هذا هو هذا! (This Is This!)

خلفية الألبوم وتطوره

تأسست فرقة ويذر ريبورت في عام 1970 على يد عازف لوحة المفاتيح جوزيف زاوينول وعازف الساكسفون واين شورتر، وسرعان ما أصبحت رائدة في موسيقى الجاز فيوجن. اشتهرت الفرقة بأسلوبها الموسيقي الفريد، والذي يمزج بين عناصر الجاز والفيوجن والروك والموسيقى العالمية. على مر السنين، شهدت الفرقة العديد من التغييرات في التشكيلة، ولكنها حافظت دائمًا على التزامها بالإبداع والتجريب.

بحلول عام 1986، كان أعضاء الفرقة قد سئموا من الجولات المتواصلة وتسجيل الألبومات. كان زاوينول وشورتر هما العضوان الأساسيان المتبقيان من التشكيلة الأصلية، وقد شعرا بالحاجة إلى المضي قدمًا في مسارات فنية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، أدت التغيرات في صناعة الموسيقى، وظهور أساليب موسيقية جديدة، إلى جعل الفرقة تشعر بأنها أقل صلة بالجمهور.

تسجيل الألبوم

تم تسجيل «هذا هو هذا!» في استوديوهات عدة في أمريكا. بدأ التسجيل في أوائل عام 1986، وعملت الفرقة بجد لإنشاء ألبوم يمثل خلاصة مسيرتهم الفنية. كان زاوينول وشورتر هما المسؤولان الرئيسيان عن عملية التأليف والترتيب، مع مساهمات من باقي أعضاء الفرقة. كان من بين أعضاء الفرقة في ذلك الوقت: فيكتور بيلي جونيور على الغيتار الجهير، ومينو سينيلو على الإيقاع، وعازف الدرامز بيتر إردين.

تميز الألبوم بتنوعه الموسيقي، حيث جمع بين العديد من الأساليب التي اشتهرت بها الفرقة. تضمن الألبوم مزيجًا من مقطوعات الجاز الفيوجن المعقدة، والمقطوعات الأكثر تركيزًا على الإيقاع، والمقطوعات التي تضمنت عناصر من الموسيقى العالمية. تميز الألبوم أيضًا بالجودة العالية للإنتاج، مع تركيز كبير على جودة الصوت والترتيبات الموسيقية.

الموسيقى والأغاني

يتميز ألبوم «هذا هو هذا!» بمجموعة متنوعة من الأغاني التي تعرض قدرة الفرقة على المزج بين الأساليب الموسيقية المختلفة. من بين أبرز الأغاني في الألبوم:

“This Is This!”: الأغنية الافتتاحية للألبوم، وهي مقطوعة معقدة تبرز مهارات أعضاء الفرقة. تتميز الأغنية بالإيقاعات المتشابكة، والتناغمات المعقدة، والعزف المنفرد المرتجل.
“When It Was Now”: مقطوعة هادئة وأكثر هدوءًا، تتميز بأداء عاطفي من شورتر على الساكسفون، مع لمسة من الأصوات الإلكترونية.
“China Blues”: مقطوعة إيقاعية مستوحاة من الموسيقى الصينية، مع إيقاعات متذبذبة وتناغمات غريبة.
“Plaza Real”: مقطوعة تعكس الأجواء الحيوية في ساحة “بلازا ريال” في برشلونة، بإيقاعاتها المتناغمة التي تنقلك إلى قلب هذه المدينة.
“Where the Moon Goes”: تتميز هذه الأغنية بالأجواء الهادئة والحالمة، مع أداء صوتي مميز من زاوينول.

تتميز الأغاني الأخرى في الألبوم بتنوعها الموسيقي، مما يجعله تجربة استماع ممتعة وشاملة. يعرض الألبوم القدرة المذهلة للفرقة على دمج عناصر الجاز والفيوجن والموسيقى العالمية لخلق صوت فريد من نوعه.

تأثير الألبوم

على الرغم من أنه كان الألبوم الأخير لفرقة ويذر ريبورت، إلا أن «هذا هو هذا!» ترك تأثيرًا دائمًا على عالم موسيقى الجاز الفيوجن. أشاد النقاد والجمهور على حد سواء بالألبوم، وأشادوا بالإبداع والابتكار الموسيقي للفرقة. ساعد الألبوم على ترسيخ مكانة ويذر ريبورت كواحدة من أهم الفرق الموسيقية في تاريخ الجاز.

بعد صدور الألبوم، انفصلت فرقة ويذر ريبورت رسميًا. ذهب زاوينول لمتابعة مسيرته الفنية المنفردة، بينما واصل شورتر العمل كملحن ومؤدٍ. على الرغم من انفصالهم، إلا أن إرث ويذر ريبورت استمر في التأثير على الموسيقيين والأجيال القادمة من محبي الموسيقى.

التقييمات والاستقبال

تلقى ألبوم «هذا هو هذا!» مراجعات إيجابية بشكل عام من النقاد. أشاد النقاد بالإبداع الموسيقي للفرقة، والإنتاج عالي الجودة، والأسلوب الموسيقي المتنوع. وصف العديد من النقاد الألبوم بأنه خاتمة مناسبة لمسيرة الفرقة، وأنه يمثل قمة إبداعهم.

على الرغم من أن الألبوم لم يحقق نفس النجاح التجاري الذي حققته بعض ألبومات ويذر ريبورت السابقة، إلا أنه لا يزال يعتبر عملًا مهمًا في تاريخ موسيقى الجاز. ساعد الألبوم على ترسيخ مكانة الفرقة كواحدة من أهم الفرق الموسيقية في هذا النوع من الموسيقى.

التراث الموسيقي

لا يزال تراث ويذر ريبورت مستمرًا في التأثير على الموسيقيين حتى يومنا هذا. ألهمت موسيقى الفرقة العديد من الفنانين، وأثرت على تطور موسيقى الجاز الفيوجن. تعتبر تسجيلات الفرقة، بما في ذلك «هذا هو هذا!»، بمثابة كلاسيكيات خالدة في عالم الموسيقى.

تُذكر ويذر ريبورت كفرقة رائدة في مجالها، وقد تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى. يعتبر ألبوم «هذا هو هذا!» بمثابة شهادة على إبداعهم الموسيقي وابتكارهم، وهو عمل فني يستحق التقدير والاستماع.

خاتمة

«هذا هو هذا!» هو الألبوم الأخير لفرقة ويذر ريبورت، ويمثل نهاية حقبة في تاريخ موسيقى الجاز الفيوجن. يمثل الألبوم خلاصة لمسيرة الفرقة الحافلة بالإنجازات، حيث يجمع بين عناصر الجاز والفيوجن والموسيقى العالمية لخلق صوت فريد من نوعه. على الرغم من أنه لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أن الألبوم تلقى مراجعات إيجابية من النقاد، ويعتبر عملًا مهمًا في تاريخ موسيقى الجاز. يظل إرث ويذر ريبورت مستمرًا في التأثير على الموسيقيين حتى يومنا هذا، ويعتبر ألبوم «هذا هو هذا!» بمثابة شهادة على إبداعهم الموسيقي وابتكارهم.

المراجع

“`