نشأته وتعليمه
تلقى بيترز تعليمه في جامعة ييل، حيث تخرج في عام 1757. بعد تخرجه، درس اللاهوت وأصبح قسًا أنجليكانيًا. خدم في البداية في كنيسة في هيبرون، كونيتيكت، قبل أن ينتقل إلى كنيسة أخرى في منجل، كونيتيكت. خلال فترة عمله كقس، اكتسب سمعة طيبة كواعظ مؤثر ومفكر مثقف.
دوره في الثورة الأمريكية
كان بيترز مواليًا للتاج البريطاني خلال الثورة الأمريكية. أيد بشدة الحكومة الملكية، مما جعله غير شعبي بين العديد من الأمريكيين. اتُهم بالتعاون مع البريطانيين، وحتى أنه هُدد من قبل الغوغاء. في عام 1774، هرب بيترز من الولايات المتحدة وتوجه إلى إنجلترا لتجنب العنف والاضطهاد المحتملين.
حياته في إنجلترا
في إنجلترا، بدأ بيترز في كتابة ونشر العديد من الأعمال، بما في ذلك كتابه الأكثر شهرة، “تاريخ كونيتيكت”. في هذا الكتاب، قدم بيترز رواية شاملة لتاريخ كونيتيكت، من عصور ما قبل الاستعمار إلى الثورة الأمريكية. على الرغم من أن الكتاب تضمن بعض الأخطاء والتحيزات، إلا أنه لا يزال يعتبر مصدرًا قيمًا للمعلومات حول تاريخ المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، دافع بيترز عن حقوق الملكية في كتاباته، ورأى أن الثورة الأمريكية كانت تمردًا غير مبرر ضد السلطة الشرعية.
كتاب “تاريخ كونيتيكت”
كان كتاب “تاريخ كونيتيكت” لبيترز مثيرًا للجدل للغاية عند نشره. اتُهم بيترز بالتحيز والتشويه المتعمد للتاريخ من أجل دعم وجهة نظره الموالية للملكية. ومع ذلك، كان للكتاب أيضًا تأثير كبير. قدم بيترز وصفًا حيويًا لكونيتيكت في القرن الثامن عشر، وقدم رؤى قيمة حول الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمستعمرة. كما أن كتابه أثار اهتمامًا كبيرًا بتاريخ المنطقة، وساهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على السجلات التاريخية.
تضمن الكتاب العديد من القصص المثيرة للجدل، بما في ذلك قصة “الضفادع الخضراء” الشهيرة، والتي ادعى فيها بيترز أن الضفادع الخضراء سقطت من السماء في كونيتيكت. هذه القصص ساعدت على زيادة شعبية الكتاب، ولكنها أيضًا ساهمت في تشويه سمعة بيترز ككاتب دقيق.
السنوات اللاحقة والوفاة
بعد انتهاء الثورة الأمريكية، حاول بيترز العودة إلى الولايات المتحدة، لكنه لم يتمكن من استعادة مكانته السابقة. أمضى بقية حياته في إنجلترا، حيث استمر في الكتابة والوعظ. توفي في 19 أبريل 1826 في مدينة نيويورك، بينما كان في زيارة. ترك بيترز إرثًا معقدًا، فهو شخصية جدلية، ومع ذلك يعتبر أحد المساهمين المهمين في حفظ تاريخ كونيتيكت.
إرثه
على الرغم من جداله، ترك صموئيل بيترز بصمة دائمة. أصبح كتابه “تاريخ كونيتيكت” مصدرًا أساسيًا للمعلومات للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة. كما ساهم بيترز في النقاشات الفكرية والسياسية في عصره، وقدم وجهة نظر مختلفة حول الثورة الأمريكية.
إضافة إلى ذلك، يعتبر بيترز مثالًا على شخصية معقدة في التاريخ الأمريكي. كان رجل دين، ومؤرخًا، وموالًا للملكية، وفي الوقت نفسه، كان يمتلك القدرة على الكتابة بأسلوب جذاب ومؤثر. دراسة حياته توفر لنا فهمًا أعمق للتعقيدات التي واجهها الأمريكيون خلال فترة الثورة، وللتحديات التي واجهها الأشخاص الذين اختلفوا مع التيار السياسي السائد.
لقد أثرت كتابات بيترز في الطريقة التي نرى بها تاريخ كونيتيكت، ولا يزال عمله يُقرأ ويُدرس حتى اليوم. على الرغم من الجدل الدائر حول دقة بعض أعماله، إلا أنه لا يمكن إنكار مساهمته في الحفاظ على التاريخ والوعي به. كما أن حياته تذكرنا بأهمية التفكير النقدي في التاريخ، وأهمية فهم وجهات النظر المختلفة.
علاقته بالجمعيات السرية
أشيع أن بيترز كان عضوًا في المحافل الماسونية. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على ذلك، إلا أن بعض الباحثين يشيرون إلى أن معرفته بالطقوس والمفاهيم الماسونية انعكست في كتاباته. بالإضافة إلى ذلك، تزامنت بعض أنشطته مع انتشار الماسونية في أمريكا الشمالية، مما زاد من الشائعات حول عضويته.
بغض النظر عن عضويته المحتملة، فإن بيترز لم يخف إعجابه بالعديد من جوانب الماسونية، بما في ذلك قيمها الأخلاقية وتركيزها على المعرفة. ربما كان ذلك أحد الأسباب التي جعلته يتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الشخصيات البارزة في عصره، بما في ذلك بعض قادة الثورة الأمريكية.
