طريقة غوندرسن (Gundersen Method)

تاريخ وتطور طريقة غوندرسن

ظهرت طريقة غوندرسن في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، وأصبحت نظامًا قياسيًا في رياضة النورديك المزدوجة في أوائل التسعينيات. قام غوندر غوندرسن بتطوير هذه الطريقة بهدف جعل المنافسة أكثر عدالة وإثارة. كان الهدف الرئيسي هو تقليل تأثير القفز على النتيجة النهائية وزيادة أهمية أداء التزلج الريفي. في السابق، كان الفائز في مسابقة النورديك المزدوجة غالبًا هو الشخص الذي يمتلك أفضل أداء في القفز. كان المتسابقون الأقل مهارة في القفز يواجهون صعوبة في المنافسة حتى لو كانوا متزلجين ريفيين ممتازين.

لتحقيق هذا الهدف، قدمت طريقة غوندرسن نظامًا جديدًا لحساب النقاط وتحديد وقت انطلاق المتزلجين في سباق التزلج الريفي. تم تحويل نتائج القفز إلى نقاط، ثم استخدمت هذه النقاط لتحديد الفارق الزمني بين المتنافسين عند بداية سباق التزلج الريفي. حصل المتزلج الذي سجل أعلى نتيجة في القفز على ميزة الانطلاق أولاً، بينما انطلق المتزلجون الآخرون بعده بفروق زمنية تعتمد على فارق النقاط بينهما. هذا النظام جعل سباق التزلج الريفي جزءًا حاسمًا في تحديد الفائز بالمسابقة.

كيف تعمل طريقة غوندرسن

تعتمد طريقة غوندرسن على مرحلتين رئيسيتين: القفز على الزانة والتزلج الريفي. فيما يلي تفصيل لكيفية عمل هذه الطريقة:

القفز على الزانة: في هذه المرحلة، يقوم المتنافسون بالقفز من منحدرات مختلفة الارتفاع. يتم تقييم القفز بناءً على المسافة التي يقطعها المتسابق وأسلوبه في الهبوط. يحصل المتسابقون على نقاط لكل قفزة، وتتراكم هذه النقاط لتحديد ترتيبهم في نهاية مرحلة القفز.
التزلج الريفي: بعد الانتهاء من مرحلة القفز، يتم تحديد فترات زمنية للمتسابقين بناءً على فارق النقاط التي حصلوا عليها في القفز. المتسابق الذي سجل أعلى نتيجة في القفز يبدأ سباق التزلج الريفي أولاً. المتسابقون الآخرون يبدأون السباق بفارق زمني يحدد بناءً على فارق النقاط بينهم وبين المتصدر. على سبيل المثال، إذا كان المتسابق “أ” متفوقًا على المتسابق “ب” بـ 10 نقاط في القفز، فإن المتسابق “ب” سيبدأ سباق التزلج الريفي بعد المتسابق “أ” بفارق زمني معين (غالبًا ما يكون بضع ثوانٍ لكل نقطة، حسب اللوائح). الفائز في سباق التزلج الريفي هو أول متسابق يعبر خط النهاية.

هذا النظام يضمن أن أداء المتسابق في كل من القفز والتزلج الريفي له تأثير على النتيجة النهائية. كما أنه يضيف عنصر الإثارة، حيث يمكن للمتسابقين الذين لديهم أداء ضعيف في القفز تعويض ذلك من خلال الأداء الجيد في التزلج الريفي، والعكس صحيح.

تأثير طريقة غوندرسن على رياضة النورديك المزدوجة

أحدثت طريقة غوندرسن تغييرات كبيرة في رياضة النورديك المزدوجة. من بين هذه التغييرات:

زيادة أهمية التزلج الريفي: جعلت طريقة غوندرسن التزلج الريفي جزءًا أكثر أهمية في المنافسة. أصبح المتسابقون بحاجة إلى أن يكونوا جيدين في كلتا المرحلتين (القفز والتزلج الريفي) لتحقيق الفوز.
زيادة الإثارة: جعلت طريقة غوندرسن المنافسات أكثر إثارة للمشاهدين. أصبح من الممكن للمتسابقين تغيير مراكزهم في سباق التزلج الريفي، مما أضاف عنصرًا من التشويق إلى المنافسة.
تحسين العدالة: ساعدت طريقة غوندرسن على جعل المنافسة أكثر عدالة. لم يعد الفائز بالضرورة هو أفضل قفاز، بل هو المتسابق الذي يجمع بين الأداء الجيد في القفز والتزلج الريفي.
زيادة شعبية الرياضة: ساهمت طريقة غوندرسن في زيادة شعبية رياضة النورديك المزدوجة. جعلت الطريقة المنافسة أكثر سهولة في الفهم للمشاهدين، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالرياضة.

