سيكما الثانية (Seikima-II)

تأسيس الفرقة والسنوات الأولى

تأسست فرقة سيكما الثانية في طوكيو عام 1982 على يد المغني الرئيسي ديمون كوجيما (Demon Kogure). اتخذت الفرقة طابعًا مسرحيًا فريدًا، حيث ارتدى أعضاؤها ملابس شيطانية ومكياجًا غريبًا. كان اسم الفرقة مستوحى من مفهوم “سيكما” وهو مصطلح ديني يشير إلى قوة شيطانية. انضم إلى ديمون كوجيما في البداية كل من العازفين رايشين أندو (Raishin Ando) على الجيتار، وزيدو كيوجي (Zeedo Kyouji) على الباس، وهونج كوجيما (Hong Kyoujima) على الطبول.

أصدرت الفرقة أول ألبوماتها بعنوان “القرص الأول” (Seikima-II – Akuma ga Kita) في عام 1985. تميز هذا الألبوم بمزيج من موسيقى الهيفي ميتال مع عناصر من الروك التقدمي، بالإضافة إلى الكلمات المثيرة للجدل التي تتناول مواضيع دينية وشيطانية. على الرغم من الجدل الذي أثاره الألبوم، إلا أنه لاقى نجاحًا كبيرًا في اليابان وساعد في بناء قاعدة جماهيرية كبيرة للفرقة.

التطور الموسيقي والنجاح التجاري

شهدت سيكما الثانية تطورًا مستمرًا في أسلوبها الموسيقي على مدار السنوات التالية. أصدرت الفرقة العديد من الألبومات الناجحة، مثل “التحرير” (The Outer Mission) عام 1987، و”الخلاص” (Hoshi wo Tsugu Mono) عام 1988. تميزت هذه الألبومات بتنوعها الموسيقي، حيث دمجت الفرقة عناصر من موسيقى الباور ميتال والسرعة. كما تطورت مهارات أعضاء الفرقة في العزف والكتابة.

بجانب موسيقاهم، لعب المظهر المسرحي للفرقة دورًا كبيرًا في نجاحها. اعتمد أعضاء الفرقة على الأزياء المعقدة والمكياج المميز، مما جعلهم يبرزون في كل حفل. غالبًا ما كانت الحفلات تتضمن عروضًا مسرحية مصممة بعناية، مما أضاف بُعدًا آخر لتجربة الجمهور. هذا المزيج من الموسيقى القوية والعروض المسرحية الجذابة ساهم في جعل سيكما الثانية واحدة من أنجح فرق الهيفي ميتال في اليابان.

تشكيلة الأعضاء وتغيراتها

شهدت سيكما الثانية تغييرات متعددة في تشكيلة الأعضاء على مر السنين. على الرغم من هذه التغييرات، ظل ديمون كوجيما هو العضو الوحيد الثابت في الفرقة طوال فترة نشاطها. كان لكل عضو من الأعضاء الجدد الذين انضموا للفرقة اسم مسرحي مرتبط بالشيطان. ساهمت هذه التغييرات في الحفاظ على حيوية الفرقة وتقديم أفكار جديدة في الموسيقى والعروض.

من بين أبرز الأعضاء الذين انضموا إلى الفرقة على مر السنين:

جاك (Guitar): انضم في وقت مبكر وقدم مساهمات مهمة في كتابة الأغاني.
زيدو (Bass): ساهم في النمط الموسيقي للفرقة.
هونغ (Drums): شارك في الألبومات الأولى للفرقة.
لوسيفر أسرود (Lucifer Asmodeus): عازف جيتار ساهم في العديد من الألبومات الناجحة.
آساهي (Acha Asahi): عازف جيتار آخر كان له دور في تطوير صوت الفرقة.

الكلمات والمواضيع

تميزت كلمات سيكما الثانية بالغموض والإثارة، وغالبًا ما تناولت مواضيع دينية وشيطانية. استوحى ديمون كوجيما، كاتب كلمات الأغاني الرئيسي، من الأساطير المسيحية واليهودية، بالإضافة إلى مفاهيم القيامة والجحيم. لم تقتصر الكلمات على إثارة الجدل فحسب، بل كانت تتضمن أيضًا رسائل فلسفية عميقة حول الحياة والموت والإيمان.

أشهر أغاني الفرقة، مثل “القيامة” (Akuma no Merodi) و”أسرار الجحيم” (Fire After Fire)، عكست هذه المواضيع. ساهمت هذه الكلمات في بناء قاعدة جماهيرية واسعة للفرقة، حيث وجد الكثيرون فيها تعبيرًا عن أفكارهم ومشاعرهم. إضافة إلى ذلك، استخدمت الفرقة الرموز الدينية بشكل فني، مما زاد من تعقيد رسائلها.

التأثير والميراث

تركت سيكما الثانية بصمة واضحة في تاريخ موسيقى الروك والـميتال اليابانية. ساهمت الفرقة في تمهيد الطريق لفرق أخرى من الهيفي ميتال في اليابان، وألهمت العديد من الفنانين. يظهر تأثيرها في استخدام الأزياء المسرحية، والمواضيع الفريدة في الأغاني، والاندماج بين الموسيقى الجادة والعروض المسرحية. يعتبر أسلوبهم مزيجًا من الأصالة والجرأة، وهو ما جعلهم يبرزون في المشهد الموسيقي.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الفرقة في انتشار موسيقى الهيفي ميتال اليابانية على مستوى العالم. حققت بعض ألبوماتهم نجاحًا في الخارج، مما ساعد على التعريف بالثقافة اليابانية. لا يزال تأثير سيكما الثانية ملموسًا حتى اليوم، حيث يستمر المعجبون في تقدير موسيقاهم والإشادة بها. يمثل هذا التأثير شهادة على تفرد الفرقة وإبداعها.

الحياة بعد الانفصال والعودة

أعلنت سيكما الثانية عن انفصالها في عام 1999، بعد مسيرة فنية ناجحة دامت سنوات عديدة. عقدت الفرقة سلسلة من الحفلات الوداعية التي شهدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا. بعد الانفصال، انخرط أعضاء الفرقة في مشاريع فنية فردية، مثل ديمون كوجيما الذي واصل مسيرته كمغني ومنتج موسيقي.

مع ذلك، لم يكن هذا هو النهاية الحقيقية لقصة سيكما الثانية. عادت الفرقة للظهور في مناسبات خاصة على مر السنين، مثل حفلات لم الشمل. كانت هذه العروض بمثابة احتفال بموسيقى الفرقة وتاريخها الحافل. في بعض الأحيان، كانت الفرقة تجتمع لإصدار ألبومات جديدة. يظهر هذا التمسك بموسيقاهم وحب الجماهير لهم.

الخاتمة

سيكما الثانية فرقة يابانية استثنائية في تاريخ موسيقى الهيفي ميتال. بفضل موسيقاها الفريدة، ومظهرها المسرحي الجذاب، وأغانيها المثيرة للجدل، تركت الفرقة بصمة لا تُمحى في عالم الموسيقى. من خلال التشكيلات المتغيرة والمواضيع الشيقة، نجحت سيكما الثانية في الحفاظ على جمهورها وتوسيع تأثيرها. يستمر إرث الفرقة في الإلهام والإمتاع، مما يجعلها واحدة من أهم فرق الهيفي ميتال في اليابان والعالم.

المراجع

“`