تاريخ التأسيس والتطور
نشأت كنيسة العهد الإنجيلية السويدية من حركة الصحوة الشعبية في السويد في القرن التاسع عشر. كان لهذه الحركة تأثير كبير على الحياة الدينية والاجتماعية في البلاد، حيث ركزت على الإنجيل والتبشير والتجديد الروحي. في البداية، كانت هناك عدة حركات صحوية مختلفة، لكنها توحدت تدريجياً لتشكيل كنيسة واحدة.
تأسست الكنيسة رسميًا في 1878، حيث اجتمع ممثلون من مختلف التجمعات والمجموعات الإنجيلية في السويد لتشكيل منظمة مركزية. كان الهدف الرئيسي هو تعزيز التعاون بين هذه المجموعات ودعم مهمة التبشير في الداخل والخارج. سرعان ما تطورت الكنيسة ونمت، وافتتحت مدارس ومستشفيات ودور رعاية. كما بدأت في إرسال مبشرين إلى مختلف أنحاء العالم.
شهدت الكنيسة العديد من التغييرات والتحديات على مر السنين. في بداية القرن العشرين، واجهت الكنيسة تحديات تتعلق بالحداثة والعلم والتغيرات الاجتماعية. ومع ذلك، تمكنت الكنيسة من التكيف مع هذه التحديات والحفاظ على إيمانها الأساسي بالرب يسوع المسيح. في عام 2003، غيرت الكنيسة اسمها من “العهد الإنجيلي السويدي” إلى “كنيسة العهد الإنجيلية السويدية” لتعكس هويتها العالمية وتوجهها نحو المستقبل.
العقيدة والإيمان
تتبنى كنيسة العهد الإنجيلية السويدية العقيدة الإنجيلية التقليدية. يؤمن أعضاء الكنيسة بالكتاب المقدس، العهد القديم والعهد الجديد، باعتباره كلمة الله الموحى بها. يؤمنون بالثالوث الأقدس: الله الآب والابن والروح القدس. كما يؤمنون بموت وقيامة يسوع المسيح من أجل خلاص البشرية.
تؤكد الكنيسة على أهمية الإيمان الشخصي بيسوع المسيح، والتوبة عن الخطايا، والحياة الجديدة في الروح القدس. كما تشدد على أهمية الخدمة المسيحية، والتبشير بالإنجيل، والاهتمام بالفقراء والمحتاجين. تلتزم الكنيسة بتعليم الكتاب المقدس والتمسك بالقيم الأخلاقية المسيحية.
تشجع الكنيسة أعضائها على المشاركة في الحياة الكنسية، بما في ذلك العبادة والصلاة والتعليم. كما تدعم الكنيسة الأنشطة الاجتماعية والخيرية، وتسعى إلى إحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
الانتشار والأنشطة
تتمتع كنيسة العهد الإنجيلية السويدية بحضور واسع في السويد. لديها عدد كبير من الكنائس والمجامع في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الكنيسة في الخارج من خلال إرسال المبشرين ودعم المشاريع التنموية والإنسانية. لديها علاقات وثيقة مع كنائس أخرى في جميع أنحاء العالم.
تقوم الكنيسة بالعديد من الأنشطة المختلفة. تشمل هذه الأنشطة:
- العبادة: تقيم الكنيسة خدمات العبادة بانتظام، حيث يجتمع المؤمنون للصلاة والترنيم والاستماع إلى كلمة الله.
- التعليم: تقدم الكنيسة برامج تعليمية للكبار والأطفال، بما في ذلك دروس الكتاب المقدس والتدريب على القيادة.
- التبشير: تنظم الكنيسة حملات تبشيرية وفعاليات للتواصل مع الآخرين ونشر رسالة الإنجيل.
- الخدمة الاجتماعية: تدعم الكنيسة المشاريع الاجتماعية والخيرية، مثل دور الرعاية والمستشفيات والبرامج الإغاثية.
- الشباب: تقدم الكنيسة أنشطة وبرامج للشباب، مثل المعسكرات والرحلات والفرق الموسيقية.
- المرأة: توفر الكنيسة فرصًا للمرأة للمشاركة في القيادة والخدمة الكنسية.
تهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز الإيمان، وتنمية الروحانية، وخدمة المجتمع.
