تشكيل الفرقة
تأسست الفرقة الثانية والعشرون في أوائل الحرب العالمية الأولى، استجابة للحاجة المتزايدة للقوات البريطانية على الجبهة الغربية. تم تجميعها في البداية من المتطوعين الذين استجابوا لنداءات التجنيد في جميع أنحاء المملكة المتحدة. تكونت الفرقة من عدة ألوية مشاة، كل منها يتألف من أربع كتائب، بالإضافة إلى وحدات دعم مختلفة مثل المدفعية والهندسة والطب. كان الهدف من تشكيل الفرقة هو توفير قوة قتالية إضافية للجيش البريطاني للمشاركة في العمليات العسكرية في أوروبا.
التنظيم والوحدات
عند تشكيلها، تكونت الفرقة الثانية والعشرون من الوحدات التالية:
- اللواء 65
- اللواء 66
- اللواء 67
كل لواء يتكون من أربع كتائب مشاة من مناطق مختلفة في المملكة المتحدة. بالإضافة إلى هذه الألوية، كان للفرقة وحدات دعم قتالية مثل المدفعية الميدانية، ووحدات الهندسة الملكية، وفيلق الإشارة، وفيلق الخدمات الطبية الملكية. تم تنظيم هذه الوحدات لتقديم الدعم اللوجستي والقتالي للفرقة خلال العمليات.
المشاركة في القتال
شهدت الفرقة الثانية والعشرون مشاركة نشطة في العديد من المعارك الرئيسية خلال الحرب العالمية الأولى. بدأت الفرقة خدمتها في فرنسا وفلاندرز، حيث شاركت في القتال الشرس ضد القوات الألمانية. من أبرز المعارك التي شاركت فيها الفرقة:
معركة أراس: في عام 1917، شاركت الفرقة في معركة أراس، وهي عملية هجومية واسعة النطاق تهدف إلى اختراق الخطوط الألمانية. لعبت الفرقة دورًا في الهجوم، وتعرضت لخسائر فادحة في القتال.
معركة باسينديل: شاركت الفرقة أيضًا في معركة باسينديل، وهي واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب. عانت الفرقة من خسائر كبيرة بسبب ظروف القتال الصعبة والتضاريس الموحلة.
هجوم الربيع الألماني: في عام 1918، شاركت الفرقة في صد الهجوم الألماني الربيعي، وهو هجوم ألماني ضخم يهدف إلى كسر الخطوط الحليفة. نجحت الفرقة في الدفاع عن مواقعها والتصدي للهجوم.
هجوم المائة يوم: في المراحل الأخيرة من الحرب، شاركت الفرقة في هجوم المائة يوم، وهو سلسلة من الهجمات الحليفة التي أدت في النهاية إلى استسلام ألمانيا. لعبت الفرقة دورًا في التقدم نحو الأراضي الألمانية.
القيادة
تولت قيادة الفرقة الثانية والعشرون عدد من القادة البارزين خلال فترة خدمتها. من بين هؤلاء القادة:
اللواء العام توماس أورورك: كان أول قائد للفرقة، وتولى قيادتها في بداية الحرب. قاد الفرقة خلال فترة التدريب والتحضير.
اللواء العام ديرمود ج. ماكدونالد: تولى قيادة الفرقة خلال فترة المشاركة في القتال في فرنسا وفلاندرز. قاد الفرقة في عدة معارك رئيسية.
اللواء العام جون ماكنزي: قاد الفرقة خلال المراحل الأخيرة من الحرب، بما في ذلك هجوم المائة يوم. لعب دورًا في قيادة الفرقة نحو النصر.
التسليح والمعدات
كانت الفرقة الثانية والعشرون مجهزة بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات القياسية للجيش البريطاني في ذلك الوقت. تضمنت هذه الأسلحة بنادق لي إنفيلد، ومدافع رشاشة فيكرز، وقنابل يدوية، ومدافع ميدانية. بالإضافة إلى ذلك، كان للفرقة مركبات مختلفة، بما في ذلك الشاحنات لنقل الإمدادات والجنود، والدبابات لدعم الهجمات. كان يتم تحديث المعدات بانتظام مع تقدم الحرب، حيث تم إضافة أسلحة جديدة وتقنيات حديثة لتحسين قدرات الفرقة.
