غير الربحية فحص المتطوعين بعناية والإشراف عليهم للتأكد من أنهم مؤهلون وجديرون بالثقة.
- أهمية وضع السياسات والإجراءات: يجب على المنظمات غير الربحية وضع سياسات وإجراءات لحماية الأطفال من الاعتداء الجنسي.
- أهمية الإبلاغ عن سوء السلوك: يجب على المنظمات غير الربحية الإبلاغ عن أي سوء سلوك أو اشتباه في سوء السلوك إلى السلطات المختصة.
- أهمية الحصول على تغطية تأمينية: يجب على المنظمات غير الربحية الحصول على تغطية تأمينية لحماية نفسها من المسؤولية في حالة وقوع حادث أو إصابة.
خاتمة
قضية كوران ضد مجلس جبل ديابلو التابع لمنظمة فتيان الكشافة الأمريكية هي قضية قانونية معقدة سلطت الضوء على مسؤولية المنظمات غير الربحية عن أفعال المتطوعين. على الرغم من أن المحكمة العليا في كاليفورنيا قضت بأن المجلس لم يكن مسؤولاً في هذه الحالة بالذات، إلا أن القضية أثارت جدلاً حول أهمية قيام المنظمات الكشفية باتخاذ خطوات معقولة لحماية الأطفال من الاعتداء الجنسي. يجب على المنظمات غير الربحية فحص المتطوعين بعناية والإشراف عليهم، ووضع سياسات وإجراءات لحماية الأطفال، والإبلاغ عن أي سوء سلوك، والحصول على تغطية تأمينية لحماية نفسها من المسؤولية.