العلاقة مع الكنائس الأخرى
تتعاون كنيسة العهد الإنجيلية السويدية مع كنائس أخرى في السويد وحول العالم. فهي عضو في العديد من المنظمات والاتحادات المسيحية، مثل مجلس الكنائس العالمي والاتحاد العالمي للكنائس الإصلاحية. تعمل الكنيسة على تعزيز الوحدة المسيحية والتعاون بين الكنائس المختلفة.
تشارك الكنيسة في حوارات مسكونية مع كنائس أخرى، وتسعى إلى بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل. تدعم الكنيسة أيضًا مشاريع مشتركة مع كنائس أخرى، مثل المشاريع التبشيرية والمشاريع الإنسانية.
التحديات والمستقبل
تواجه كنيسة العهد الإنجيلية السويدية العديد من التحديات في العصر الحديث. تشمل هذه التحديات تراجع الإيمان في المجتمع، والعلمانية المتزايدة، والتغيرات في التركيبة السكانية. ومع ذلك، تظل الكنيسة ملتزمة برسالتها وتسعى جاهدة للتكيف مع هذه التحديات والنمو في المستقبل.
تعتمد الكنيسة على عدد من الاستراتيجيات للتغلب على هذه التحديات. تشمل هذه الاستراتيجيات:
- التركيز على التعليم: تولي الكنيسة أهمية كبيرة لتعليم الكتاب المقدس وتعليم الإيمان للأجيال القادمة.
- التواصل مع المجتمع: تعمل الكنيسة على بناء علاقات مع المجتمع من خلال الأنشطة والخدمات الاجتماعية.
- التجديد الروحي: تسعى الكنيسة إلى تعزيز التجديد الروحي بين أعضائها من خلال العبادة والصلاة والتعليم.
- التبشير: تواصل الكنيسة جهودها في التبشير ونشر رسالة الإنجيل.
- التعاون: تتعاون الكنيسة مع كنائس أخرى ومنظمات مسيحية لتعزيز رسالتها وجهودها.
تسعى الكنيسة إلى أن تكون قوة إيجابية في المجتمع، وأن تقدم رسالة الأمل والرجاء للعالم. وتؤمن الكنيسة بأنها يمكن أن تستمر في النمو والازدهار في المستقبل.
التأثير المجتمعي
لعبت كنيسة العهد الإنجيلية السويدية دورًا هامًا في تشكيل المجتمع السويدي على مر السنين. فقد ساهمت في تطوير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. كما كان لها تأثير كبير في مجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
دعمت الكنيسة العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، مثل حقوق المرأة وحقوق العمال وحقوق الأقليات. كما شاركت في جهود الإغاثة الإنسانية في الداخل والخارج. تعتبر الكنيسة صوتًا مهمًا في المجتمع السويدي، وتسعى إلى التأثير على القضايا الاجتماعية والأخلاقية.
لا تزال الكنيسة ملتزمة بخدمة المجتمع والمساهمة في رفاهية السويد. وهي تعمل على تعزيز قيم العدالة والسلام والمحبة.
التنظيم والإدارة
تتكون كنيسة العهد الإنجيلية السويدية من مجامع محلية مستقلة، لكنها مرتبطة ببعضها البعض من خلال منظمة مركزية. تدار الكنيسة من قبل مجلس تنفيذي ينتخبه المؤتمر العام للكنيسة. هذا المجلس مسؤول عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتنسيق الأنشطة المختلفة.
تعتمد الكنيسة على متطوعين وعاملين بأجر لإدارة الكنائس والمجامع وتنفيذ الأنشطة المختلفة. تحظى الكنيسة بدعم مالي من خلال التبرعات والمنح والإيرادات من الممتلكات.
يخضع عمل الكنيسة لقواعد ولوائح تحددها الحكومة السويدية. تلتزم الكنيسة بالقوانين واللوائح المتعلقة بالضرائب والتوظيف وحماية البيانات وغيرها.
خاتمة
كنيسة العهد الإنجيلية السويدية هي طائفة مسيحية مهمة في السويد، ولها تاريخ طويل من الخدمة والتأثير. تأسست على قيم إنجيلية، وتؤمن بأهمية الإيمان الشخصي، والتبشير، والخدمة المجتمعية. لا تزال الكنيسة تلعب دورًا حيويًا في الحياة الدينية والاجتماعية في السويد، وتعمل على تعزيز قيمها وخدمة المجتمع.