التكتيكات والاستراتيجيات
اعتمدت الفرقة الثانية والعشرون على مجموعة متنوعة من التكتيكات والاستراتيجيات في القتال، مثل:
- هجمات المشاة:
- الدفاع عن الخطوط:
- العمليات الهجومية المشتركة:
كانت الفرقة تعمل بالتنسيق مع الوحدات الأخرى، مثل المدفعية والطيران، لدعم عملياتها. كما تم تطبيق تكتيكات جديدة مع تطور الحرب، مثل استخدام الخنادق والدفاعات لتحقيق ميزة تكتيكية.
التدريب والتأهيل
خضع أفراد الفرقة الثانية والعشرون لتدريب مكثف قبل إرسالهم إلى الجبهة. تضمن التدريب مهارات أساسية مثل إطلاق النار، والقتال اليدوي، والتحرك في ساحة المعركة. بالإضافة إلى ذلك، تلقى الجنود تدريبًا متخصصًا بناءً على وحداتهم وتخصصاتهم. كان التدريب يهدف إلى تجهيز الجنود بالمهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع تحديات القتال.
الخسائر والتضحيات
تكبدت الفرقة الثانية والعشرون خسائر فادحة خلال مشاركتها في الحرب العالمية الأولى. فقدت الفرقة الآلاف من الرجال، سواء قتلى أو جرحى أو مفقودين. هذه الخسائر كانت بمثابة تذكير دائم بتكلفة الحرب والتضحيات التي قدمها الجنود. تم تكريم ذكرى الجنود الذين فقدوا أرواحهم في المعارك من خلال النصب التذكارية والمقابر في جميع أنحاء أوروبا.
التفكيك
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تم حل الفرقة الثانية والعشرون في عام 1919. تم تسريح الجنود، وعادوا إلى حياتهم المدنية. على الرغم من حل الفرقة، إلا أن إرثها استمر في الذاكرة الجماعية. تم الاعتراف بالفرقة كواحدة من الوحدات التي قدمت مساهمات كبيرة في النصر في الحرب العالمية الأولى.
التأثير والإرث
تركت الفرقة الثانية والعشرون إرثًا دائمًا في تاريخ الجيش البريطاني. ساهمت مشاركتها في العديد من المعارك الحاسمة في تحقيق النصر للحلفاء. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت التجربة والخبرة التي اكتسبها أفراد الفرقة في تطوير التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية. يذكر اسم الفرقة حتى اليوم كرمز للشجاعة والتضحية.
الأوسمة والجوائز
حصل أفراد الفرقة الثانية والعشرون على عدد كبير من الأوسمة والجوائز تقديرًا لشجاعتهم وتفانيهم في القتال. وشملت هذه الأوسمة صليب فيكتوريا، ووسام الخدمة المتميزة، والصليب العسكري، وغيرها من الجوائز. تم منح هذه الأوسمة للجنود الذين أظهروا بطولات استثنائية خلال المعارك.
أهمية الفرقة في الحرب
لعبت الفرقة الثانية والعشرون دورًا هامًا في العديد من المعارك والعمليات الحاسمة خلال الحرب العالمية الأولى. تمكنت الفرقة من إظهار قدرتها على القتال في ظروف صعبة والتعامل مع التحديات المختلفة التي واجهتها في ساحة المعركة. ساهمت الفرقة في تحقيق النصر للحلفاء، وتركت بصمة واضحة في تاريخ الجيش البريطاني.
خاتمة
الفرقة الثانية والعشرون كانت وحدة مشاة بريطانية قاتلت بشجاعة في الحرب العالمية الأولى. من خلال مشاركتها في معارك رئيسية مثل أراس وباسينديل، أظهرت الفرقة التزامًا قويًا بواجبها وتكبدت خسائر فادحة. على الرغم من تفكيكها في عام 1919، إلا أن إرثها من الشجاعة والتضحية لا يزال حيًا، وتظل الفرقة رمزًا مهمًا في تاريخ الجيش البريطاني.
المراجع
- The Long, Long Trail – 22nd Division
- Wikipedia – 22nd Division (United Kingdom)
- British Battles – 22nd Division
“`