من الجدير بالذكر أن الماسونية في ذلك الوقت كانت تحظى بشعبية كبيرة بين النخبة السياسية والفكرية. قد تكون مشاركة بيترز المحتملة في الماسونية قد ساعدته في تعزيز مكانته الاجتماعية والسياسية، على الرغم من أنه ظل مواليًا للتاج البريطاني.
آراءه حول الأمريكيين الأصليين
كان لبيترز آراء سلبية بشكل عام عن الأمريكيين الأصليين. في كتاباته، وصفهم بأنهم “متوحشون” و”همجيون”، واتهمهم بارتكاب أعمال عنف ووحشية. انعكست هذه الآراء في العديد من القصص التي رواها في كتابه “تاريخ كونيتيكت”.
من المهم أن نضع آراء بيترز في سياق عصره. في القرن الثامن عشر، كانت هناك تحيزات قوية ضد الأمريكيين الأصليين في أوروبا وأمريكا الشمالية. كان يُنظر إليهم على أنهم أدنى منزلة ثقافية، وغالبًا ما كانوا يعاملون بقسوة وعنف. تأثر بيترز بهذه التحيزات، وعكسها في كتاباته.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون آراء بيترز عن الأمريكيين الأصليين متأثرة بتجاربه الشخصية. خلال فترة إقامته في كونيتيكت، شهد بيترز صراعات بين المستوطنين والأمريكيين الأصليين. قد تكون هذه التجارب قد ساهمت في تشكيل وجهات نظره السلبية.
على الرغم من آراء بيترز، فمن المهم أن ندرك أن الأمريكيين الأصليين لعبوا دورًا مهمًا في تاريخ كونيتيكت. لقد كانوا موجودين في المنطقة لآلاف السنين قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، وكان لهم تأثير كبير على الحياة الثقافية والاقتصادية للمستعمرة.
إن فهم آراء بيترز عن الأمريكيين الأصليين يساعدنا على فهم التعقيدات التي واجهها المستوطنون الأوروبيون في أمريكا الشمالية. كما أنه يذكرنا بأهمية التشكيك في التحيزات التي قد تؤثر في وجهات نظرنا التاريخية.
الجدل حول دقة كتاباته
أثار كتاب “تاريخ كونيتيكت” لبيترز جدلاً واسعًا بسبب دقة معلوماته. اتُهم بيترز بالمبالغة والتزوير وحتى اختلاق الأحداث لدعم وجهة نظره. على سبيل المثال، كان ادعاؤه بسقوط الضفادع الخضراء من السماء في كونيتيكت موضع سخرية واسعة.
بصرف النظر عن ذلك، كان لدى بيترز تحيزات واضحة. لقد كان مواليًا للتاج البريطاني، مما دفعه إلى تشويه صورة الثوار الأمريكيين في كتاباته. كما كان لديه آراء سلبية عن الأمريكيين الأصليين، والتي انعكست في وصفه لهم.
على الرغم من هذه الأخطاء والتحيزات، قدم كتاب بيترز مساهمات قيمة في فهم تاريخ كونيتيكت. قدم الكتاب وصفًا حيويًا للحياة في القرن الثامن عشر، وقدم رؤى مهمة حول الثقافة والمجتمع والاقتصاد في ذلك الوقت. كما ساهم الكتاب في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على السجلات التاريخية.
لذلك، عند قراءة كتاب “تاريخ كونيتيكت”، من الضروري التعامل معه بحذر. يجب على القراء أن يكونوا على دراية بتحيزات بيترز وأخطائه المحتملة. ومع ذلك، لا يزال الكتاب مصدرًا قيمًا للمعلومات، ويمكن استخدامه لفهم تاريخ كونيتيكت بشكل أفضل.
مكانة بيترز اليوم
لا يزال صموئيل بيترز شخصية مثيرة للجدل اليوم. يختلف المؤرخون حول تقييم إرثه. يرى البعض أنه مؤرخ متحيز وغير دقيق، بينما يرى آخرون أنه شخصية معقدة قدمت مساهمات مهمة في الحفاظ على التاريخ.
بغض النظر عن الآراء المختلفة، فإن بيترز لا يزال موضوعًا للدراسة والبحث. تُقرأ وتُدرس كتاباته حتى اليوم، وهي توفر رؤى مهمة حول الثورة الأمريكية والحياة في كونيتيكت في القرن الثامن عشر. كما أن حياته تذكرنا بأهمية التفكير النقدي في التاريخ وأهمية فهم وجهات النظر المختلفة.
اليوم، يُنظر إلى بيترز كشخصية تاريخية مهمة، حتى لو كان جدليًا. لقد ترك بصمة دائمة في تاريخ كونيتيكت، ولا يزال إرثه يؤثر في الطريقة التي نفهم بها الماضي.
خاتمة
كان صموئيل بيترز شخصية بارزة ومثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي. بصفته رجل دين ومؤرخًا، ترك بصمة دائمة على تاريخ كونيتيكت. على الرغم من أنه كان مواليًا للتاج البريطاني وأنتج كتابات مثيرة للجدل، إلا أنه قدم مساهمات قيمة في فهم تاريخ المنطقة. لا يزال إرثه موضعًا للدراسة والبحث، ويذكرنا بأهمية التفكير النقدي في التاريخ.
المراجع
- Samuel Andrew Peters – Wikipedia
- Samuel Peters – Britannica
- Samuel Andrew Peters – Find a Grave
- General history of Connecticut, from its first settlement to its latest establishment – WorldCat
“`