مقدمة
باريندرا كومار غوش، أو باريندرا غوش، أو كما هو شائع، بارين غوش (5 يوليو 1880 – 18 أبريل 1959) كان ثوريًا هنديًا، وصحفيًا، وفيلسوفًا روحانيًا. كان من بين المؤسسين الرئيسيين لمنظمة “أوغنيوغ” الثورية السرية التي تهدف إلى طرد الحكم البريطاني من الهند بالقوة. كان بارين أصغر شقيق لـ أوربيندو غوش.
نشأته وتعليمه
ولد باريندرا كومار غوش في 5 يوليو 1880 في لندن. كان والده، الدكتور كريشنا دهان غوش، طبيبًا وجراحًا. كانت والدته، سوارنالاتا ديفي، ابنة راجانارايان باسو، وهو كاتب ومصلح اجتماعي بارز. تلقى بارين تعليمه المبكر في ديفغار. بعد ذلك، التحق بكلية باتنا، لكنه تركها قبل الحصول على شهادة. انخرط في الأنشطة الثورية في سن مبكرة، مستوحى من شقيقه الأكبر، أوربيندو غوش، ومن أفكار القومية المتطرفة.
الأنشطة الثورية
في عام 1902، عاد بارين إلى ولاية البنغال وبدأ في تنظيم مجموعات ثورية. سعى إلى تجنيد الشباب وإعدادهم للكفاح المسلح ضد الحكم البريطاني. أسس بارين مع جاتيندرا ناث موخرجي منظمة “أوغنيوغ”، وهي جمعية سرية تهدف إلى تحقيق الاستقلال الهندي من خلال الثورة العنيفة. كان “أوغنيوغ” فرعًا داخليًا من “أنوشيلان ساميتي” الأكبر، وهي منظمة ثورية أخرى في البنغال.
لعب بارين دورًا حاسمًا في نشر الأيديولوجية الثورية من خلال المنشورات والمجلات. بدأ في نشر مجلة “يوجانتار” في عام 1906، والتي أصبحت بسرعة صوتًا قويًا للقومية المتطرفة في البنغال. دعت المجلة إلى المقاومة العنيفة ضد الحكم البريطاني ودعت إلى الاستقلال التام.
شارك بارين وأعضاء “أوغنيوغ” الآخرون في العديد من الأعمال الثورية، بما في ذلك الاغتيالات والسطو المسلح. في عام 1908، خططت المجموعة ونفذت محاولة فاشلة لاغتيال قاضي الصلح سيئ السمعة، دوجلاس كينغسفورد، في مظفر بور. أدت هذه المحاولة، التي نفذها خوديرام بوس و براফুল্লا تشاكي، إلى موجة من الاعتقالات والمحاكمات، وكشفت عن وجود شبكة ثورية واسعة في البنغال.
قضية قنبلة عليبور
بعد محاولة اغتيال كينغسفورد، داهمت الشرطة البريطانية حديقة موراريبوكور في عليبور، وهي مقر سري لـ “أوغنيوغ”. أسفرت الغارة عن اعتقال بارين غوش والعديد من الثوار الآخرين. تم توجيه تهمة التآمر ضدهم لشن حرب ضد الحكومة البريطانية، في القضية المعروفة باسم قضية قنبلة عليبور.
أثارت محاكمة بارين ورفاقه اهتمامًا وطنيًا ودوليًا. دافع عنهم محامون بارزون، بمن فيهم شقيقه أوربيندو غوش، الذي تم القبض عليه أيضًا في القضية. على الرغم من الأدلة القوية ضدهم، تمكن أوربيندو من تبرئة نفسه. ومع ذلك، أدين بارين وحُكم عليه بالإعدام. في وقت لاحق، تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.
السجن والمنفى
قضى بارين غوش فترة طويلة في السجن في جزر أندامان، المعروفة باسم “كالا باني”. عانى هو وغيره من السجناء السياسيين من ظروف قاسية وتعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة. خلال فترة سجنه، خضع بارين لتحول روحي وبدأ في ممارسة اليوجا والتأمل.
بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1920، عاد بارين إلى كالكوتا. ومع ذلك، فقد ابتعد عن السياسة وانخرط في الأنشطة الروحية. انضم إلى Ashram الذي أسسه شقيقه أوربيندو في بونديشيري، وكرس نفسه للدراسة الروحية والتأمل.
العمل الصحفي والكتابة
في وقت لاحق من حياته، عاد بارين إلى الصحافة والكتابة. عمل كمحرر في صحيفة “ذا ستيتسمان” الإنجليزية، وهي صحيفة رائدة في كالكوتا. كتب أيضًا العديد من الكتب والمقالات حول الروحانية والفلسفة والسياسة. تعكس كتاباته رؤيته الروحية المتطورة ودعوته إلى الوحدة والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان.
من بين أعماله البارزة:
- “ديوي بهاف” (The Divine Mood)
- “ذا تيل أوف ماي إكزيل” (The Tale of My Exile)
- “ذا إسنس أوف ذا جيتا” (The Essence of the Gita)
آثاره الفكرية
على الرغم من أن باريندرا كومار غوش اشتهر في البداية بدوره في الحركة الثورية الهندية، إلا أن مساهماته الفكرية في الروحانية والفلسفة لا تقل أهمية. كان يعتقد أن التطور الحقيقي للإنسان يكمن في تحقيق الوعي الإلهي من خلال اليوجا والتأمل. أكد على أهمية الوحدة والوئام بين جميع الكائنات، ودعا إلى مجتمع عالمي قائم على الحب والرحمة.
وفاته وإرثه
توفي باريندرا كومار غوش في 18 أبريل 1959 في كلكتا. ترك وراءه إرثًا ثريًا من النشاط الثوري والكتابات الروحية. يُذكر لكونه شخصية بارزة في الحركة الاستقلالية الهندية ومفكرًا عميقًا استكشف أعماق الوعي البشري. تستمر حياته وعمله في إلهام الناس في جميع أنحاء العالم للسعي لتحقيق الحرية الروحية والاجتماعية.
خاتمة
كان باريندرا كومار غوش شخصية متعددة الأوجه لعبت دورًا حاسمًا في تاريخ الهند. بدأ حياته كناشط ثوري يسعى إلى الإطاحة بالحكم البريطاني بالقوة، ثم تحول لاحقًا إلى فيلسوف روحي ومفكر. يظل إرثه شهادة على قوة الإيمان والتحول والبحث الدائم عن الحقيقة.