نشأتها وعائلتها
ولدت إليزابيث في حوالي عام 1262، وهي ابنة مينارد الثاني، كونت غوريزيا وتيرول وزوجته إليزابيث من بافاريا، الأرملة الدوقة من سوابيا. كان والدها أحد أقوى الأمراء في جبال الألب الشرقية، وحكم منطقة واسعة شملت تيرول وكارينثيا وكارنيولا. كانت والدتها، إليزابيث البافارية، ابنة أوتو الثاني، دوق بافاريا وأغنيس من بالاتينات.
من بين أشقائها: أوتو الثالث، دوق كارينثيا، هنري السادس، دوق كارينثيا، وأغنيس من كارينثيا، ملكة المجر.
الزواج من ألبرت الأول
تزوجت إليزابيث من ألبرت الأول من هابسبورغ في فيينا في 20 ديسمبر 1274. كان ألبرت الابن الأكبر للملك رودولف الأول ملك ألمانيا وزوجته الأولى، جيرترود من هوهنبرغ. كان هذا الزواج جزءًا من استراتيجية رودولف لتعزيز سلطة عائلة هابسبورغ في الأراضي النمساوية والمناطق المحيطة بها. كانت إليزابيث تتمتع بشخصية قوية وكان لها تأثير كبير على زوجها، خاصة في إدارة شؤون الأراضي الهابسبورغية.
أنجبت إليزابيث من ألبرت اثني عشر طفلاً:
- رودولف الثالث (حوالي 1282 – 4 يوليو 1307)، دوق النمسا وملك بوهيميا.
- فريدريك الوسيم (حوالي 1289 – 13 يناير 1330)، دوق النمسا وملك ألمانيا.
- ليوبولد الأول (4 أغسطس 1290 – 28 فبراير 1326)، دوق النمسا.
- ألبرت الثاني (12 ديسمبر 1298 – 20 يوليو 1358)، دوق النمسا.
- هاينريش المتواضع (1299 – 3 فبراير 1327).
- ماينارد.
- أغنيس (18 مايو 1281 – 10 يونيو 1364)، تزوجت من أندرو الثالث ملك المجر.
- إليزابيث (حوالي 1285 – 19 مايو 1352)، تزوجت من فريدريك الرابع، دوق لورين.
- كاثرين (1295 – 18 يناير 1323)، تزوجت من كارلو، دوق كالابريا.
- آنا (حوالي 1300 – 1327/1331)، تزوجت من هيرمان، مارغراف براندنبورغ-سالزفيدل.
- جوديث (جوتة) (حوالي 1271 – 21 مايو 1297)، تزوجت من فاكلاف الثاني ملك بوهيميا.
- أوتو (23 يوليو 1301-26 فبراير 1339)، دوق النمسا.
ملكة الرومان
في عام 1298، تم انتخاب ألبرت الأول ملكًا للرومان (ملك ألمانيا) بعد الإطاحة بأدولف من ناساو. توج ألبرت رسميًا في آخن في 24 أغسطس 1298، وبذلك أصبحت إليزابيث ملكة الرومان. لعبت إليزابيث دورًا هامًا في دعم حكم زوجها، حيث كانت تشارك في المفاوضات السياسية وتعمل على تعزيز سلطة الهابسبورغ في الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
كانت إليزابيث معروفة بذكائها وطموحها. كانت راعية للفنون والعلوم، وقامت برعاية العديد من الفنانين والعلماء في بلاطها. كما كانت تهتم بشؤون الفقراء والمحتاجين، وقامت بتقديم المساعدات المالية والإنسانية لهم.
كانت إليزابيث أيضًا نشطة في الشؤون الدينية. قامت ببناء العديد من الكنائس والأديرة، ودعمت رجال الدين. كانت تعتبر امرأة متدينة وتقية، وكانت تحرص على أداء واجباتها الدينية.
وفاة ألبرت الأول
في 1 مايو 1308، اغتيل ألبرت الأول على يد ابن أخيه يوهان باريسيد في وينديش. كان يوهان غاضبًا لأن ألبرت لم يمنحه ميراثه من أراضي هابسبورغ. صدمت وفاة ألبرت إليزابيث بشدة، ولعبت دورًا رئيسيًا في القبض على قتلة زوجها ومعاقبتهم.
بعد وفاة زوجها، كرست إليزابيث نفسها لتأمين مستقبل أبنائها وضمان استمرار حكم هابسبورغ. دعمت انتخاب ابنها الأكبر، فريدريك الوسيم، ملكًا للرومان في عام 1314، على الرغم من أنه لم يتمكن من الحصول على اعتراف كامل به كملك.
وفاتها
توفيت إليزابيث في 28 أكتوبر 1312، ودفنت في دير كونيغسفلدن، الذي أسسته لتكريم ذكرى زوجها. يعتبر دير كونيغسفلدن اليوم معلمًا تاريخيًا هامًا في سويسرا، ويضم العديد من الأعمال الفنية القيمة التي تعود إلى عصر إليزابيث.
شخصيتها وإرثها
تُذكر إليزابيث من كارينثيا كامرأة قوية ومؤثرة لعبت دورًا هامًا في تاريخ عائلة هابسبورغ والإمبراطورية الرومانية المقدسة. كانت تتمتع بشخصية ذكية وطموحة، وكانت قادرة على التأثير على زوجها وأبنائها في اتخاذ القرارات السياسية الهامة. كانت أيضًا راعية للفنون والعلوم، وكانت تهتم بشؤون الفقراء والمحتاجين. يعتبر إرثها مثالًا على دور المرأة في السياسة والمجتمع في العصور الوسطى.
كانت إليزابيث شخصية محورية في تاريخ النمسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة. بصفتها زوجة ألبرت الأول، ملك الرومان، لعبت دورًا هامًا في تعزيز قوة عائلة هابسبورغ وضمان استمرار حكمها. كما كانت راعية للفنون والعلوم، وكانت تهتم بشؤون الفقراء والمحتاجين.
خاتمة
إليزابيث من كارينثيا كانت شخصية بارزة في العصور الوسطى، حيث جمعت بين دورها كملكة وأم وبين اهتمامها بالسياسة والثقافة والأعمال الخيرية. تركت بصمة واضحة في تاريخ عائلة هابسبورغ وفي تاريخ الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وتُذكر كامرأة قوية ومؤثرة ساهمت في تعزيز مكانة عائلتها ودعم المجتمع.