تكوين الفرقة والسنوات الأولى
تأسست مكارثي في حي باركينغ، وهو جزء من لندن الكبرى، في عام 1984. اجتمع مالكولم إيدن، الصوت الرئيسي وكاتب الأغاني، مع تيم برين، وجيريمي وارنر، وغلين هاستينغز لتشكيل النواة الأولى للفرقة. تأثر أعضاء الفرقة بمجموعة متنوعة من الفنانين، بما في ذلك فرق البوب الإنجليزية مثل ذا سميثز (The Smiths)، وذا جام (The Jam)، وذا كورتينز (The Cure)، بالإضافة إلى فنانين أمريكيين مثل آر إي إم (R.E.M.).
بدأت الفرقة في كتابة وتسجيل أغانيها الخاصة في استوديوهات صغيرة ومحلية. كان أسلوبهم الموسيقي مزيجًا من موسيقى البوب الإنجليزية الكلاسيكية مع لمسة من روح الدعابة والتعليقات الاجتماعية والسياسية. كان مالكولم إيدن يكتب كلمات الأغاني في الغالب، وكانت كلماته ذكية وغالبًا ما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية معاصرة.
النجاح المبكر والألبومات
بدأت مكارثي في اكتساب شعبية في مشهد موسيقى الإندي في أواخر الثمانينيات. أصدرت الفرقة العديد من الأغاني المنفردة التي حققت نجاحًا في قوائم الإندي، مما ساعد على زيادة شهرتها. في عام 1987، أصدرت مكارثي ألبومها الأول، “أنا والآخرون (I Am Brendan Behan)”. أظهر هذا الألبوم قدرة الفرقة على كتابة الأغاني المميزة والكلمات الذكية. تضمن الألبوم أغاني مثل “بوس (Boss)” و”الرجل السعيد (The Happy Man)”، اللتين أصبحتا من بين أكثر أغاني الفرقة شهرة.
في عام 1990، أصدرت مكارثي ألبومها الثاني، “جيدة (Good)”. تميز هذا الألبوم بتطور في أسلوب الفرقة، مع ألحان أكثر تعقيدًا وإنتاجًا أفضل. تضمن الألبوم أغاني مثل “أصدقائي (Get a Knife and Cut Your Friends)” و”الجمال (The Beauty Process)”. كان “جيدة (Good)” بمثابة إنجاز فني للفرقة، وحصل على إشادة نقدية واسعة النطاق.
أسلوب الموسيقى والكلمات
تميزت موسيقى مكارثي بالعديد من الخصائص المميزة. كانت ألحانهم جذابة وسهلة الاستماع، مع تأثيرات واضحة من موسيقى البوب الإنجليزية الكلاسيكية. كان صوت مالكولم إيدن مميزًا ومميزًا، وكان يمتلك القدرة على توصيل المشاعر والكلمات بفعالية. ومع ذلك، ربما كان أهم ما يميز مكارثي هو كلماتهم.
كانت كلمات مكارثي ذكية وروح دعابة، وغالبًا ما كانت تحمل طابعًا سياسيًا واجتماعيًا. كان مالكولم إيدن كاتبًا موهوبًا، وكان قادرًا على كتابة كلمات تثير الفكر وتدعو إلى التساؤل. تناولت أغاني الفرقة مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الطبقية، والسياسة، والعلاقات الإنسانية. على سبيل المثال، تناولت أغنية “بوس (Boss)” قضايا السلطة والاستغلال، بينما تناولت أغنية “الرجل السعيد (The Happy Man)” قضايا السعادة والرضا في الحياة.
تأثيرهم على موسيقى الإندي
كان لمكارثي تأثير كبير على مشهد موسيقى الإندي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. ألهمت الفرقة العديد من الفرق اللاحقة، والتي اقتبست من أسلوبها الموسيقي وكلماتها الذكية. ساعدت مكارثي في تمهيد الطريق للفرق التي أرادت أن تجمع بين الألحان الجذابة والتعليقات الاجتماعية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت الفرقة في تعريف صوت موسيقى الإندي البريطانية في ذلك الوقت.
من بين الفرق التي تأثرت بمكارثي يمكن ذكر فرق مثل بويز أوف ذا بيتش (The Boys of the Beached) و إليفانت (Elephant) و غيرها. يمكن القول بأن إرث مكارثي يكمن في قدرتها على دمج موسيقى البوب الذكية مع التعليقات الاجتماعية الهادفة. ترك هذا المزيج بصمة دائمة في عالم موسيقى الإندي.
انفصال الفرقة وتأثيرها المستمر
انفصلت مكارثي في أوائل التسعينيات بعد إصدار ألبومها الثاني “جيدة (Good)”. على الرغم من أن الفرقة لم تستمر لفترة طويلة، إلا أن تأثيرها على موسيقى الإندي لا يزال محسوسًا حتى اليوم. لا تزال أغاني الفرقة تُسمع وتُقدر من قبل المعجبين الجدد والقدامى. أعادت العديد من الفرق الأخرى غناء أغاني مكارثي، مما يدل على استمرار أهمية موسيقاهم.
واصل أعضاء مكارثي مسيرتهم المهنية في مجالات مختلفة بعد انفصال الفرقة. عمل مالكولم إيدن ككاتب وموسيقي، بينما انخرط الآخرون في مشاريع موسيقية أخرى. على الرغم من أن مكارثي قد انتهت كفرقة، إلا أن موسيقاهم لا تزال حية وموجودة في قلوب وعقول محبي موسيقى الإندي.
الأغاني المميزة
أصدرت مكارثي عددًا من الأغاني التي أصبحت مميزة في مسيرتهم المهنية. من بين هذه الأغاني:
- “بوس (Boss)”: أغنية تتناول قضايا السلطة والاستغلال.
- “الرجل السعيد (The Happy Man)”: أغنية تدور حول السعادة والرضا في الحياة.
- “أصدقائي (Get a Knife and Cut Your Friends)”: أغنية ذات كلمات جريئة ومثيرة للتفكير.
- “الجمال (The Beauty Process)”: أغنية تعكس موضوعات الجمال والمجتمع.
الآلات الموسيقية المستخدمة
استخدمت مكارثي مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية في تسجيل وإنتاج ألبوماتها. شملت هذه الآلات:
- الغيتار: لعب دورًا رئيسيًا في ألحان الفرقة.
- الباس: قدم الأساس الإيقاعي للأغاني.
- الطبول: ساهمت في إيقاع الأغاني.
- الصوت (صوت مالكولم إيدن): كان الصوت المميز للفرقة.
خاتمة
مكارثي كانت فرقة بوب إندي بريطانية تركت بصمة كبيرة في مشهد موسيقى الإندي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات. اشتهرت الفرقة بكلماتها الذكية والمرحة، بالإضافة إلى ألحانها الجذابة. على الرغم من أن الفرقة لم تستمر لفترة طويلة، إلا أن تأثيرها على موسيقى الإندي لا يزال محسوسًا حتى اليوم. لا تزال أغاني الفرقة تُسمع وتُقدر من قبل المعجبين الجدد والقدامى، وتعتبر إرثًا مهمًا في تاريخ موسيقى البوب الإنجليزية.
المراجع
“`