التصميم والبناء
بدأ بناء المدمرة موراكمو في عام 1927 في حوض بناء السفن في شركة أورنامي، وتم إطلاقها في 27 سبتمبر 1928. اكتمل بناؤها ودخلت الخدمة في 9 مايو 1929. تميز تصميم فئة فوبوكي بالعديد من الابتكارات، بما في ذلك أسلحة أكثر قوة، وهيكل أكثر صلابة، وتصميم هيكلي محسن. بلغت الإزاحة القياسية للمدمرة موراكمو 1,750 طنًا، وطولها الإجمالي 118.5 مترًا، وعرضها 10.4 مترًا، وغاطسها 3.3 مترًا. تم تجهيزها بمحركات بخارية تعمل بالوقود، قادرة على توليد قوة 50,000 حصان، مما يسمح لها بتحقيق سرعة قصوى تبلغ 38 عقدة (70 كم/ساعة). كان طاقم المدمرة يتكون من 192 ضابطًا وبحارًا.
تم تسليح موراكمو بستة مدافع عيار 127 ملم مثبتة في ثلاثة أبراج مزدوجة، بالإضافة إلى ثلاثة أنابيب طوربيد ثلاثية عيار 610 ملم. كما تم تجهيزها بمدافع مضادة للطائرات من عيار 13 ملم وأجهزة إلقاء القنابل العميقة. هذا التسليح جعلها مدمرة قوية قادرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات، بما في ذلك السفن السطحية والغواصات والطائرات.
الخدمة في فترة ما قبل الحرب
بعد دخولها الخدمة، شاركت موراكمو في العديد من التدريبات والمناورات البحرية المكثفة التي قامت بها البحرية الإمبراطورية اليابانية. خلال فترة ما قبل الحرب، كانت هذه التدريبات ضرورية لتحسين كفاءة الطاقم وصقل التكتيكات البحرية. تم تكليف موراكمو في البداية إلى منطقة عمليات الصين، حيث شاركت في دوريات ودعم القوات البرية اليابانية خلال الحرب اليابانية الصينية الثانية. شهدت السفينة قتالًا في معارك مختلفة، بما في ذلك عمليات قصف الساحل ودعم الإنزال.
في عام 1940، تمت ترقية المدمرة موراكمو إلى لواء المدمرات الثالث التابع للأسطول الثاني. وقد وضعت في منطقة عمليات جنوب شرق آسيا استعدادًا لاندلاع الحرب في المحيط الهادئ. أظهرت موراكمو جاهزية قتالية عالية، مما يجعلها أصلًا قيمًا للبحرية اليابانية.
المشاركة في الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في ديسمبر 1941، شاركت موراكمو في العديد من العمليات الهجومية. كانت جزءًا من قوة الغزو اليابانية التي هاجمت مالايا في ديسمبر 1941. بعد ذلك، شاركت في غزو الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا الحالية) في أوائل عام 1942. خلال هذه العمليات، قدمت المدمرة دعمًا ناريًا للقوات البرية اليابانية، وقامت بدوريات لمكافحة الغواصات، ورافقت قوافل الإمدادات.
في 16 مارس 1942، شاركت موراكمو في معركة مضيق سوندا، وهي معركة بحرية كبيرة وقعت قبالة سواحل جاوة. قاتلت موراكمو بشجاعة ضد السفن الحليفة، لكنها تعرضت لأضرار طفيفة. ومع ذلك، فقد أثبتت قدرتها على القتال وقدرتها على البقاء في هذه المعركة الحاسمة.
في 10 يوليو 1942، تعرضت موراكمو لهجوم من قبل الغواصة الأمريكية “إس إس بي بيرش” (USS Perch) في بحر الصين الجنوبي. أصيبت المدمرة بطوربيد، مما أدى إلى أضرار كبيرة. على الرغم من جهود الطاقم للسيطرة على الأضرار، غرقت موراكمو في غضون ساعات قليلة. لقي 107 من أفراد الطاقم حتفهم في الغرق، بينما تمكنت السفن المرافقة من إنقاذ الناجين.
التقييم والأهمية
تعتبر المدمرة موراكمو مثالًا على تصميم المدمرات اليابانية المتطورة في فترة ما بين الحربين العالميتين. ساهمت في إظهار القدرات القتالية للبحرية اليابانية في بداية الحرب العالمية الثانية. على الرغم من غرقها في عام 1942، إلا أن مشاركتها في العمليات الحربية تركت بصمة على سجلات الحرب. ساهمت التجربة المكتسبة من بناء وتشغيل موراكمو وغيرها من مدمرات فئة فوبوكي في تطوير السفن الحربية اليابانية اللاحقة.
لعبت المدمرات من فئة فوبوكي، مثل موراكمو، دورًا حاسمًا في العمليات الهجومية للبحرية اليابانية في بداية الحرب العالمية الثانية. ساعدت هذه السفن في تحقيق الانتصارات المبكرة في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ. ومع ذلك، أدى فقدان العديد من هذه المدمرات، بما في ذلك موراكمو، إلى استنزاف القوة البحرية اليابانية. يعكس مصير موراكمو الشجاعة والتضحيات التي قدمها الطاقم خلال الحرب.
التراث
على الرغم من أن المدمرة موراكمو غرقت في عام 1942، إلا أن ذكرها لا يزال حيًا في التاريخ البحري. تُذكر السفينة بشجاعتها في المعركة، وتصميمها المبتكر، ومساهمتها في العمليات المبكرة للحرب العالمية الثانية. دراسة تاريخ موراكمو توفر رؤية قيمة حول تطور التكتيكات والتقنيات البحرية في فترة ما بين الحربين العالميتين والحرب العالمية الثانية.
يتم تذكر المدمرة موراكمو من خلال النصب التذكارية والقصص التي ترويها البحارة والباحثين. تذكّرنا قصتها بالخسائر التي تكبدتها جميع الأطراف في الحرب، وتعمل كنصب تذكاري للشجاعة والتضحية اللتين تجسدهما أرواح البحارة.
العوامل المؤثرة في نهاية المدمرة
- الغواصات: لعبت الغواصات الأمريكية دورًا كبيرًا في إغراق السفن اليابانية، بما في ذلك موراكمو.
- التكتيكات: أدت التكتيكات اليابانية في القتال البحري إلى تعرض السفن للخطر، مما أدى إلى خسائر.
- التسليح: على الرغم من تسليحها الجيد، لم تكن المدمرة قادرة على مواجهة جميع التهديدات.
- الحرب: كان الحرب العالمية الثانية معركة عالمية دمرت فيها الكثير من السفن.
خاتمة
كانت المدمرة موراكمو سفينة حربية يابانية مهمة خدمت في فترة ما بين الحربين العالميتين والحرب العالمية الثانية. تميزت بتصميمها المتطور وقدرتها القتالية. شاركت في العديد من العمليات الهجومية في بداية الحرب، بما في ذلك غزو مالايا وإندونيسيا. على الرغم من شجاعتها في المعركة، غرقت موراكمو في عام 1942 بعد تعرضها لهجوم من قبل غواصة أمريكية. إن قصة موراكمو تعكس شجاعة وتضحيات البحارة اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، وتوفر نظرة ثاقبة على تطور التكتيكات والتقنيات البحرية في تلك الفترة.
المراجع
- Dictionary of American Naval Fighting Ships
- Wikipedia – Japanese destroyer Murakumo (1928)
- CombinedFleet.com – Murakumo
- NavWeaps – 12.7 cm/50 3rd Year Type 10
“`