نشأتها وبداياتها
ولدت جوزفين هيربست في مدينة سيوكس سيتي بولاية آيوا. تلقت تعليمها في المدارس المحلية، ثم التحقت بجامعة ولاية آيوا. بدأت مسيرتها الأدبية في وقت مبكر، حيث نشرت قصصًا قصيرة ومقالات في المجلات الأدبية في عشرينيات القرن العشرين. تأثرت هيربست بالعديد من الكتاب والمفكرين في ذلك الوقت، بما في ذلك إرنست همنغواي وجون دوس باسوس، وتبنت أسلوبًا كتابيًا واقعيًا يعكس تجربتها الشخصية وملاحظاتها الدقيقة للمجتمع.
مسيرتها الأدبية
بدأت هيربست مسيرتها الروائية في عام 1930 بنشر روايتها الأولى، “نحن في البداية” (Nothing to Declare). تناولت الرواية حياة الأمريكيين المغتربين في باريس في عشرينيات القرن العشرين. لاقت الرواية استحسانًا نقديًا، مما شجع هيربست على مواصلة الكتابة.
في عام 1932، نشرت هيربست روايتها الثانية، “الملائكة الغاضبة” (The Angry Angels). استكشفت الرواية التغيرات الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة خلال فترة الكساد العظيم. عكست الرواية ببراعة التحديات التي واجهها الأمريكيون في تلك الفترة، وكشفت عن الصراع بين الأمل واليأس.
أما رواية “الخريف العميق” (The Executioner Waits) التي نشرت في عام 1934، فقد تناولت مسألة العدالة الاجتماعية والظلم في المجتمع الأمريكي. استندت الرواية إلى قصة حقيقية، مما أضاف إليها مصداقية وقوة تأثير.
تعد ثلاثية “تراث” (The Trexler Trilogy) من أبرز أعمال هيربست. تتكون الثلاثية من روايات “بناء” (Poverty) (1936)، “سأفعل” (The Time of the Harvest) (1944)، و “أوقات الفرح” (The Trouble of the Joy) (1968). تتبع الثلاثية مسيرة عائلة أمريكية عبر أجيال، وتستكشف التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الولايات المتحدة على مدار القرن العشرين. تميزت الثلاثية بشخصياتها المعقدة، ووصفها الدقيق للبيئة المحيطة، وتحليلها العميق للعلاقات الإنسانية.
عملها الصحفي
بالإضافة إلى عملها الروائي، كانت هيربست صحفية نشطة، وشاركت في تغطية العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية الهامة. كتبت مقالات وتقارير لصالح العديد من الصحف والمجلات البارزة، بما في ذلك “نيويوركر” و”ذي نيشن”. سافرت هيربست إلى إسبانيا خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وقدمت تقارير حية عن الصراع. كما كتبت عن قضايا أخرى مثل الحركة العمالية، والتمييز العنصري، والظلم الاجتماعي.
أعمالها الأخرى
إلى جانب رواياتها ومقالاتها، كتبت هيربست أيضًا قصصًا قصيرة ومسرحيات. نشرت مجموعة مختارة من قصصها القصيرة في عام 1948 بعنوان “الموت والنشوة” (The Starched Blue Sky of Spain). كما ألفت مسرحية بعنوان “تذكر الخريف” (Remember the Harvest)، والتي عُرضت في عام 1939.
الجوائز والتكريمات
على الرغم من أهمية أعمالها، لم تحصل جوزفين هيربست على العديد من الجوائز الرسمية خلال حياتها. ومع ذلك، حظيت أعمالها بتقدير كبير من النقاد والقراء. اعتبرت هيربست واحدة من أهم الكتاب الأمريكيين في عصرها، ولا تزال أعمالها تدرس وتقرأ حتى اليوم.
إرثها
تركت جوزفين هيربست إرثًا أدبيًا هامًا. ساهمت رواياتها ومقالاتها في إلقاء الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة التي واجهتها الولايات المتحدة خلال القرن العشرين. قدمت هيربست رؤية واقعية وصادقة للعالم من حولها، وألهمت القراء على التفكير النقدي في قضايا العدالة والمساواة. تعتبر جوزفين هيربست مثالًا للكتاب الذين استخدموا أقلامهم للدفاع عن حقوق الإنسان والتعبير عن آرائهم بحرية وشجاعة.
ملاحظات مهمة حول أسلوبها الكتابي:
- الواقعية: تميز أسلوب هيربست بالواقعية الشديدة، حيث كانت تصور الشخصيات والأحداث كما هي في الحياة، دون تجميل أو مبالغة.
- التفاصيل الدقيقة: اعتمدت هيربست على التفاصيل الدقيقة في وصف البيئة والشخصيات، مما ساهم في إضفاء مصداقية على أعمالها.
- التركيز على القضايا الاجتماعية: كانت هيربست مهتمة بالقضايا الاجتماعية والسياسية، وعكست هذه الاهتمامات في كتاباتها.
- الشخصيات المعقدة: قدمت هيربست شخصيات معقدة ومتناقضة، مما جعل القراء يشعرون بالتعاطف معهم، حتى لو كانوا يختلفون معهم في الرأي.
تأثيرها على الأدب الأمريكي:
- الريادة في الكتابة النسائية: كانت هيربست من بين أوائل الكاتبات الأمريكيات اللواتي تناولن قضايا المرأة والمجتمع بجرأة.
- التأثير على الكتاب الشباب: ألهمت هيربست العديد من الكتاب الشباب، وشجعتهم على الكتابة عن القضايا التي تهمهم.
- المساهمة في الحوار الاجتماعي: ساهمت كتابات هيربست في إثارة الحوار الاجتماعي حول القضايا الهامة، مثل العدالة الاجتماعية والمساواة.
الحياة الشخصية
تزوجت جوزفين هيربست مرتين. تزوجت أولاً من جون ريتشارد أليد، ثم من آلونزو كولير. عاشت هيربست حياة حافلة بالنشاط السياسي والاجتماعي، وكانت صديقة مقربة للعديد من الكتاب والفنانين والمفكرين في عصرها.
نهاية حياتها
توفيت جوزفين هيربست في 28 يناير 1969 عن عمر يناهز 76 عامًا. تركت وراءها إرثًا أدبيًا غنيًا ومؤثرًا، وستظل أعمالها محفورة في ذاكرة الأدب الأمريكي والعالمي.
خاتمة
كانت جوزفين هيربست كاتبة وصحفية أمريكية بارزة، تركت بصمة واضحة في الأدب الأمريكي. تميزت كتاباتها بالواقعية والعمق، وتناولت قضايا اجتماعية وسياسية مهمة. قدمت هيربست رؤية صادقة للعالم من حولها، وألهمت القراء على التفكير النقدي والوعي بالقضايا المجتمعية. لا تزال أعمالها تحظى بتقدير كبير، وتعتبر مصدر إلهام للأجيال القادمة من الكتاب والقراء.
المراجع
- Josephine Herbst – Encyclopedia Britannica
- Josephine Herbst – Poetry Foundation
- Josephine Herbst – Goodreads
- Josephine Herbst and the Tradition of American Women Writers
“`