التغييرات والتعديلات على طريقة غوندرسن

على مر السنين، خضعت طريقة غوندرسن لبعض التغييرات والتعديلات بهدف تحسينها وجعلها أكثر عدالة وإثارة. بعض هذه التغييرات تشمل:

تعديل النقاط: تم تعديل نظام النقاط في القفز عدة مرات لضمان التوازن بين القفز والتزلج الريفي.
تغيير المسافات: تم تغيير مسافات سباقات التزلج الريفي لتناسب مستويات مختلفة من اللياقة البدنية والقدرة على التحمل.
إدخال سباقات جديدة: تم إدخال سباقات جديدة في النورديك المزدوجة، مثل سباقات الفريق والسباقات الفردية المزدوجة، باستخدام طريقة غوندرسن.
استخدام التكنولوجيا: تم استخدام التكنولوجيا، مثل أجهزة الاستشعار، لتحسين دقة قياس المسافات والوقت في كل من القفز والتزلج الريفي.

أهمية طريقة غوندرسن في الوقت الحاضر

لا تزال طريقة غوندرسن هي الطريقة القياسية المستخدمة في رياضة النورديك المزدوجة في جميع أنحاء العالم. إنها تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على شعبية الرياضة وجاذبيتها للجمهور والرياضيين على حد سواء. بفضل هذه الطريقة، تظل رياضة النورديك المزدوجة رياضة رياضية تجمع بين القوة، والتحمل، والمهارة الفنية.

تستمر طريقة غوندرسن في التطور مع تطور الرياضة نفسها. قد يتم إجراء تعديلات إضافية على القواعد واللوائح في المستقبل لضمان بقاء المنافسة عادلة ومثيرة. يظل الهدف هو تقديم تجربة رياضية ممتعة وجذابة للمشاركين والمشاهدين على حد سواء.

الرياضيون البارزون في النورديك المزدوجة

ساهم العديد من الرياضيين في جعل رياضة النورديك المزدوجة مشهورة، وحققوا نجاحات كبيرة باستخدام طريقة غوندرسن. من بين هؤلاء الرياضيين:

إريك فايسفلوغ (Eric Frenzel): رياضي ألماني يعتبر من بين أنجح الرياضيين في تاريخ النورديك المزدوجة. فاز بعدد كبير من الميداليات الذهبية في الأولمبياد وبطولات العالم.
يوهانس ريدزك (Johannes Rydzek): رياضي ألماني آخر حقق نجاحًا كبيرًا في النورديك المزدوجة. فاز بالعديد من البطولات العالمية والميداليات الأولمبية.
ياسبر بيورن (Jørgen Gråbak): رياضي نرويجي حقق نجاحًا كبيرًا في النورديك المزدوجة، بما في ذلك الفوز بالميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية.
هانو مانينين (Hannu Manninen): رياضي فنلندي يعتبر من بين أبرز الرياضيين في تاريخ النورديك المزدوجة. حقق نجاحًا كبيرًا في البطولات العالمية وكأس العالم.

هؤلاء الرياضيون، وغيرهم، أظهروا أن طريقة غوندرسن تسمح للمتسابقين من مختلف الخلفيات والمهارات بالمنافسة على أعلى مستوى، مما يجعل رياضة النورديك المزدوجة واحدة من أكثر الرياضات إثارة وتنافسية في العالم.

خاتمة

طريقة غوندرسن هي نظام ثوري في رياضة النورديك المزدوجة، طوره غوندر غوندرسن لجعل المنافسة أكثر عدالة وإثارة. من خلال الجمع بين القفز والتزلج الريفي وتحديد فترات زمنية للسباق الريفي بناءً على نتائج القفز، أحدثت هذه الطريقة تغييرًا كبيرًا في الرياضة، مما أدى إلى زيادة شعبية الرياضة وتحسين تجربة المشاهدة. على مر السنين، خضعت الطريقة لتعديلات لتحسينها، ولا تزال هي المعيار في رياضة النورديك المزدوجة حتى يومنا هذا، مع استمرارها في التطور لتلبية احتياجات الرياضيين والجمهور.

المراجع

“`