نشأته وبداياته
وُلد جورج هيرمان روث الابن في بالتيمور بولاية ماريلاند، ونشأ في ظروف صعبة. قضى معظم طفولته في مدرسة سانت ماري الصناعية للإصلاح، وهي دار للأيتام ومدرسة داخلية، حيث تعلم البيسبول من الأخ ماتياس بوتيروس. أظهر روث موهبة استثنائية في اللعبة، وسرعان ما لفت أنظار الكشافة.
في عام 1914، وقّع روث مع فريق بالتيمور أوريولز التابع لدوري البيسبول الصغير. بعد فترة وجيزة، باعه الأوريولز إلى فريق بوسطن ريد سوكس مقابل مبلغ صغير من المال. كانت هذه بداية مسيرة مهنية رائعة من شأنها أن تعيد تعريف لعبة البيسبول.
مسيرته مع بوسطن ريد سوكس
في البداية، لعب روث كلاعب رامي متميز مع فريق بوسطن ريد سوكس. في عام 1916، قاد الدوري الأمريكي بـ 9 حالات إغلاق. وفي عام 1918، ساعد ريد سوكس على الفوز ببطولة العالم، مسجلاً رقمًا قياسيًا في البطولة لعدد الأيدي النظيفة المتتالية التي يتم رميها (29.2 يد نظيفة). ومع ذلك، سرعان ما أدرك المدربون أن أعظم مواهبه تكمن في قدرته على الضرب.
بدأ روث يلعب في مركز لاعب الوسط، وأظهر قوة ضرب مذهلة. في عام 1919، حطم الرقم القياسي في الدوري برصيد 29 نقطة على أرضه. على الرغم من نجاحه، قرر مالك ريد سوكس، هاري فرازي، بيع روث إلى نيويورك يانكيز في عام 1920، وهي صفقة أصبحت فيما بعد تُعرف بـ”لعنة بامبينو”، حيث لم يفز ريد سوكس ببطولة العالم مرة أخرى حتى عام 2004.
مسيرته مع نيويورك يانكيز
مع انتقاله إلى نيويورك يانكيز، تحول روث إلى نجم ضارب كامل. في عام 1920، سجل 54 نقطة على أرضه، وهو رقم قياسي جديد في الدوري. وفي عام 1921، سجل 59 نقطة على أرضه، وهو رقم قياسي آخر. سرعان ما أصبح روث ظاهرة وطنية، وجذب حشودًا غفيرة إلى الملاعب لمشاهدته وهو يضرب الكرات خارج الملعب.
شكل روث شراكة قوية مع لو جيريج، وأصبح الاثنان من أبرز نجوم فريق يانكيز الذي سيطر على البيسبول في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. فاز روث بسبع بطولات عالمية مع يانكيز، وأصبح رمزًا للعصر الذهبي للرياضة.
استمر روث في تحطيم الأرقام القياسية طوال مسيرته مع يانكيز. في عام 1927، سجل 60 نقطة على أرضه، وهو رقم قياسي ظل صامدًا لأكثر من ثلاثة عقود. كان روث أيضًا لاعبًا يتمتع بشخصية جذابة، وكان معروفًا بحبه للحياة، وحضوره القوي، وعلاقته المميزة مع الجماهير.
سنواته الأخيرة
بعد مغادرته يانكيز في عام 1934، لعب روث موسمًا واحدًا مع فريق بوسطن بريفز قبل أن يعتزل اللعب في عام 1935. حاول روث أن يصبح مديرًا لفريق بيسبول، لكنه لم يحصل على الفرصة أبدًا. عمل لفترة وجيزة كمدرب في فريق بروكلين دودجرز، لكنه ترك الفريق بعد فترة قصيرة.
في عام 1946، تم تشخيص إصابة روث بسرطان البلعوم الأنفي. خضع لعدة عمليات جراحية وعلاجات، لكنه لم يتمكن من التغلب على المرض. توفي روث في 16 أغسطس 1948 عن عمر يناهز 53 عامًا.
إرثه وتأثيره
ترك بيب روث إرثًا دائمًا في لعبة البيسبول. لقد غير الطريقة التي يتم بها لعب اللعبة، وألهم أجيالًا من اللاعبين والمشجعين. يعتبر روث أحد أعظم الشخصيات الرياضية في التاريخ الأمريكي، وما زال اسمه يتردد صداه حتى اليوم.
- أرقامه القياسية: حطم روث العديد من الأرقام القياسية في البيسبول، بما في ذلك الرقم القياسي لأكبر عدد من النقاط على أرضه في موسم واحد (60 نقطة في عام 1927) والرقم القياسي لأعلى متوسط ضرب في مسيرته المهنية (.342).
- شخصيته الجذابة: كان روث يتمتع بشخصية جذابة وحضور قوي، مما جعله محبوبًا لدى الجماهير. كان معروفًا بحبه للحياة وعلاقته المميزة مع الأطفال.
- تأثيره على اللعبة: غير روث الطريقة التي يتم بها لعب البيسبول، حيث ركز على قوة الضرب وأسلوب اللعب المثير. لقد ساهم في زيادة شعبية اللعبة وجعلها أكثر متعة للجماهير.
تم تكريم روث بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك انتخابه في قاعة مشاهير البيسبول في عام 1936. كما تم تسمية العديد من الملاعب والمدارس والشوارع باسمه تكريمًا لإنجازاته.
أهم إنجازاته
- 7 مرات بطل العالم (1915، 1916، 1918، 1923، 1927، 1928، 1932)
- 12 مرة قائد الدوري في النقاط على أرضه
- مرة واحدة بطل الدوري في الضرب
- قاعة مشاهير البيسبول (1936)
خاتمة
بيب روث، أسطورة البيسبول، ليس مجرد لاعب عظيم بل رمز ثقافي. مسيرته الملهمة، شخصيته الجذابة، وتأثيره الدائم على اللعبة جعلوا منه شخصية لا تُنسى في تاريخ الرياضة الأمريكية والعالمية. سيظل روث محفورًا في الذاكرة كأحد أعظم الرياضيين على الإطلاق.