<![CDATA[
تاريخ الاتفاقية
تم اعتماد اتفاقية بازل في 22 مارس 1989 في بازل، سويسرا، ودخلت حيز التنفيذ في 5 مايو 1992. اعتبارًا من عام 2024، تضم الاتفاقية 190 طرفًا، بما في ذلك 187 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطين وهايتي. الولايات المتحدة ليست طرفًا في الاتفاقية.
أهداف الاتفاقية
تهدف اتفاقية بازل إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
- الحد من توليد النفايات الخطرة وتقليل كميتها.
- إدارة النفايات الخطرة بطريقة سليمة بيئيًا قدر الإمكان، بغض النظر عن مكان التخلص منها.
- تقييد حركة النفايات الخطرة عبر الحدود، وخاصة من الدول المتقدمة إلى الدول الأقل نمواً.
المبادئ الأساسية للاتفاقية
تستند اتفاقية بازل إلى عدة مبادئ أساسية، بما في ذلك:
- الإشعار المسبق المستنير: يجب على الدول المصدرة إخطار الدول المستوردة والدول العابرة مسبقًا بأي شحنات نفايات خطرة مقترحة، وتقديم معلومات مفصلة حول طبيعة النفايات والكمية وطريقة التخلص المقترحة.
- الموافقة المستنيرة: لا يجوز للدولة المصدرة تصدير النفايات الخطرة إلا إذا تلقت موافقة مستنيرة خطية من الدولة المستوردة.
- الإدارة السليمة بيئيًا: يجب إدارة النفايات الخطرة بطريقة تحمي صحة الإنسان والبيئة.
- الاكتفاء الذاتي: يجب على الدول السعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في التخلص من نفاياتها الخطرة قدر الإمكان.
- التعاون الدولي: يجب على الدول التعاون في منع ومكافحة الاتجار غير المشروع بالنفايات الخطرة.
نطاق الاتفاقية
تغطي اتفاقية بازل مجموعة واسعة من النفايات الخطرة، بما في ذلك:
- النفايات التي تحتوي على مواد سامة أو قابلة للاشتعال أو أكالة أو متفجرة أو معدية.
- النفايات التي تحتوي على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم.
- النفايات التي تحتوي على مبيدات الآفات أو الأدوية أو المواد الكيميائية الأخرى.
- النفايات الناتجة عن العمليات الصناعية أو الطبية أو الزراعية.
كما تغطي الاتفاقية بعض أنواع النفايات غير الخطرة التي تعتبر “نفايات أخرى”، مثل النفايات المنزلية والرماد المتطاير الناتج عن حرق الفحم.
آليات التنفيذ
تعتمد اتفاقية بازل على عدة آليات لتنفيذها، بما في ذلك:
- الأمانة: تتولى الأمانة الإشراف على تنفيذ الاتفاقية وتقديم الدعم للأطراف.
- مؤتمر الأطراف: يجتمع مؤتمر الأطراف بشكل دوري لمراجعة تنفيذ الاتفاقية واتخاذ القرارات اللازمة.
- اللجان العاملة: تعمل اللجان العاملة على تطوير وتنفيذ برامج وأنشطة محددة لدعم تنفيذ الاتفاقية.
- التقارير الوطنية: يتعين على الأطراف تقديم تقارير وطنية دورية عن تنفيذها للاتفاقية.
- التعاون الإقليمي: تشجع الاتفاقية التعاون الإقليمي في مجال إدارة النفايات الخطرة.
التحديات والانتقادات
على الرغم من أهمية اتفاقية بازل، إلا أنها تواجه العديد من التحديات والانتقادات، بما في ذلك:
- الإنفاذ: يمثل الإنفاذ الفعال للاتفاقية تحديًا كبيرًا، خاصة في الدول التي تفتقر إلى القدرات المؤسسية والمالية اللازمة.
- الثغرات: تحتوي الاتفاقية على بعض الثغرات التي يمكن استغلالها للتحايل على القيود المفروضة على حركة النفايات الخطرة.
- الولايات المتحدة: عدم انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاقية يقلل من فعاليتها.
- التعريفات: صعوبة تحديد وتعريف النفايات الخطرة بشكل موحد في جميع الدول.
- الاتجار غير المشروع: استمرار الاتجار غير المشروع بالنفايات الخطرة، على الرغم من وجود الاتفاقية.
بروتوكول المسؤولية والتعويض
يهدف بروتوكول المسؤولية والتعويض عن الأضرار الناجمة عن نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود، الذي تم اعتماده في عام 1999، إلى توفير نظام قانوني لتحديد المسؤولية عن الأضرار الناجمة عن الحوادث التي تنطوي على النفايات الخطرة، وتوفير التعويض للضحايا. ومع ذلك، لم يدخل البروتوكول حيز التنفيذ بعد بسبب عدم تصديق عدد كافٍ من الدول عليه.
تعديل الحظر
يحظر تعديل الحظر، الذي تم اعتماده في عام 1995، تصدير النفايات الخطرة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى الدول غير الأعضاء في المنظمة. ويهدف التعديل إلى منع الدول المتقدمة من التخلص من نفاياتها الخطرة في الدول الأقل نمواً. دخل تعديل الحظر حيز التنفيذ في ديسمبر 2019.
مستقبل الاتفاقية
يظل مستقبل اتفاقية بازل يعتمد على التزام الأطراف بتنفيذها الفعال وتعزيز التعاون الدولي في مجال إدارة النفايات الخطرة. هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز قدرات الدول النامية على إدارة نفاياتها الخطرة بطريقة سليمة بيئيًا، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالنفايات، وتوسيع نطاق الاتفاقية لتغطية المزيد من أنواع النفايات.
أهمية اتفاقية بازل
تعتبر اتفاقية بازل أداة مهمة لحماية البيئة وصحة الإنسان من الآثار الضارة للنفايات الخطرة. تساهم الاتفاقية في تعزيز الإدارة السليمة بيئيًا للنفايات الخطرة وتقليل المخاطر المرتبطة بنقلها عبر الحدود والتخلص منها. كما أنها تعزز التعاون الدولي في مجال إدارة النفايات الخطرة وتدعم جهود الدول النامية لتحقيق التنمية المستدامة.
دور المنظمات غير الحكومية
تلعب المنظمات غير الحكومية دورًا مهمًا في تعزيز تنفيذ اتفاقية بازل من خلال:
- المراقبة: مراقبة تنفيذ الاتفاقية من قبل الأطراف وكشف المخالفات.
- التوعية: التوعية بأهداف الاتفاقية وأهميتها.
- الدعوة: الدعوة إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالنفايات الخطرة.
- المشاركة: المشاركة في اجتماعات مؤتمر الأطراف واللجان العاملة لتقديم المشورة والتوصيات.
خاتمة
اتفاقية بازل هي اتفاقية دولية حيوية تهدف إلى حماية البيئة وصحة الإنسان من المخاطر المرتبطة بالنفايات الخطرة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل الاتفاقية أداة أساسية لتعزيز الإدارة السليمة بيئيًا للنفايات الخطرة وتقليل حركتها عبر الحدود. يتطلب تحقيق الأهداف الكاملة للاتفاقية التزامًا مستمرًا من جميع الأطراف وتعاونًا دوليًا فعالًا.